خارطة الطريق
ناصر بابكر
* أشرت بالأمس إلى أن واقع المريخ الحالي هو نتاج طبيعي وحصاد متوقع لأعوام وأعوام من الأخطاء الجسيمة في عمل ونهج مختلف القطاعات بصورة كانت تخصم من الكيان وتمضي به للخلف بشكل جعل مشكلة النادي الكبير متعلقة بـ(الكيان نفسه) وليس وضعية فريق كرة القدم هذا الموسم أو أداء المجلس الحالي.
* ولنبدأ بتسليط الضوء على المجلس المنتخب ونسأل من أتي به؟ والإجابة بلا شك (الجمعية العمومية).. ثم نسأل (ما معنى الجمعية العمومية؟).. والإجابة يفترض أن تكون (جماهير المريخ الحاصلة على العضوية لتقرر مصير ناديها وتختار من يحكمه؟).. وبما أن هنالك إجماع على تواضع (عدد) أعضاء الجمعية، وإجماع على تواضع (الكيف) أيضاً بسيطرة الاستجلاب على الممارسة.. نسأل (من يتحمل مسئولية هذا الوضع؟) ونسأل (ما هي المجهودات التي قامت بها المجالس السابقة لتفعيل ملف العضوية وما هي البصمة التي وضعتها في هذا الملف؟) ونسأل (ما هو الدور الذي لعبه الإعلام في رفع درجة وعي الجمهور بأهمية العضوية وما هي درجة اهتمامه بهذا الملف وما هي نسبة المساحات التي يمنحها له مقارنة بغيره من الموضوعات؟) ثم نسأل (هل نجح الإعلام في إقناع الجمهور بأهمية العضوية وهل نجح في حثه على اكتسابها ورفع درجة وعيه؟) والإجابة تتضح وتتأكد من (كم وكيف العضوية) لذا فإن المجالس الفائتة والإعلام شركاء أصيلين في واقع المريخ الحالي والجمهور كذلك لأنه يرغب في أن يري ناديه في أفضل صورة وأفضل حال وأن يتمتع بأفضل إدارة ممكنة وهو يتكاسل عن اكتساب بطاقة العضوية التي تمنحه حق المشاركة في تقرير مصير النادي ورسم ملامح مستقبله وبالتالي هو يتنازل طوعاً وباختياره عن حقه وعن الدور الذي يفترض أن يلعبه وبالتالي هو شريك في حال النادي.
* وعندما ننتقل للحديث عن حالة وجود مجلسين، نسأل، من منح الوزير ومن خلفه والي ولاية الخرطوم الجرأة للتغلغل في الشأن المريخي واقتحامه بهذا الشكل؟ وما الذي جعل المريخ يدفع ثمن صراعات حزبية بين أمانة الشباب من جهة والوزير الولائي ومن خلفه والي الخرطوم من أخرى؟ من جعل المريخ مستباحاً من قبل الحزب الحاكم ومن جعل تدخل الدولة في شئونه يسيراً ومغرياً؟ ألم يكن شعب المريخ بمختلف القطاعات شريكاً في هذا الوضع بلجوء قيادات النادي ومجلس الشورى في العديد من المرات للدولة لإيجاد حلول لمشاكل النادي الإدارية وقبول شعب المريخ بلجان التسيير المتعاقبة التي يفترض أن تكون استثناء في العملية الرياضية وباتت هي الأصل في المريخ؟ أليس مؤسفاً أن تساند فئة الوزير الولائي ووالي الخرطوم في الخطوة التي أقدموا عليها؟ هل يمكن أن يصدق كائن من كان أن الوزير الولائي ومن يقف من ورائه حريصون على مصلحة المريخ وهم من عينوا لجنة ونسي ووعودها بالمال دون أن يوفوا بوعدهم، وهم من أتوا بالوالي معيناً بعدها مع ودع بالدعم والاستثمار دون أن يوفوا بوعدهم وهم من وقفوا خلف معاناة المجلس الحالي وتسببوا فيها ببدعة مفوضيتهم بإقامة انتخابات بدون منصب الرئيس ثم تماطلها لأشهر طويلة في حسم ملف الطعون، ثم قبولها بسبب شهادة خبرة، هل يمكن لمن كالوا بمكيالين في تعاملهم بين حالة الكاردينال في الهلال لدرجة وضع القانون في الرف وتغييره وحالة سوداكال في المريخ أن يبحثوا عن مصلحة النادي.. أليس مؤسفاً أن تساند فئة وقوف ودعم أمانة الشباب للمجلس المنتخب وهي من كانت شريكة للوزير الولائي في وقت سابق في تعيين لجنة ونسي مع عدم دعمها بالمال، وهي من كانت وراء تجميد الرياضة في السودان الذي دفع المريخ ثمنه باهظاً .. من أوصل المريخ مرحلة أن يصبح ملعباً لصراع حزبي بين وزير ووالي من جهة وأمانة شباب حزب من جهة أخرى؟.
