صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

إبراهيما نداي إلى الهلال السعودي

2٬722

افياء
أيمن كبوش
إبراهيما نداي إلى الهلال السعودي..

# لم استغرب لردود الأفعال الغاضبة التي أعقبت خسارة الهلال بثنائية أمام صن داونز الجنوب أفريقي، وكأن صن داونز هذا قادم من تشاد أو جيبوتي لا تلك الدولة ذات المزاج والملامح والصفات الأوروبية التي أهلتها لاستضافة كأس العالم…
# احسبوا عدد المرات التي خسر فيها الهلال خارج أرضه في دوري المجموعات فستجدوا أن هذه الحكاية التي نرفضها اليوم تكررت عشرات المرات بسيناريو واحد.. فما الجديد الذي يجعلنا نحلم بذلك القدر الذي يجعلنا نرفض الخسارة بفارق بهدفين من فريق متطور وفي دولة متطورة تتمدد الفوارق بيننا وبينها لمسافات تقارب المسافة التي بين السماء والأرض ورغم ذلك نجد مشجع سوداني “داخل الإنترنت بعشرة جنيهات” و”فاتح نفسو على الآخر” مطالبا بأكثر من الذي جرى وهو “فاكر بأن إبراهيما نداي ممكن عادي يلعب في الهلال السعودي”..
# قال لي احدهم: “قدمتم للمباراة بحسابات تحولات تعرفونها وحدكم ولا نسمع بها إلا في الجرايد”.. فقلت له نحن من هذا الشعب.. نتألم لالمه ونفرح بذات القدر وعندما نكتب عن الكرة السودانية نكتب بتلك العاطفة والحمية الوطنية التي جعلت أجدادنا في كرري يقابلون الغزاة باسياف العشر والصدور العارية فحصدتهم المدافع حصادا ورغم ذلك مازلنا نردد خلف وردي تلك الاكذوبة التي تحدث عن “فر جمع الطاغية”.. ولكن..!! نحن نحاول ايجاد المعادلة المستحيلة بأن (ننفخ روحاً في اموات).. ونحاول كذلك ان نصنع “شرباتاً” من “فسيخ” الاقدام والرؤوس والفكر العانس.. استبشرنا خيراً يا سيدي ولكنها كانت للأسف الشديد “بشرى” ممن “يُشكّر الراكوبة في الخريف”.
# نحن نظلم هذا الجيل كثيرا عندما نهاجم ناس الشغيل وسمؤال وفارس ونزار حامد واخوتهم على خلفية الخسارة أمام صنداونز.. نظلمهم لأننا ننسى بأنهم لا يمكن ان يكونوا استثناء عن كل الاجيال الماضية التي لم تستطع أن تحقق الانجازات الكبيرة التي تعبر عن ناد له عشرات السنوات في المشاركات الأفريقية منذ عام 66.. غير الصعود الى النهائي الافريقي مرتين… والتواجد في ربع النهائي لاكثر من موسم.. اما غير ذلك فليس هناك غير “مسلسل معاد وقديم يستعاد”..
# يجب ان نسأل انفسنا.. في اي اكاديمية لكرة القدم تخرج “نصر الدين الشغيل” لكي يتعلم ذلك البرود الانجليزي في استثمار أنصاف الفرص ؟ بل من اي مدرسة سنية جاء “سمؤال ميرغني” و”ابو عاقلة عبد الله” و”عبد اللطيف بوي” .. بل من اين جاء كل اللاعبين الذين اصابوا الشعب السوداني بالضغط والسكري والمصران العصبي… ؟!
# سنظل طويلاً في محطة “الحال من بعضه” لان السودان الذي يعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة ويعوزه الدولار لاستجلاب الدواء والوقود وحليب الاطفال.. يكفيه جداً وجود الهلال والمريخ حتى اللحظة في دوري المجموعات الافريقية.. يكفي اننا مازلنا نعافر ونغضب عندما نخسر من منافس مثل صن داونز “كل حاجة عندو متكفي” لا صف رغيف.. ولا صف وقود.. ولا الماهية اوف عيشة هاك وكف.. نحن في حاجة للمذاكرة على “رحم الله امرئ عرف قدر نفسه” .. اما نحن فمازلنا في خانة (حشاش بى دقنو) والجهد قليل.
# هذا ليس حديثا انهزامياً… ولا بكائية على حائط الهزيمة.. ولكنه تشريح موغل في الشفافية عن واقعنا المأزوم… كلكم شاهدتهم مباراة الأمس وتحدثتم عنها.. وادركتم حجم الفوارق الفنية والتكتيكية والذهنية العالية ما بين لاعب سوداني لا يعرف حساب الزمن وما يريده من المباراة فيدور ويدور حول نفسه.. وآخر في الجناب العالي من الموهبة… يحسب كل دقائق اللقاء ويعرف كيف يوزع جهده فيها.. لكي يصل الى ما يريد من اقصر طريق.. لذلك ان اردتم المضي قدماً الى الامام في المجموعات فأبدأوا منذ اليوم في تعلم التعايش مع الواقع واستدعاء التواضع واكتشاف حقيقة انفسنا واننا لا نملك شيئا غير موهبة الحواري و”مراوغات” الازقة و”كرة الشراب”.. هذه اشياء لا تصنع لاعباً منضبطاً تكتيكياً يستطيع معرفة ما يريد…
# نكتب بمداد الحزن المؤقت ونحمل كامل المسئولية للاعبين.. ولكن اهم ما وددت قوله هو أن الهلال لم يخرج من المنافسة وصنداونز لم يصعد، مازال هناك مشوار طويل، سنمشيه بالصبر والإرادة وشطب كلمة مستحيل.
# اخيرا دعوني اسأل سؤالا ببراءة الأطفال… إبراهيما نداي.. ممكن يلعب في الهلال السعودي..؟!.. جيب لينا زي كارييو يا شيخ تركي بعديها ح نطبع وح نغرد زيهم.. الما ماليين زيهم.

