(اعداد صلاح الاحمدى )
من وحي الذاكرة
كان إستدعائي إلى الخرطوم من موقع عملي بالقياد الشرفية في 1965م قد تم
بطريقة غريبة لم تصلني إشارة وإنما وصلت طائرة فيها ضابط يحمل نفس رتبتي
وضابط آخر وعدد من الجنود وضباط صف .
حياني الضابط الزميل ولخص مهمته في كلمات حرجة ، سلمت مهماتي ولم أحوال
حتى أن أسأله عن أسباب الإعتقال .
وفي الخرطوم عرفت أن الضابط برتبة الملازم يدعى خالد الكد قام بعمل
صبياني قبل ساعات في محاولة لا أشك لحظة في أنه قبل غيره كان يعرف حتمية
فشلها .
التحقيقات بدأت على الفور والأدلة كانت ساذجة قدم قائمة بإسم ضباط وأنا
على رأسهم بإعتبارهم قادة حركة الإنقلاب الفاشلة .
سألني المحقق ما رأيك؟؟
قلت له يجوز أنو يكن إعجابا ولا أعرف سببه فارق الرتبة فضلاً عن فارق
السن يحول دون أن يكون صديقي كل ما ذكره أنه عمل تحت قيادتي في حامية
الشجرة وكثير من الضباط الذي يعملون معي وتحت قيادتي كنت أحرص على أن
اكون لهم صديقاً وشقيقاً إلى جانب أنني كنت منهم معلماً ومرشداً ناجحاً
ومقوماً أيضاً . كان المحقق القائم المقام عمر الحاج موسى قائد القيادة
الشمالية في ذلك الوقت إلتزم بالوقائع وإستمع لشهادة الشهود وإستخرج
خلاصة البيانات وحدد قراره وأعلن برائتي .
أثناء وجودي في التحفظ الشديد وهو يعني الإحتجاز في المعسكر مقيد الحركة
في إطار جدران غرفة مريحة متوسطة الحجم كنت أفكر في دوافع الضابط
الصغير بعد أن عدت إلى عملي . واصلت التفكير بعد قيام الثورة كنت أفكر
ولم أصل إلى نتيجة إلا بعد شهور .
بعد مؤامرة يوليو جاءني عمر الحاج موسى في مكتبي بالإتحاد الإشتراكي ذات
ليلة تنحى بي جانباً ليهمس (جائني اليوم شقيق ضابط من إشتركوا في مؤامرة
يوليو وهو يحمل رسالة من شقيقه الهارب يعرض فيها أن يسلم نفسه بشرط أن
اضمن له شخصياًَ تحقيق العقوبة عليه إذا ما أصدرت المحكمة العسكرية حكماً
بالإعدام وقبل أن أسأل حتى عن إسمه سألت عمر الحاج موسى من أشترك في
مجزرة قصر الضباط) .
.
كانت مسئولة في حماية المطار وقد بقى فيه من يوم 20 يوليو إلى
يوم 23 يونيو حيث كان اول الهاربين .
هناك ما يشير إلى أنه إشترك في قتل الجنود وضباط الصف يوم إقتحامه
القيادة العامة ؟لا اعتقد ذلك فمعلوماتي تؤكد أنه إستعار ملابس عسكرية
صباح يوم 20 يوليو وذلك لأنه لم يكن في الخدمة قبل إنقلاب هاشم العطا هل
كان من المخططين والمنفذين الرئيسين ؟ لا أعتقد أنه مجرد آداء ولكن وقلت
لكن ماذا ؟ قال هو ابن خالة عبدالخالق محجوب وفهتفت خالد الكد .
قال نعم جائني شقيق طه الكد فما رأيك .
قلت مادام غير ماذكرت فأنا أعد سلم خالد الكد نفسه وصدر عليه الحكم
بالسجن لسنوات طويلة ثم العفو عنه بعد شهور من إدانته وعمل في وظيفة
إدارية في مسشفى الخرطوم.
المهم إني بعد الحوار مع عمر حاج موسى توقفت كثيراً أمام ما وصفه به من
أنه مجرد إرادة رجعت الذاكرة للعام 1965 بل إلى قبل ذلك بعد الدور الذي
قمت به أثناء ثورة أكتوبر وكان قريباً أن أعلم أن المعارضة في مجلس
الوزراء تعمل على تطهير قيادة الجديش من العناصر التي سادندت عهد عبود
وتولاها الوزراء الشيوعين كما كان قريباً أن أعلم أن التيار الذي كان
قداماً في مجلس الوزراء يعمل على محاولة تشريد الضباط الذين قاموا بدور
أساسي في إنجاح الثورة وإن لم يكن من بين عناصر الضباط الواعية .
في سنة 1965 كان تحرك خالد الكد مهزلة بالمقياس العسكري عبس . فهو إستعان
بعدد من المستجدين حين فقد السيطرة في اللحظة الأولى عن مسار تحركه حين
كان مكشوف منذ بداية محاولته وإستقطاب عناصر إلى أن تم القبض عليه
بالإضافة أنه هو الذي تطوع كما علمت بتقديم قائمة بأسمتاء الضباط بعضاً
لم يراه في حياته بإعتبارهم شركاء في محاولته الصبيانية والاكثر إثارة
للدهشة أن القائمة تضم الضباط الذي أقاموا بدور في إكتوبر وإشتهروا داخل
الجيش بأنهم عناصر وطنية نظيفة ومع هذا فقد ظل السؤال للجواب . هل تحرك
خالد الكد عام 1965 هدفه الأول والأخير هو توجيه ضربة للضباط الوطنين في
الجيش والإيقاع بهم مبكراً قبل أن يقوموا هم بمحاولة يكتب لها النجاح؟
السؤال حتى الآن لم أجد له إجابة وقد نجد له يوماً وقد لا نجد أبداً .
في الأسابيع الثلاثة التي سبقت يوم 25مايو 1969م كان الدراسات قد إكتملت
والتعميم قد إنتهى والقوات التي تقوم بدور الطليعة في حامية الثورة قد
تحددت بل كان تحركها السابق في الليلة المجيدة قد تم تحديده أيضاً .
تاثر القوة الرئيسية وهي قوة المدرعات وقد دبرنا قيامها في مهمة تدريبية
في معسكر منطقة خور عمر إلى الشمال من الخرطوم وذلك حتى لا تبدأ تحركها
من قاعدها الأساسية منطقة الشجرة حين كان يتعين عليها إختراق أحياء شعبية
سكنية بالإضافة إلى أن الإتصال لها في مرحلة التمهيد يكون اكثر أماناً في
منطقة خور عمر عنها في قاعدة الشجرة . كذلك كانت القوة المساعدة لها وهي
قوة المظليين قد تم تحديد وتوقيت تحركها بحيث تتجه لمنطقة فتاشة في ضواحي
أمدرمان وفي منتصف الطريق تغير من إتجاهاها وتتجه إلى منطقة خور عمر حين
تتلتقي بقوة المدرعات المعسكرة هناك . كانت القوة المبدئية قد قمت بوضعهاوحضرت إلى الخرطوم من جبيت شرق السودان تحت ستار وعكة مرضية للعلاج
إنقلاب مايو على لسان نميري( (2)
فئة كانت منذ البداية وحتى النهاية تأييداً كاملاً للتحرك وإيماناً
بأهدافه ووعياً بالمنحدر الذي وصلت إليه البلاد سياسياً وإقتصادياً
وإجتماعياً ومن هؤلاء خالد حسن عباس والذي أوكلت إليه مهمة تحريك القوات
المدرعة . وأبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبدالقادر
الذين قاموا بالسيطرة على سلاح المظلات وبعض الضباط والقوات المساعدة
كالنقل والإشارة وهؤلاء أبو القاسم هاشم بالإضافة إلى مامون عوض أبوزيد
مع بعض الضباط الآخرين الذين أوكلت لهم مهام ثانوية .
توالت إجتماعات التحضير النهائي والتي إقتصرت على ضباط هذه المجموعة
بالإضافة إلى فاروق حمد الله والذي كان مبعداً من الجيش إلا أنه كان يقوم
بدور كفء ونشط في التحضير للثورة خارج القوات . عقدت عدة إجتماعات بعضها
في منزل أبو القاسم إبراهيم وبعضها عند أبو القاسم هاشم ولم تكن
الإجتماعات للتحضير فحسب بل قصدت منها أن تكون إختباراً لصلابة المجموعة
بعد التأكد حددت ساعة الصفر وبدأ العد التنازلي في هذه المرحلة كان علي
أن أقابل بابكر عوض النور للمرة الأولى كان بابكر عوض النور واحد من
المبادرات التي قام بها فاروق حمدالله دون علم التنظيم وبالطبع دون
موافقته وإن كنا سلمنا بها بعد ذلك وقبلناها .
المبادة الثانية وإنه تعبير من جانبنا وبغير موافقة أيضاً وإنه كان في
إيطار مسئولية عن طبع نشرة الضباط الأحرار السرية وكان يعمد أحياناً إلى
طبعها في مطابع الحزب الشيوعي وقد علمنا بهذه الحقيقة في وقت لاحق إلا أن
الوقت كان قد فات لإيقاف هذا الإتصال وخاصة أن فاروق أكد أكثر من مرة
بانه لم يبوح بأسرار التنظيم ولا أسماء أعضائه ولا توقيت تحركهم ولا
اهدافه الإستراتيجية لأي من العناصر التي يتصل بها في الحزب الشيوعي .
بالنسبة لبابكر عوض الله كان خبر إتصالي به له واقعاً طيباً في نفسي
فبابكر عوض الله من العناصر الوطنية التنظيمية والتي لم يرتبط مطلقاً
بتنظيمات حزبية من اي نوع كما له دوراً مشهوداً قي ثورة اكتوبر كذلك فهو
قد ضحى بوظيفته وهي من أخطر المناصب بالسودان حين كان رئيساً للقضاء وذلك
في سبيل ما إعتقد أنه حق وإنصاف وإنه تصادم مع الحزبية صداما مشهوداً
ومسجلاً في تاريخ السودان بالإضافة إلى أنني كنت رشحته لواحد من ثلاثة
لتولي رئاسة الوزارة في أكتوبر 1964م . كنا علي أجري إتصالاً ببابكر عوض
الله تاكد لي في المقابلة الاولى إن فاروق لم يبيح له حتى بإسمه وإنما
كان يشير إلي في أحاديثه بأنني القائد الذي سيراه في الوقت المناسب .
نعم وضعت اللمسات الاخيرة التي قمت بوضعها للتحرك في صباح السبت 24 مايو
1969 توجهت إلى منزل أحد أقارب بابكر عوض النور بحي المطار وهو أستاذ
بجامعة الخرطوم حين قمنا بتسجيل البيان الأول بصوتي وسجل بابكر عوض الله
بياناً ثانياً بتشكيل الوازرة كما سجل فاروق بياناً موجهاً للقوات
المسلحة وإنتهت عملية التسجيل حوالي الساعة الواحدة ظهراً خرجنا من
المنزل متفرقين بعد خروجي صادفت محمد أبراهيم نقد الذي تربطني به صلة
صداقة وثيقة إذ أنه زميل دراسة بحنتوب الثانوية تعانقنا تحدثنا في مختلف
المواضيع العامة العابرة وقبل أن أصافحه مودعاً قال إنه في الواقع إنه
كان يبحث عني وهنالك من يريد أن يراني على الفور لأمر بالغ الخطورة سألته
عن الشخص أجاب بصورة أثارة فضولي أنني لا أستطيع أن أبوح بإسمه وإنني
سأراه لو ذهبت معه .
كنت أعلم أن نقد يشغل منصباً قيادياً في الحزب الشيوعي وكنت أعلم أنه
يعرف موقفي من الشيوعية والشيوعين فكثيراً ما تناقشنا كأصدقاء وأبناء
دفعة حول هموم السودان وكان الخلاف بينا لا أمل في تجاوزه ولكن العادة
السودانية فالإختلاف في الراي لا يفسد للود قضية .
قررت الذهاب معه لرؤية المجهول لأعرف ماذا يريد وعلى الأقل سأكون في
الصورة بدلاً من عيشي الساعات القادمة وسط إحتمالات لم أضعها في حسابي
ركب معي في السيارة وإتجهنا إلى سوق الخرطوم وفي أحد الشوارع الجانبية
توقفنا ودخلنا منزل وهناك قابلت المجهول
[
انقلاب مايو بلسان نميرى3
والا لما حولوا لقائى .واثناء وجودى مع الشفيع وحتى اثناء حديثه كنت
اعيد وزن الحوار الدائر في ذهني بسرعة وما هي الثغرات فيه .
كانت كثيرة وانني في البداية انكرت باي نية تحرك ثم بضغط المعلومات التي
كانت مسجلة له عن اجتماعات قمت ، اعترفت بانني شاركت فيها وان كنت قد سقت
تبرير ضعيف ثم ان المعلومات عن الاجتماعات قد تكون تسربت لهم عن العناصر
التي تم استبعادها في المرحلة الاولي لاجتماعات الضباط الاحرار وهي
معلومات التي تشير إلي نية التحرك وان كانت تنفي احتمال التحرك ثم ان
هناك احتمال بان يكون احد العناصر التي صمدت وواصلت معنا لآخر الشوط
مزروعة وسطنا من جانب الشيوعين وان هو الذي ابلغ المعلومات المفصلة .
ذلك كله دار في ذهني بسرعة قررت ان التقي بعبد الخالق محجوب في هذه
الليلة وبكل وسيلة وان تكون وسيلتي معه ، تختتلف عن اسلوبي مع الشفيع ،
المصارحة المشفوعة بالتهديد ولكن لماذا عبد الخالق وليس الشفيع لانني كنت
اعرف ان النظام الداخلي للحزب الشيوعي هو نظام انسبه مايكون بالماسونية
وان ادعاءات الديموقراطية هي وهم لااساس لها من الصحة فاللجنة المركزية
للحزب لم تجتمع ولخمس سنوات متتالية والمكتب السياسي يجري فصل اعضائه
بارادة السكرتير وحدهوحسب تقيمه وهواه وان سلطته مطلقة ونفوذه بلاحدود
وتخرجات وتفسيراته مها كانت فهي موضع رضا وقبول ، وتحرك الكل باشارته
لايختلف عن تحرك قواعد الطائفية بالاشارة . الشفيع إذاً لن يتجاوز في
تبليغ السلطة حتي لو توكد من نوايانا في التحرك وحتي ولو كان لقد اقتنع
فاننا لن نتحرك فلقد كان دوره ان ينقل محتوي الحديث حرفياً لعبد الخالق
ليقرر وحده وحتي لو استعملت مع الشفيع اسلوب التهديد فهو في اطار شخصية
عبد الخالق المسيطرة لن يكن لم يملك سوي ان يفصح له عن كل مادار .
التعامل المباشر مع عبد الخالق هو الاجدي والتاثير فيه هو الانفع .
حينما رجع العقيد جعفر محمد نميري إلي منزله بودنوباوي وجد انتظاره
الرائد مامون عوض ابو زيد ساله اين كنت اجابه العقيد ضاحكاً وهو يرتدي
ملابسه العسكرية في زيارة الاصدقاء وطوال الطريق الي خور عمر كانت عربة
العقيد تقطع الطريق الصامت في رحلة كان ومن معه بالعربة يدركون ان حالة
النجاح او حتي الفشل فلسوف تظل معلما ً في تاريخ السودان .
وصلت السيارة الي اطراف المعسكر ودارت حوله واخترقته وتوقفت في مركزها
هبط العقيد نميري وتقدمه خالد حسن عباس والتفت حوله الضباط والجنود تحدث
خالد حسن عباس في البداية للمرة الاولي قائد الثورة خاطب جنوده هذا هو
القائد الذي سيقود خطانا الي النصر او الشهادة وفي ضوء العربات تبين ان
للجنود وجه قائدهم كلهم يعرفه منهم بالخدمة تحت قيادته ومنهم بما سمع عنه
وتحدث العقيد نميري الي جنود طلائع الثورة قائلاً
العامة
انقلاب مايو على لسان نميرى 4
تحدث العقيد نميرى الى جنود طلائع الثورة قائلا
تحدث معكم قائدكم وضابطكم حول هدف تحركنا هذه الليلة
اننا نخطوخطوات نسجل بها لتاريخ السودان صفحة اخرى مجيدة من صفحات تاريخه العظيم اننا نتحرك نحو غدا افضل للسودان .انتم ابناء المزارعين اشقاء العمال الكادحين .انتم ابناء واشقاء الطلاب .انتم ابناءهذه الارض والتى ما فجرخيراتها الا المحرمين من خيراتها
انتم على موعد هذه الليلة لتشقوا للمحرومين
طريق الكفاية للمظلومين.درب العدل تعيدون للسودان مجده تحررون انائه من سيطرت الطائفية والحزبية والفساد الذى انتشر واستشرى انتم الموعدين بشرف الانتصار للشعب او الشهادة فى سبيله .سوف نتحرك بعد قليل فى اتجاه واحد اما ان نعيش فى سودان نعمل على تحريره ودفعه الى التقدم والعزة واما نموت فى سبيله ممهدين الطريق لثوار يا تون من بعدنا يحملون راية حاولنا رفعها وسقطنا دونها فى سبيل اشرف وانبل غاية هى مجد السودان ووحدة السودان وعزة السودان
ثم اعلن الرئيس نميرى بان التحرك سيتاخر عن موعده ساعة .حتى لا يتعرض الساهرون فى ساحة المولد بامدرمان لاى احتمال .ذلك ان الثورةهدفها حماية الجماهير وليس تعريضها للخطر
ثم انهى كلمته طالبا ان يسمع اسئلة من يريد ان يسال
تفدم البعض شاكيا من انه اثناء توزيع الواجبات .فرض عليهم البقاء فى المعسكر لحماية بعض المعدات وهم لا يريدون ان يتخلفوا عن المشاركة فى تفجير الثورة .امر على الفور ان يتحرك الجميع بكل معداتهم على ان يبقى المرضى فى الخيام وقد ترك عربته ة الخاصة معهم معلنا انها هدية خالصة مقرونة بتمنياته بالشفاء فى حالة عدم عودته
تحركت القوات من خور عمر .وبعد ان انضمت اليها قوات المظلات حيث اتجه بعضها الى الخرطوم خن طريق كبرى شمبات الى الخرطوم بحرى واتجه الاخرون عبر كبرى النيل الابيض الى الخرطوم وفى الطريق, كنت القوات يجرى توزيعها حسب الخطة الموضوعة بحيث وصلت القوة الرئيسية التى تسلمت القيادة العامة بعد ان حتلت باقى القوات المرافق الهامة والكبارى والاذاعةوالتلفزيون والهاتف
بوصول الرئيس نميرى الى القيادة العامة واحتلاله مكتب القائد العام بدات تصل تباعا بلاغات باقى القوات والتى نجحت جميعها فى اداء مهامها فى سهولة ويسر ,ما عدا القوة التى قادها الرائد زين عابدين محمد احمد عبد القادر والتى صادفة مقاومة محدودة من احد كبار الضباط عند اعتقاله ,والرائد خالد حسن عباس والذى لم يتمكن من اعتقال اللواء حمد النيل ضيف الله رئيس الاركان والذى صادف عدم وجوده بمنزله ,
جرت الاتصالات على الفور ,بالقوات المسلحة فى الاقاليم والتى اعلنت تايدها الفورى .
فى السادسة صباحا بدا راديو امدرمظان اذاعته بالقران الكريم تلاها موسيقى عسكرية ثم بيانات الثورة الاولى وكانت البداية
انقلاب مايو على لسان نميرى 5
دخل بابكرالنور مجلس الثورة ,رغم انه لم يشترك فى التحرك ليلة 25 مايو 1969قضى تلك الليلة فى بيته ,فوجى بقيام الثورة كما فوجى باحتياره عضوا فى مجلس قيادتها .
هاشم العطاء ايضا لم يكن من المشاركين فى التحركات التى ادت نجاح الثورة تلقى الخبر فى بون حيث كان يعمل مساعدا للملحق العسكرى بسفارة السودان بالمانيا الغربية فاروق حمد الله اقرب المقربين الى جعفر نميرى منذ عمل تحت قيادته اى ان طردمن القوات المسلحة وعمل بوظيفة مدنية ببلدية امدرمان .وتولى بتكليف من الرئيس نميرى مسئولية التحضير للثورةفى صفوف المدنيين لم يكن ملتزما بالفكر او بالانتماء للحزب الشيوعى ..كنت القضايا الفكرية لا تشغله كثيرا ,كان مشهودا له بالقدرة على تنظيم واجراء الاتصالات .
اول علامات الخطر ,فى اتجاهات فاروق حمد الله ونواياه ,كنت فى اتصالاته المبكرة بعناصر من الحزب الشيوعى ,وهى اتصالات بررها العقيد نميرى فى ذلك الوقتبان الغرض هو استغلال امكانيات الحزب الشيوعىفة طباعة نشرة الضباطالاحرار السرية ’تماما كما كان الحال بالنسبة للصحف الحزبية والتى كنت تتولى نشر الاخبار التى كان يسربها الضباط الاحرار اليها ’عن تدهور الاحوال داخل القوات المسلحة .
وكما كنت الصحف الحزبيةلا تظاهر الضباط الاحرار ولا تعرف شئا عن تنظيمهم ,وانما تنشر الاخبار التى تصل اليها نكاية فى الحزب الحاكم ’كذلك بالنسبة للحزب الشيوعى ,والذى كان يتولى طبع النشرة السرية من نفس المنطق .
تسربة العناصر الثلاثة الى داخل مجلس القيادة الثورة ..
اثنان يحملان فكر ماركسيا وانتماءاعقائديا,والتزاما حزبيا نجحا فى التستر عليه طوىلا وهما بابكر النور ..وهاشم العطاءوالثالث فاروق حمد الله ,تداخلت عوامل عدة فى تحولات موقف فاروق حمد الله ,بدا متدرجا وعبر مراحل الاتصال بعناصر من الحزب الشيوعى والتنسيق معها بغير علم تنظيم الضباط الاحرار قبل الثورة ,وتلك المرحلة الاولى .
سقوطه فى شبكة تقرير الامن والتى كنت توزع اتهامات التامر على الثورة على قيادات وقواعد الاحزاب المنحلة بغير تميز ,الامر الذى افقده الثقة بالقاعدة الجماهيرية الاوسع ,والنظر اليها من خلال انتماءتها الحزبية السابقة ,باعتبارها خطرا على الثورة وليس سندا لها وتلك مرحلة ثانية .
قدرة الشيوعيين التقليدية فى احتواء اى تحرك جماهيرى عفوى ,والادعاء بانهم القوة القادرة على مساندة الثورة ,فى مواجهة (الرجعية)المتمثلة فى احزاب قيادات وقواعد ,جعلته يحاول نشطا استقطاب تايد الشيوعيين باى ثمن واى وسيلة .
ما توهم انه نجح فيه ,حين استطاع استقطاب عناصر قيادية ونصف قيادية من الحزب الشيوعى والتى تطوعت للعمل معه فى جهاز الامن باعتبارها عناصر قادرة من الناحية التنظيمية على تحريك الجماهير والعمل وسطها اكثر من غيرها
كنت مجموعة العمل ,التى احاطت بفاروق حمدالله فى وزارة الداخلية تمثل جزاء من المجموعة الخارجة على قياددة عبد الخالق محجوب سكت الحزب الشيوعى ,الا ان الخلاف كان خلافا تنظيميا اكثر من خلاف عقائديا ,كانو بالفكر والممارسة التزاما بخط الحزب الفكرى وبرنامجه وممارساته رغم اعتراضاتهم على اسلوب قيادة عبد الخالق محجوب وما اتهموه به ,من نزعة ديكتورية تسلطية .
التعاون مع فاروق حمدالله من جانب هذه المجموعة تم اما على اساس علاقات شخصية قديمة به او على اساس التعاون المرحلى معه او على اساس امكانيات تحويله فكريا وكسبه فى صفوف الفكر الماركسى بغض النظر عن التنظيم الحزبى الذى كان يتراسه عبد الخلق محجوب .كان فاروق حمدالله يواجه ضمن مسئولياته كوزير داخلية تامر الحزب الشيوعى جناح عبد الخالق محجوب ,
……. ……………………… …… ……….
25 مايو اليوم ………..
لمن تكن ثورة مايو عند القائد الملهم جعفر نميرى امرا معينا فى واقعه المعيش.فيما يبدر عنه من سلوك وتصرفات
فالرجل كان يميل الى الاصلاح الهادئ ذات الطبع الوديع ويختار مامون العواقب من الافعال والاشياء.وينفر من الدم والارباك قدر نفوره من نزعة التسلط التى تتنتاب بعض فى التغير الجذرى والجائح تحت مظلة ثورة الشرعية الثورية او مواجهة الثورة المضادة عبر الاقصاء والتطهير .هكذا بان فى موقفه من ثورة اكتوبر حسبما تجلى فى ثنايا رواياته او فى تعليقاته المقتضبة التى نقلت عنه ونسبت اليه لكن جعفر محمد نميرى هو ابن شرعى لثورة عظيمة فى تاريخ السودان وما ابدعه من اعمال سردية هبة لهذه الثورة ليس لانها انعكست فى اعمال عديدة موضوعا ومضمونا وسياقا وشخصيات ورؤى ومشاعر .بلانها شكلت وعيه بالمجتمع العالم وعاشت معه طيلة حياته ينهل منها ويحن اليها ويقيس عليها انه ثورة 25مايو 1969التى احبها واحبها الجميع حبا جما وارتبطت فى ذهنه بالتحرر والراحة وهو يعبر عنه دعوت الى الثورة مع بعض الضباط من اجل مستقبل قادم للسودان
ظل جعفر نميرى هو الزعيم السياسى والرمز الوطنى المكتمل فى نظر الشعب السودانى فما صوره الا فى ابهى الصور وما اتى ذكرهالا بانبلوافضل الكلمات فى الغالب الاعم هكذا يحصى ويجلى لنا من ابناء جيله فى قوات الشعب المسلحة .وهكذا نعرف من تتبعنا لما يقوله عنه ابطال الستينات
نافذة
ومع اندلاع ثورة مايو ننتنقل مع احد معاصريه حين يقول عنه اثبت دائما بانه جدير باعجاب كل الضباط لما يمتاز بقوة الشخصية العسكرية .
احتفالنا بثورة مايو يوم عيدها اليوم 25مايويعبر عن مدى تمسكنا به داخل وجداننا واحسيسنا ومدى عشقنا لقائده الملهم نميرى الذى تغنى يوما ما كل الوطن باسمه فى الفروسية والحنية والجودية الذى افنى شبابه لاسعاد الامة السودانية .احتفالنا بها اليوم يمثل لنا عمرنا السابق وايام الطفولة
احتفالنا بها اليوم بمشاريعها وكباريها وكل جميل باقى
احتفالنا بها اليوم يجسد سمحة شعب وحاكم حرص بان يظل بيننا حتى بعد زوال حكمه معززا مكرما .
احتفالنا بها بعد بعد ان توارى جثمانه الطاهر بتلك الارض الطاهرة فى اكبر تشيع شهدته البلاد
نافذة اخيرة
ثورة مايو التى انطلقت بالافراح والاحتفالات والمشروعات ثورة مايو الطلائع والكديت
ثورة مايو تغنى لها كثير من الفنانين والحكامات والفنانات
اليوم نحتفل ومن دواخلنا ونعبر عبر اقلامنا بعيد ثورة مايو المجيد ونترحم على كل مفجريها وندعوا لهم بالرحمة والمقفرة .
خاتمة
نظل اوفياء لهذه الثورة التى انطلقت وفجرت شلالات الفرح لكل منسوبيها ذكرة عطرة باقية تعودنا ان نحتفل بها فى تاريخا المجيد 25مايومن كل عام ونظل اوفياء لهذ البطل الشجاع والقائد الملهم جعفر محمد نيرى وندعوا له بالمقفرة والرحمة كل صباح الهم ارحم عبدك جعفر نميرى واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهدا وحسن والئك رفيقا
ﻓﻰ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ الحادي. عشر ﻟﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ
ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﻋﻨﺎ .. ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎﻓﺮ ﻓﻴﻨﺎ ﺭﻭﺣﺎ ﻭﻧﺒﻀﺎ ﻭﻓﻜﺮﺍ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺍﺫﻥ ﻧﻨﻌﻴﻪ ﻭﻧﺠﺪﺩ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻓﻼ ﺭﺛﺎﺀ
ﻭﻻ ﻧﻌﻰ ﻟﻠﺨﺎﻟﺪﻳﻦ ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ وﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ
ﺗﺒﺎﺭﻯ ﺍﻟﻜﻞ ﻓﻰ تعداد مآﺛﺮ ﻓﻘﻴﺪ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭقائد ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻳﻮﻯ ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﻠﻘﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺋﺪ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻧﻤﻴﺮﻯ .. ﻭﺍﻯ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻯ يمكن ان يكتشف ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻣﺤﻨﻜﺎ ﻭﺭﺋﻴﺴﺎ ﺷﺠﺎﻋﺎ ﺗﺨﻄﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍلآﻓﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺻﻨﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺍﻣﺘﺪ لسنوات ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺎﻫﺮﺍ ﻓﻰ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ .. ﻋﻔﻴﻔﺎ ﻓﻰ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ .. ﺍﻣﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺒﻪ .. مهتما بمصلحته
ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻞ ﻭتسابقوا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ تعداد ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﻣﻮﺍﻗﻒ يعتبر ﻭﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺎﻉ الفقيد ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻠﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ولعلنا ﻧﻀﻴﻒ ﺑﻬﺎ بعض الاجلال ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ .. ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺍﻻﺟﻼﻝ ﻳﻜﻤﻨﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻻﺧﻼﻗﻰ ﻓﻰ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻻﻣﺔ ﺍﺣﺒﺘﻪ ﻭﺳﻌﺪﺕ ﺑﻪ ﻭﺣﺰﻧﺖ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ ﻭلكي ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻﺑﺪ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﺳﺘﺨﻼﺻﺎ لرؤيه ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺳﻤﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺮﺩﺓ .
ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻛﻤﺎ نعرفها ﺍﻭﻻ ﻭﺍﺧﻴﺮﺍ ﺧﻠﻖ ﻭﺍﺧﻼﻕ.. ﻻ ﻻﻧﻬﺎ ﺗﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺍﻋﻈﺎ ﺑﻞ لاﻧﻬﺎ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﻫﻮ
ﻗﺒﻴﺢ ﺍﻟﻰ ﻛﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻰ ﺍﻥ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺷﻜﻼ ﺟﻤﻴﻼ ﻏﻨﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺑﻞ ﻻﺑﺪ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ يصل ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺍﻭ يكاد
ﻭﻟﻜﻰ ﻧﺴﺘﻜﻤﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ لابد ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺣﻜﻢ ﻣﺎﻳﻮ ﻓﻰ ﺍﻻﻃﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻌﺎﻳﺸﻪ ﻭﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ
وﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ان ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺍﺑﻦ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺩ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺑﺪﻧﻘﻼ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻧﺰﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ
ﻭﻃﺒﺎﻳﻌﻬﺎ ﻣﺪﺭﻛﺎ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ ﻭﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﺧﺮﻯ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺗﺨﺬ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍ ﻣﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻓﻘﺪ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ
ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﻮﻧﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺷﺎﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺷﺎﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻫﻮﺍﻳﺘﻪ ﺍﻭ ﻟﻮﻧﻪ ﺍﻭ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺴﺆﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﺎﺻﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻰ
ﺍﻥ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﺬﻭﻳﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺻﻴﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺲ ﺭﺍﻋﻰ ﻭﺷﻜﻞ ﺟﻤﺎﻟﻰ
ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﺿﺖ ﻣﻠﻜﺘﻪ ﺑﻤﺤﺘﻮﻯ ﺭﺍﺋﻊ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﻣﻦ
ﻛﻘﺎﺋﺪ ﺑﺎﻧﻪ ﻣﺤﺎﺻﺮ ﻓﻜﺮﻳﺎ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻪ وﻫﻮ ﻓﻰ ﻣﺤﻮﺭﻩ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻪ
ﻭﻫﻤﻮﻣﻪ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻻﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﺪﺍ ﺑﻘﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻥ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﻼﻣﻰ؟؟
لكي ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ؟؟ .. لم يكن ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻫﻮ ﻣﻘﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺍﻭ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻣﺮ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﺎﻃﺐ ﻭﺟﺪﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﻫﺰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺒﺪأ ﺍﻟﺴﺎﻣﻰ ﻭﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺬﻫﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻭ ﻳﻬﻠﻚ ﺩﻭﻧﻪ
ويجدر ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ الاشارة ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﻴﺰﺓ ﻳﻨﻔﺮﺩ ﺑﻬﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻭﺳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺮﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻻ وﻫﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﻋﻰ ﻓﻰ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻓﻬﻰ ﺍﻧﻄﻼﻗﺔ
ﻣﺘﺰﻧﺔ ﻓﻜﻤﺎ ﻫﻰ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺰﻣﺖ .. فهي ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻄﺮﻑ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ للقائد ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﻳﻤﻮﺝ ﺩﻭﻣﺎ ﺑﺎﻻﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﻓﻖ ﺍﻟﺪﺍﺋﺐ .ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻗﻮﺓ ﺍﺭﺍﺩﻳﺔ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﺧﻼﻗﻰ ﺍﺻﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺗﺰﺍﻥ .
ﻓﺎﺫﺍ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﺎ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻨﺪ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﻧﺠﺪ ﺍﻥ ﻋﺎﻃﻔﺘﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺠﺔ ﺍﻟﺮﻋﻨﺎء .ﺑﻤﻌﻨﻰ
ﺍﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻓﻰ ﺳﺮﻳﺎﻧﻬﺎ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﻰ ﻣﺰﺍﻟﻖ ﺍﻻﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ فلقد ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺍﻳﻀﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﻠﻚ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﻋﻰ متذن
ﻭﻣﻤﺎ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺍﻥ الوطنية التي كانت عند ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ من ﺍﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻴﺎﺕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ والاعلي ﺑﻴﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ فلقد ﺍﺳﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺍﺑﺎﻥ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﺍﻭ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻓﺤﻤﻞ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭاهتزت ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﺎﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻠﺖ ﺑﻮﻃﻨﻪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﻫﻜﺬﺍ كانت ﺍﻳﺎﻡ ﺣﻜﻤﻪ ﻧﻐﻤﺔ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ ﻛﻞ ﺍﻻﺟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﻓﻰ 25 ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ
ﺳﻨﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺒﻴﻪ ﻭﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻭﺍﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﻋﻨﺪ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪه ﻻ ﺗﻌﺪﻭ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍ ﻣﻮﺻﻮﻻ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻻ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻴﺎﺓ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ
ﺟﻬﺎﺩﺍ ﻣﺴﺘﻤﺮﺍ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪ ﻭﺍﻧﻤﺎ ﻇﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﺘﻰ ﻟﻔﻆ ﺍﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭﻫﻮ مرتاح ﺍﻟﺒﺎﻝ ﻭﻫﻮ
ﻳﺆﺩﻯ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻛﻘﺎﺋﺪ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳية ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
وﺑﻜﻞ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻋﺒﺮ ﻋﻦ خالص ﻣﻮﺩﺗﻰ ﻭﺷﻜﺮﻯ اصالة ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻰ ﺍﻭﻻ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻣﺘﻼﺕ ﺑﻪ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺛﺮﺍﻩ ﻭﻫﻰ ﺗﺤﻰ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺬ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﺣﻞ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻧﻄﻼﻗة ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻓﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ تاركا ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺛﺮﻭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﺿﺨﻤﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻨﺸﺮﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺎﻳﻮ ﺍﻟﺘﻰ ﺟﻤﻌﺘﻜﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﺘﺨﻠﻴﺪ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﺑﻌﺪ ان ﺟﺎﺀ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺩﻭﺍﺧﻠﻪ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻓﻰ
ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﺟﻌﻠﺘﻢ ﺗﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﻓﻰ ﺣﻜﻴﻬﺎ ﻭﺍﻥ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻣﺪﺩﻧﺎه ﻭﻟﻜﻦ بلاشك ﻋﺎﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﺎ ﺑﻤﺎﺛﺮ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ
ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻴﺮﻭﻳﻬﺎ فقد ﺣﻜﻰ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ .. ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻣﻠﻪ.. ﻭحكي ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﻼﻗﻴﻪ.. ﻭﺣﻜﻰ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻪ.
