العمود الحر!
عبدالعزيز المازري!
إمبراطورية العليقي… قرار أطاح بالبطولة قبل صافرة النهائي!
الهلال لم يخسر كأس سيكافا في تنزانيا لأنه ضعيف، بل لأنه دخل المباراة مثقلاً بتجارب فاشلة، وعناد مدرب غريب عن بيئة الفريق، وإدارة غابت تمامًا عن دورها الحيوي، تاركة الأمور تسير بلا رؤية أو خطة واضحة. نعم، البطولة قُدمت على طبق من ذهب، لكنها ذهبت لسينغيدا، بينما الهلال خرج من النهائي بخيبة جديدة وجرح قديم لم يلتئم بعد.
**كاذب من يقول إن سيكافا لم تكن حلم الجماهير**؛ الجماهير حلمت بأن تعيد هذه البطولة شيئًا من هيبة الهلال، تكسر العقدة، وتعيد الثقة للنادي وللاعبيه المحليين، لكن الفريق لم يحقق حتى الإنجاز الأدنى، رغم جوقة المحترفين التي صرفت عليها الأموال، وكُدست بلا خطة واضحة، وفي النهاية لم نحصد سوى المركز الثاني.
المدرب وجد نفسه في مهمة تفوق قدراته، خمس مباريات فقط كانت كل خبرته مع الهلال، ثم ألقي به مباشرة إلى نار البطولة. الرجل عنيد، يصر على تشكيل ثابت بلا تجانس، يتجاهل عناصر يمكن أن تصنع الفارق ، ويُصر على مجاملة لاعبين فقدوا مستواهم. الأدهى أن الإدارة تركته وحيدًا، بلا توجيه ولا تدخل في الوقت المناسب، وكأنها تتفرج على انهيار الفريق.
لكن الضربة القاضية لم تأتِ من الملعب وحده، بل من خارج الخطوط… **إقالة مدير الكرة الأقرب للاعبين في توقيت حساس كانت صدمة نفسية حقيقية**. الرجل الذي كان يحفز اللاعبين ويعرف دواخلهم أُبعد فجأة، وجاء بديل محترم بلا شك، لكن ظروفه لم تسمح بأن يملأ الفراغ. النتيجة: انهيار معنوي انعكس على الأداء داخل الملعب. هنا يتحمل رئيس القطاع المسؤولية الكاملة، لأنه فضّل توسيع نفوذه على حساب استقرار الفريق، بينما المجلس جلس يتفرج دون أي رقابة فعلية.
ثلاث سنوات عجاف لم تُقدّم سوى مصالح ضيقة، لا رؤية وطنية، ولا احترام للاعب المحلي. أما الأجانب؟ إن لم يكونوا مميزين بحق، فما جدواهم سوى إثقال الخزينة وإضعاف هوية النادي. والجهاز الفني؟ أثبت أنه بلا حلول، وإن لم يتدارك أخطاءه سريعًا فالهلال مهدد بالخروج من التمهيدي وفقدان فرص أكبر بكثير من سيكافا.
أقولها صراحة: ما حدث اليوم هو نتاج عملك يا رئيس القطاع، ونتاج عنادك الذي حول الهلال إلى ساحة معارك شخصية لا علاقة لها بالمستطيل الأخضر. تركنا لك ثلاث سنوات كاملة، والنتيجة كانت فشلًا متكررًا ومشروعًا استثماريًا فارغًا. آن لك أن تغادر، وتعيد الهلال لمؤسسته، ويعود مدير الكرة الذي خرج مظلومًا إلى مكانه بجانب عاطف النور، ويأخذ المجلس قرارًا حاسمًا: إما تصحيح عاجل، أو إقالة.
**كلمات حرة**
* ثلاث سنوات بلا إنجاز… هل تكفي لتبرير البقاء؟
* إقالة في التوقيت الخاطئ أثقل من أي هدف في شباك الهلال.
* الهلال لا يحتاج إمبراطوريات شخصية… يحتاج رجالًا يخدمونه بصدق.
* المجلس يتفرج… والجماهير تدفع الثمن.
* سيكافا لم تكن بطولة عابرة، بل حلم جماهير، فكيف ضاعت؟
الهلال لا يُبنى بالاستثمار الفارغ، ولا بالولاء لأشخاص. المجالس تزول، لكن الهلال سيبقى. فهل تفهمون؟
**كلمة حرة أخيرة**
الهلال ليس ضيعة خاصة لأحد، ولا حقل تجارب لمدرب عنيد. البطولة كانت في اليد، فضاعت. هل ننتظر أن يضيع التمهيدي أيضًا؟ إن لم يفق المجلس اليوم، فسيكتب التاريخ أن الهلال في زمن العناد سقط حتى في أضعف البطولات.
**آخر كلمة**
وللذين كانوا يكيلون السباب ويستنكرون ما نكتب، أما آن لكم أن تدركوا أن الهلال كيان خالد، لا يُختزل في شخص ولا يُختطف لمصلحة فرد؟ أنتم شجعتم الأشخاص وجعلتموهم ينفخون ذواتهم على حساب الهلال، بينما الحقيقة أن الهلال أكبر من كل الأسماء وأبقى من كل الكراسي. ألم نكن على حق حين صرخنا باكرًا؟ ها نحن اليوم نقف وقلوبنا تنزف عشقًا لا سخرية، ونقولها بوضوح: **آن أوان التصحيح، آن أوان أن يعود الهلال لأهله، لا لإمبراطورية فرد ولا لعناد مدرب.**