قد يعجبك أيضا
5 تعليقات
  1. ابو ريم يقول

    الكثير من افذاذ لاعبي كرة القدم بدأو من الحواري والازقة ويعملموا منها المراوغة واللعب
    ولكن ابتليت منظومة الرياضة وبالاخص كرة القدم بالحلقة الاضعف في المنظومة وهي الاعلام
    اعلامنا او اعلامينا منهم من يكتب لنفصه للظهور ومنهم من يكتب من غير علم، وللاسف انت اصبحت من الفئة التى تكتب حبا في الظهور
    كنت اتمنى لو انك تشريح اداء الفريق كمجموعة وافراد مقارنة بادائهم في المباراة السابقة وما سبقها وتحليل كتابات الاعلام وانت واحد منهم.
    في كاس العام 1990 على ما اذكر ان مدرب ايرلندا صرح بانه لا يملك لاعبين مهرة ولكنه يملك اكثر من 11 حصان يمكنه ان ينافس بهم وقد كان فقد قدمت ايرلندا نفسها بطريقة جيدة في تلك النسخة لماذا لان الاعلام ركز على الثقة في النفس اولا وثانيا
    بدلا من تخذيل اللاعبين امنحهم الثقة في النفس كفريق وكافراد

  2. عباس يقول

    افتكر الحكم علي اللاعب صحيح مستواه اقل من محترفين الهلال السعودي لكن هلال السعوديه بحقه وده عطيه مزين اي لاعب لايمكن ان ينجح الا في وجود صناعه لعب جيده في الفريق صناعه جماعيه او فرديه من لاعب بعينه ونحن الله ابتلانا بنزار حامد تقيل في الحركه متفلسف لايجيد التمرير الطويل ولا القصير ولا البينيات لاعب لايملك ادني مقومات صناعه اللعب وقبل حضور هدا الزوران كان كنب اعاده هذا الزوران انا محتار شايف فيه شنو كلما خرج من الملعب تحسن اداء الهلال طيب العله واضحه ارحمونا من الماسوره تزار

  3. حسن ذوالنون يقول

    الاستاذ أيمن يعجبني فيك قلمك النأضج انا مريخي الهوي لكن ليس بالعصبية المقيتة نعم شاهدنا هلال السودان وكم من فوارق شاهدنا لكن العاطفة الزائدة عندنا لا تقتنع بالواقع المرير الذي نعيشة دائما قلمك يسير نحو أن نكون الأفضل لو اتبعتا الأسس السليمة و نبذ الخلافات و الصراعات التي تبدأ من رأس الهرم الي القاع لك مني كل الود .. حسن ذوالنون الامارات مدينة العين

  4. الهندي حسين يقول

    وانت من اين اتيت
    هذه الارض لنا

  5. ابو محمد يقول

    إقتباس (مازلنا نردد خلف وردي تلك الاكذوبة التي تحدث عن “فر جمع الطاغية”) بكل أسف فإن الطاغية الذي يقصده الشاعر في هذه القصيدة ليس العدو الإنجليزي، ولكنه كان يقصد خليفة المهدي عبدالله ود تور شين، رئيس السودان في ذلك الوقت، فبدلاً من أن يحدثنا الشاعر الهمام عن لحمة السودانيين ووقوفهم صفاً واحداً رغم حدة الخلافات السياسية في ذلك الوقت، طفق يتحدث عن فرار الطاغية، وهو يعلم بأن الرئيس تراجع ليعيد ترتيب صفوفه ومحاربة الغزاة، أي عنصرية بغيضة هذه التي يثيرها الشاعر ، رغم علمه بأن الخليفة ضرب أروع الأمثال حينما استشهد ساجداً على فروته وعلى يساره الأمير الشجاع على ود الحلو، لم يحدثنا الثاريخ عن قائد استشهد في فروته فأبهر الأعداء ورفع قائدهم قبعته إحتراماً وتقديراً لهذا الإستشهاد النبيل، أما نحن السودانيون نفلح في تبخيس أشياءنا ولا ننسب الفضل لأهله. المهم خليك مع هلالك يا أيمن وأنسى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد