صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أخيرًا… حدث ما كنا ننتظره،

181

العمود الحر
عبدالعزيز المازري
أخيرًا… حدث ما كنا ننتظره،

 

أحسنت يا مجلس الهلال… إذن تقدّم!
لكن هل يكفي “أحسنت” وحدها؟
عادوا… فهل يعود المنطق معهم؟
وهل يفهم المجلس أن التصفيق لا يُعطى مجانًا؟
يلتقي الهلال اليوم بالأمل العطبراوي، لتعود الروح تدريجيًا لهلالنا مع تتابع أخبار عودة المحترفين، وأيضًا عودة الخيارات إلى المدرب بعد أن كانت معدومة. هل سيدفع خالد بالمحترف الموجود جان كلود أم ينتظر الوقت المناسب؟ خاصة مع عدم الإحساس الجيد بالإعداد والإرهاق الناتج عن السفر، وكذلك الحال مع بن زيتون. عمومًا، المباراة لا تحتمل أي تفريط، والهلال مطالب بالانتصار والعودة إلى الصدارة التي نهبت منه بمنح ثلاثة أهداف وثلاث نقاط للوصيف.
واليوم فرحنا جميعًا بعودة المحترفين الأجانب تباعًا، فرحة لم تأتِ من فراغ، بل من حاجة حقيقية وملحة للعودة إلى المسار الطبيعي، بعد أن اختلّت الموازين، وتضاعفت الضغوط على اللاعب الوطني حتى كادت تنهكه.
قرار عودتهم يُعد خطوة تصحيحية، ولو جاءت متأخرة، ويُحسب للمجلس، ولو جزئيًا، أنه استدرك خطأه. *ونحن لا نملك إلا أن ندعو الله أن يكون هذا القرار موفقًا، وأن يكون السودان – رغم كل التحديات – دارًا جاذبة لهؤلاء المحترفين، كما رأوه بأعينهم من خلال أعظم أندية القارة وجماهيره التي غابت عنهم كثيرًا، لكنها حين حضرت، منحتهم طاقة لا توصف، ودعمًا لا يُشترى.*
من الناحية الفنية، فإن الهلال كان في حاجة ماسّة لهذا التعزيز، فالإرهاق ضرب مفاصل التشكيلة الأساسية، والضغط على اللاعب الوطني بات غير منطقي وسط غياب البدائل وتكرار المباريات بلا توقف، مما يهدد سلامة اللاعبين بشكل مباشر.
أما عودة الأجانب، فهي أيضًا رسالة واضحة إلى الاتحاد الأفريقي: *أن في السودان دوري يُلعب، وأجواء تُدار، وجمهور يُشجّع، وموسم يُستكمل رغم كل شيء.*
عودة ثنائي هجومي لوحدها لن تحل مشكلة النقص العددي لكنها تمنح خيارات وهي خطوة جيدة اذا تتابع وصول المحترفن خاصة في خطي الوسط والدفاع.
لكن هذا لا يعفي اتحاد الكرة من مسؤوليته الكاملة عن فوضى بطولة “النخبة”، التي نُظّمت فقط لحفظ ماء وجهه، لكنها جاءت على حساب الهلال، سيد البلد وحامي رايته، الذي خاض موسمه الأصعب بكرامة، ولم يتهرب من أي استحقاق، بينما الاتحاد ولجانه جهّزوا المسرح لتتويج ابنهم المدلل، المريخ، وملأوا كل الزوايا باللون الأحمر دون خجل!
الهلال – وكعادته – تحمّل الثمن الأكبر، وهو الذي مثّل السودان في المحافل، وصان البطولات، ولم يهرب من أي مباراة. لكنهم في الاتحاد أرادوا تتويج “ابنهم المدلل”، المريخ، فجعلوا من البطولة ممرًا للتكريم الأحمر، وسخّروا اللجان كلها لخدمته، وكأن الاتحاد أصبح “مُمَرّخ” من رأسه حتى أخمص قدميه!
رغم هذا الظلم، يبقى على الهلال أن ينتصر على الجميع، لا بالعويل، بل في الملعب… وعودة المحترفين تفتح بابًا واسعًا أمام المدرب خالد بخيت ليُعيد ترتيب الأوراق، ويصنع الانسجام، خاصةً بعد وصول جان كلود، وبن زيتون، وإيبولا، وأيمي تندنق، وأحمد سالم ف الطريق، وهي عناصر يُنتظر منها الكثير.