ﺍﻧﻰ ﺍﺷﻜﺮﻛﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺮﻓﺎﻥ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺗﻌﻴﺪﻭﻥ ﺷﺮﻳﻂ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺍﻣﺎﻡ الفضلي ﺣﺮﻣﻪ ﺑﺜﻴﻨﺔ
ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺘﻰ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻟﺘﺴﻤﻊ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺯﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟمواطن ﻭﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻰ
ﻭﺍﻻﻋﻼﻣﻰ ﻭﻫﻢ ﻓﻰ ﺗﺴﺎﺑﻖ ﻣﺤﻤﻮﻡ ﻋﻦ ﻣﺎﺛﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﻏﻄﺎئها ﻭﺳﺘﺮها ﻭﺧﺎﺿﺖ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺒﺮﻓﺴﻴﺮ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ متوهجه ﻛﻤﺎ ﻋﻬﺪﻧﺎﻫﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﺘﺤﺪﺙ
ﻋﻨﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﻀﺘﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﻫﻤﻮﻡ ﺷﻌﺐ ﻃﻴﺐ ﻓﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ . ﺗﺮﻧﻢ
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﻮﺽ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ابت ﻭﺍﻻ ﺍﻥ ﺗﻨﺰﻝ ﺩﻣﻌﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻧﺴﻴﺎﺑﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺍﺣﺮﻑ تمجد
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ
ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺰﻣﻼﺀ ﻭﺍﺟﺎﺩﻭ ﻓﻰ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ ﻓﺘﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﺯﻫﻰ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ
ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮ ﺣﻮﻟﻪ ﻋﻦ ﻧﺰﺍﻫﺘﻪ ﻭﺷﻔﺎﻓﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻥ ﻳﻘﺪم ﺍﻟﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﻮﺍﻧﻬﺎ ﺧﺮﻕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻜﻞ ﺑﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻔﻴﻔﺎ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻳﺪ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻳﺪﻧﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ
ﺍﻭ ﺍلتعصب ﺍﻟﻘﺒﻠﻰ .
تحدثت ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍنه ﺍﻭﻝ ﻣﻦ اعطي ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻓﻰ ﻋﻬﺪﻩ وﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻰ بكيف ﻛﺎﻥ ﻳﺸﺤﺬ ﺍلهمة ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻟﻠﻮﻃﻦ ويكفيه ﻓﺨﺮﺍ ﺑﺎﻥ ﺍﻭﻝ ﻛﺎﺱ ﺭﻳﺎﺿﻰ ﺭﻓﻊ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺣﻜﻮمة مايو الاغر ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻘﻮﻣﻰ ﺍﻟﺤﺎئز ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺱ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ 1970 وكان ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﺷﺎﻭﺱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﺳﻮﺓ ﺑﺎﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻻﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻌﻨﻰ انتصارا للوطن ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺍﺭاد
ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻓﻰ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻰ ﺟﺒﻴﺖ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻰ
ﺧﺎﺿﻬﺎ ﻭﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ
وﺗﺤﺪﺙ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻻ ﻳﺸﻖ ﻟﻪ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﺧﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍت ﻟﺪﻭﻝ ﺷﻘﻴﻘﺔ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ﻟﻌﻮﺩﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺴﻠﻤﻰ
ﺟﺎءﺕ ﻓﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻌﻄﺮﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ ﻭﻓﺎﺀ ﻭﻋﺮفانا لاهتمامه ﺑﻬﺎ إﺑﺎﻥ ﺣﻜﻤﻪ
ﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻳﻘﺎﻭﻡ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻬﻮ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ وهو ﻟﻢ ﻳﻨﺘﻪ ﺳﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻓﻬﻞ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻭﺣﺎﻓﻆ ﺍﻻﺳﺪ ﻭﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﺼﻞ ﻭﺍﻧﻮﺭ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻓﻼ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺤﺎﻭﺭﻫﻢ ﻓﻜﺮﺍ ﻭﻭﺟﺪﺍﻧﺎ ﻭﻻ ذالوا بيننا ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺴﺘﻨﻴﺮﺓ ﺗﻔﺘﺢ ﻣﻐﺎﻟﻴﻖ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎسية
ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻭﻫﺎهو ﺍﻟﻤﺸﻴﺮ ﻭﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﻠﻬﻢ ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﻳﻘﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﺪﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺨﺎﻟﺪﻳﻦ.. ﺍﻟﻬﻢ ﺍﺭﺣﻢ عبدك ﺟﻌﻔﺮ ﻧﻤﻴﺮﻯ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ، الآن السودان يحتاج قائد مثله عشان كل فأر من فئران ناس قريعتي راحت العاملين فيها طيارين يدخل جحره و كفى ! ! !
هذا زمانك ي مهازل فأمرحي ! ! !