* وبالعودة لتكوين المجلس المنتخب نسأل، هل الجمعية الأخيرة هي أول جمعية تطغى عليها العضوية المستجلبة؟ لماذا كان الكثيرون يغضون الطرف في أعوام مضت عن سيطرة العضوية المستجلبة؟ ما هي المجهودات التي بذلتها المجالس السابقة أو أدوار الإعلام في معالجة هذه المشكلة؟ ونسأل أيضاً، لماذا فاز أغلب أعضاء المجلس المنتخب بالتزكية؟ لماذا كان الفوز بالتزكية ديدن أغلب الجمعيات التي تمت في المريخ؟ لماذا غابت روح المنافسة على إدارة النادي الكبير؟ لماذا ابتعدت الكوادر الحمراء ولم تعد تملك الرغبة في طرح نفسها والتقدم لخدمة الكيان؟ هل عقرت حواء المريخ فجأة أم أن النادي الكبير يدفع ثمن سياسات إدارية وإعلامية جعلت بيئة الأحمر منفرة وطاردة وتسببت في حرق الكثير من الكوادر المريخية؟.
* هنالك عشرات الأسئلة للمجتمع المريخي بأسره، (هل كان هنالك حرص في المريخ خلال السنوات الماضية على استدامة الجمعيات العمومية لتثبيت الممارسة الديمقراطية ومن ثم تطويرها وتنقيتها من الشوائب عبر التكرار والتجارب المستمرة والمتواصلة باعتبارها الوسيلة الأفضل والمتفق عليها لتكوين مجالس الإدارات وتوفير الاستقرار والحفاظ علي أهلية الحركة الرياضية؟ هل كان هنالك حرص وعمل جاد ومستمر من مجتمع المريخ خلال السنوات الفائتة على ملف العضوية لينتج جمعيات عمومية تليق باسم ومكانة وجماهيرية المريخ لتأتي بمجالس في قامة النادي الكبير؟ هل كان هنالك عمل لتأهيل الكوادر الحمراء وتشجيع لها على التقدم لإدارة النادي الكبير أم ظل النهج السائد تصوير إدارة المريخ وكأنه أشبه بمهمة مستحيلة أو ضرب من الجنون؟ هل كان النهج السائد يعزز من ثقافة أن اختلاف الرأي ظاهرة صحية وأمر مفيد ويخدم المريخ أم ظل يقوم على نصرة الأفراد وحرق الشخصيات التي تحمل رأي مختلف؟ هل كان هنالك عمل استراتيجي في ملف الاتحادات المحلية والاتحاد العام بما يضمن التوازن والعدالة وبما يضمن أداء المريخ لدوره كنادي قائد وريادي أم ظل المريخ يكتفي بدور الشجب والإدانة والاستنكار والشكوى من الظلم وكأنه أحد الأندية الصغيرة؟ هل كان هنالك عمل إستراتيجي على مستوى صناعة علاقات مع الأندية الأخرى بما يفتح الباب لتأهيل الكوادر الحمراء الإدارية والفنية؟ هل كان هنالك مواجهة للأخطاء بشجاعة وتعامل بمكيال واحد مع أخطاء وسلبيات المجالس المتعاقبة؟ هل كان الاعتماد على فرد واستجداءه نهجاً يخدم المريخ ويعظم من قيمة الكيان أم يحض منها؟.
* عدد الأسئلة التي تبحث عن إجابات تكشف عن مشاكل المريخ الحقيقية لا تحصي ولا تعد لكن الثابت أن المريخ يدفع ثمن سنوات تلاشي فيها الإيمان بأهمية الديمقراطية والجمعيات العمومية وساد فيها مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)، ويدفع ثمن الاعتماد على فرد وحرق الكوادر وغياب الخطط الإستراتيجية في ملف الاتحادات والعلاقات مع بقية الأندية، ويدفع ثمن الاستسلام الكامل للدولة والرضوخ لتدخلاتها بل واللجوء لها لحل المشكلات وبالتالي تمكينها من المريخ بشكل كامل، المريخ يدفع ثمن تقزيم الكيان مقابل تعظيم الأفراد وثمن وأد الرأي الآخر ومحاربته وثمن دفن الرؤوس على الرمال وخلق المبررات للإخفاقات لدرجة المساواة بين الدوري والكأس ويدفع ثمن لعب دور المظلوم على الدوام عوضا ًعن النادي القائد والرائد والمحرك للإحداث.
* أزمة المريخ أكبر بكثير من أداء المجلس المنتخب.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app