لكننا سننتظر حتى نراهم في الملعب، فالكلام لا يكفي، والصورة لا تصنع نصرًا ما لم تتحول إلى انسجام وأداء ومردود فعلي.
عودة النجوم الكبار مثل جان كلود ورفاقه ليست مكسبًا للهلال فقط، بل للدوري السوداني بأكمله، وبالأخص ما يُسمّى بـ”دوري النخبة”، فهؤلاء اللاعبون تتابعهم عيون القارة، ويملكون إمكانيات فنية عالية تُضفي على البطولة زخمًا واهتمامًا أكبر… *لعلّ اتحاد الكرة يلتفت حينها لأرضية الملاعب التي باتت عدوًا مشتركًا لكل من يملك قدمًا سليمة!*
**ساخر وبس:**
في بورتسودان، السوباط قابل فلوران وشكره على “وفائه”!
طيب وفاء شنو؟ الزول مشى وخلّاكم في نص الموسم!
**والغريبة… فريق الهلال البيرأسو السوباط ذاتو في عطبرة والدامر، على بعد كم كيلو، ومحتاج زيارة ودعم ومعنويات.**
يعني الرئيس مشى يكرّم الغايب،
ونسى الحاضر العاوز الروح!
مش قلنا الكورة ما قروش ساي؟
**الكورة مواقف، والوفاء الحقيقي ما مع الراحلين، بل مع الواقف بيكافح في الهجير.**
لكن للأسف…
في الهلال، “اللقطة أهم من اللعيبة”!
أما الأخطر من سوء الأرضيات، فهو التطبيل. هذا المرض الذي تفشّى في عهد المجلس الحالي، حتى أصبح البعض لا يرى في الهلال سوى خزينة مفتوحة وصرفًا ماليًا فقط. هؤلاء الجهلاء الذين يقولون: “الناس ديل دفعوا قروش… خلّوهم يشتغلوا براحتهم”، لا يدرون أنهم يهدمون ما تبقّى من قيمة الهلال كنادٍ مؤسسي ديمقراطي لا يُدار بالمِنَن!
الهلال ليس رهينة لفرد، ولا لعقلية “ادفع واسكتنا”، ومن يكتب للناس يجب أن يكتب للوعي، لا للتخدير… *نحن نكتب للهلاليين العاشقين، لا للمطبلين المتسلقين.*
ورغم فرحتنا بوصول المحترفين، فإننا لا نخفي قلقنا عليهم من الإصابات، سواء المتعمّدة، أو تلك الناتجة عن أرضية ملعب قد تخلع المفصل قبل الكرة!
وهنا يأتي دور الجهاز الفني، وعلى رأسه خالد بخيت، بالتنبيه على اللاعبين بالهدوء، وتفادي الاحتكاكات غير الضرورية، فهذه بطولة عبور لا أكثر، والموسم الحقيقي يبدأ بعد أن يخرج الهلال سليمًا منها.
نحن لسنا ضد المجلس، بل مع أي خطوة إيجابية، ونقول أحسنت إن أصبت، وسنصفق إن وجّهت الدفة نحو الهلال الحقيقي، لكن إن عاد العبث، سنعود لنطرق الحديد حتى ينصهر أو يتبدل.
**كلمات حرة:**
* بطولة النخبة؟ صُنعت على عجل، وأُديرت على هوى!
* فلنبدأ الموسم الجديد بعقل، لا بعجلة!
* الموسم القادم لا يُبنى بالمسكنات.
* والمجلس الذي لا يعترف بخطئه، لا يستحق البقاء.
* أرضياتنا ليست فقط سببًا في ضياع الكرة… بل في ضياع الركب!
* التطبيل عدو المشروع، وعدو الجماهير، وعدو الهلال نفسه!
* الهلال لا يُقاس بمن صرف، بل بما تحقق.
* “أحسنت؟” نقولها… لكن “تقدّم!” نطالب بها.
* إن عدتم للعبث، سنعود لطرق الحديد… *حتى ينصهر أو يتبدل.*
**كلمة حرة أخيرة:**
**الهلال لا يحتاج لمن يشكر الراحلين… بل لمن يقف مع الباقين في الميدان.**

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد