صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اباؤكم ماذا فعلوا بنا ؟(1)

402

راى حر
صلاح الاحمدى
اباؤكم ماذا فعلوا بنا ؟(1)

 

المهدي :المرغني:الازهري :الترابي : الهندى:
هل هي اسماء لاسر بيوتات ام اسماء لعلامات تجارية سياسية تسمح لحامليها او المنتسبين اليها بحقوق اكثر من غيرهم وتعفي من الواجبات؟؟
لا نريد الغوص فى تاريخ وشجرة الانساب لنضرب مثلا بمن حازواعلى العلامة التجارية وغنموا او اغرموا بها لكننا سننظر فى اخر سطور من سلالة اولاد الحسب والنسب الذين تلمع اسماؤهم فى ملعبنا السياسي والعمل العام وبعضهم ليس باي صفة غير تلك الملحقة باسمائهم , العلامة التجارية التى توفر لهم السلم السهل فى العمل العام وربما الجماهيرية
الميرغني :المهدي “الترابي :
اخترنا بعض اسماء معروفة , الاختيار لم يكن بمعادلة علمية او اي حسابات اخرى معلومة ربما لجانا لاكثرهم انفتاحا وقربا من الاعلام كسلا منا ان نبحث عن المحجوبين منهم او ربما لاننا لم نستطيع الوصول للاخرين
محمد اسماعيل الازهرى هو سليل العلامة السياسية
الازهرى بكل تاريخه المديد فى عمر السودان الذى ارتبط به والده السيد اسماعيل الازهرى الذى لم يذكر اسمه الا مقرونا بعبارة التوقير الزعيم عند ما كان ابوه رئيسا للسودان كان محمد صغيرا عرفه الشعب السودان من خلال الصور التذكارية العامة التى كان يظهر فيها مع والده فى بعض المناسبات وعندما قذفت الاقدار بحكم والده بعد انقلاب مايو 1969 نظر اعداء النظام الجديد الى رموز وطنية ترفع على اسنة رماح المقاومة ولكن محمد ازهري كان بعيدا بعض الشئ لم يكن حينها فى مقام الرمز الذي يمكنه قيادة المقاومة لكن مع ذلك اصبح اسمه فى صدارة المحافل السياسية وتحمل الصحف صوره وتنسب اليه التصريحات الصحفية من حين الى اخر .
وفي الجانب المقابل حاملي العلامة السياسية (المهدي) يملئون المسرح السياسي بشهرة رنانة عبد الرحمن الصادق واخوه الصديق واخواته مريم ورباح
وفي البر الشرقى من المدينة حاملي ماركة (الميرغنى) رغم انهم قليلي الصخب السياسي والضوضاء لكنهم على اية حال في قائمة النسب التى تسمح لحاملي بطاقاتها الصعود الي سماء المجتمع بلا رهق او عرق
اما الترابي
فنفس عصام سودت عصاما او هكذا يري ابنه عصام الترابي الذى ارتبط بدنيا المال والاعمال ومع ذلك ظلت السياسة تطارده بحكم السلالة اولاد الحسب والنسب اباؤكم الذين رحلوا منهم ومن ينتظر امد الله فى عمارهم .هم سبب الشقاء السياسي الذى نكابده اورثوكم الحسب والنسب واورثوا السودان كل اخطائهم حافظتم على الماركات التجارية التى كانت تلمع بها اسمائهم وحافظتم على كل خبراتهم التى اورثت السودان كل البؤس
لست ادري كان هذا السؤال استنكاريا ام تجريميا لكي اعتقد انهم قدموا كل خير لبلادهم والدى الزعيم الازهري عاش حياة ملئية بالكفاح فى سبيل الوطن هذا ما قاله محمد اسماعيل الازهرى له الرحمة لكنه لم يبين لنا اين هذا الكفاح فى سبيل الوطن صحيح انه في كل زمان يستخدم الاتحاديون العبارة الثابتة رفع العلم ولكن ما هوالفعل فى رفع العلم هل فى تلك اللحظة والثواني التاريخية التى بكى فيها شعب السودان فى ساحة القصر الجمهورى وهو يرى الزعيمين الازهرى والمحجوب يرفعان علم السودان بعد خروج المستعمر انها مجرد لحظة بروتوكولية رمزية كنت ستظل فى سجلات التاريخ لاي رجل تصادف انه يتولي المنصب في تلك اللحظة
ماذا قدم اسماعيل الازهرى للسودان غير حكاية رفع العلم هذه نحن نبحث عن مشروع وتنمية اي انجاز فى كل السنوات التي تولي فيها حكم السودان ماذا ترك لنا الازهرى خلفه غير حكايات سياسية ومعارك فى الجمعية التاسيسية
لكن ابي هكذا – لا زال يتحدث محمد الازهري – خاض نضالا حقيقيا ضد الاستعمار الى ان دخل السجن ثم فى العهد الوطنى بعد انقلاب نميرى دخل السجن ومات فيه هكذا رد محمد اسماعيل الازهرى لكن لم يكن الاوجب ان نفصل بين رجل ثورة ورجل دولة اذا افترضنا ان هناك قادة ناضلوا ضد المستعمر البريطاني وهو ما نشك فيه بمعنى النضال الذى رايناه فى الجزائر مثلا فلماذا يصر هؤلاء الرجال على حصد مكافاة ذلك النضال بحكم السودان طالما هم غير قادرين على تحقيق امنيات الشعب فى حياة مدنية راقية كريمة .
لماذا لا نلوم انفسنا نحن الشعب فتلك امة خلت لها ما كسبت على حد تعبير محمد الازهرى لكن هذا بالضبط ما نقوله ماذا يريد ابناء الزعماء :ان يحكمونا خصما على فاتورة امة قد خلت لها ما كسبت لماذا يمسكون بمقاديرنا أبحكم الحسب والنسب ؟ السلالة التى تمنحهم اكثر مما تمنح المواطن العادى هذا السؤال تجيب عليه حكومة الانقاذ
من الذى اتى بابائنا للسلطة ليس هو الشعب نفسه هكذا رددت مريم الصادق المهدي لكن الدكتورة مريم لن تستطيع تشرح لنا بشكل دقيق كيف اتى الشعب بابائهم الى الحكم هل تسمي مريم تلك العملية الاستغفالية التى يذهب فيها مواطنون فى اقصي ارياف السودان الى صندوق الانتخابات وهم لا يعرفون عن المرشح سوى انه موضع اشارة الزعيم التى امر ان تتجه اليه اصوات الجماهير التابعة , هل تسمى هذه العملية انتخابات ؟الم تكن اكبر عملية تزوير لارادة الشعب السودانى تحت بند وهمى اطلق عليه الديمقراطية اى ديمقراطية هذه التى لا يعرف فيها الناخب عن مرشحه سوي انه رمزه القطية او الفانوس وهذا امر السيد افدح ما ارتكبه اباؤكم انه لم يهدروا مستقبل شعبهم فحسب بل باعوا له شعارات وهمية واستغفلوا ارادته وسلبوه حقه فى ممارسة حرة تكبل العقل بقيود التبعية والطائفية
تقول مريم الصادق الذين حطموا طموح الشعب السودانى هم المغامرين والقافزين للسلطة بالليل ومرجيعتهم البندقية والدبابة هؤلا هم سبب الكوارث هم الذين حكموا السودان 37 من اصل 48 عاما من الاستقلال
(ابو الزهور خرق الدستور)
تلك ايضا احدي المرافعات التى تلتف على عقل الشعب السوداني من هم المغامرين والقافزين للسلطة بالليل على ظهور الدبابات ومرجعية البندقية ؟؟
لنجرد التاريخ صفحة صفحة من هؤلاء المغامرين اي مغامرة تلك التى احتملوا اوزارها الم تكن هناك مغامرة واحدة
لنبداء من البداية
الجنرال ابراهيم عبود كان فى مكتبه ساكنا يؤدى عمله العسكرى بكل مهنية واحتراف جاوؤا الى مكتبه السادة وطلبوا منه انقلاب عسكريا انقلاب بامر السلطة الحاكمة نفسها رفض توسلوا اليه لم تكن مغامرة كانت عملية تسليم وتسلم بام القيادة السياسية نفسها وبعلمها وبكل رضائها وطوعها حزب الامة نفسه التى تتحدث باسمه مريم الصادق المهدى هو الذى فعل ذلك اين المغامرة واين القفز للسلطة بالليل واين الدبابة واين مرجعية البندقية ؟؟
ثم انقلاب25مايو1969الذى اتى بهاالسيد بابكر عوض الله رئيسا لمجلس الوزاراءوهو القاضي الذي قدم استقالته لان حكومة ابو الزهور خرق الدستور على حد تعبير كاركتير عز الدين عثمان اراد القاضي ان يصلح خطا خرق الدستور فوضع القانون تحت جنزير الدبابة الساسة هو الذين دبروا انقلاب مايو ولم يكن الرئيس الاسبق النميرى الذى تولي السلطة انئذ الا حصان طروادة الذي رودوا به اكتمال استلام السلطة تحول الى فيل هائج وزع ظلمه بكل عدل بمن اتو به
انقلاب يونيو 1989 حزب الجبهة الاسلامية القومية باعتراف الترابي نفسه هو هو الذى دبر وخطط ونفذ وبالدهشة دائما الانقلاب العسكرى على سلطة حزبية اسهل ما يمكن لاي فرد او حزب القيام به ليس هناك مغامرة ولا يحزنون فالساسة هم الذين يدبرون وهم السلطة نفسها وظلم تتهم القوات المسلحة بانها هى التى تنقلب على الدستور
نواصل

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد