صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

احفظُـوا انطباعَـاتكم السلبية بَعِـيدَاً عَـن مُتنَاول مَـواقعَ التّواصـل الاجتمَـاعِـي

18

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

احفظُـوا انطباعَـاتكم السلبية بَعِـيدَاً عَـن مُتنَاول مَـواقعَ التّواصـل الاجتمَـاعِـي

إذا أردت لمدرب النجاح، عليك أن تُقـدِّم له الدعم والمُساندة، لا تحرمه من أسلحته ثم تُطالب منه أن يحارب وحيداً وأن ينتصر لكم جميعاً، وأهم ما في ذلك هو أن تكون الانطباعات الجماهيرية عنه جيدة، والدعم الإعلامي له كبيراً ـ قبل أن يأتي الدعم الإداري، لأنّ الإدارة في الغالب تكون تصرفاتها انعكاسات لانطباعات الجمهور والإعلام ـ ودعمها في العادة هو شَـئٌ تفرضه الجماهير أو تسلبه له، لذلك إذا جَـرَّدت أي مدرب من هذا الدعم فلن يُحقِّق النجاح مهما كان اسم المدرب وقيمته، وإن كانت أحياناً هنالك بعض الظروف والنتائج تفرض ذلك إيجاباً أو سلباً ـ والمدرب المحظوظ هو من تُساعده الظروف والنتائج في بداية مشواره مع الفريق لتخلق عنه انطباعاً جيداً، لهذا احرص دائماً وأترك انطباعاً جيداً عن أي مدرب يشرف على الهلال حتى أساعد بشئٍ من الاستقرار والدعم للمدرب، وهذا أضعف الإيمان، وأمقت الآراء الفنية السلبية التي تتعجّل الحكم على المدرب فتكون سبباً في فشل المدرب ـ واحسب أنّ نجاح أي مدرب أو فشله هو أمرٌ خارجيٌّ يتحكّم فيه الجمهور والإعلام، مع التأكيد أنّ الظروف تساعد على فرض تلك الانطباعات.
المهم عندي هو أن نوفر الدعم والمُساندة للمدرب، خاصةً في مرحلة البدايات، بغض النظر عن النتائج، كما يجب علينا أن نُقدِّم انطباعاً جيداً عنه حتى نوفر له البيئة الملائمة، والمناخ المناسب ليعمل وينجح.
الانطباعات السيئة عن المدرب من الجماهير هي لا تنعكس على المدرب وحده، أو الإدارة، بل تنعكس على اللاعبين أيضاً، قناعات اللاعبين بالمدرب تهتز إذا اهتزّت قناعات الجماهير به.
إذا ظللنا نحارب مدرباً وننتقده فلن ينجح، وفي النهاية سوف يغادر المدرب بعد أن يحصل على الشرط الجزائي وندفع نحن الثمن.
حاولوا بقدر الإمكان أن تحتفظوا بانطباعاتكم السيئة عن المدرب، بعيداً عن مُتناول مواقع التواصل الاجتماعي، عندما تُقدِّم تلك الانطباعات أو تنشروها أنتم في الحقيقة تضروا فريقكم.
في فترة الكاردينال كانت الزميلة فاطمة الصادق عندما تصف مدرباً وتقول عنه (كيسو فاضي) كان من الصعب له بعد ذلك الاستمرار مع الهلال، لأنّ فاطمة الصادق كانت مؤثرة وقادرة على أن تصنع رأياً عاماً بمحكوم انطباعها الشخصي، وهي كانت قريبة من مصدر القرار، بحكم إشرافها على كثير من الملفات إلي جانب نجاحها الكبير في قناة الهلال، وعندما تحكم فاطمة بأنّ المدرب (كيسو فاضي)، فذلك يعني أنّ المدرب يعد حقائبه ويجهز فيها للرحيل من الفريق.
عبارة (كيسو فاضي) كانت هي تأشيرة الخروج من نادي الهلال.
كذلك في أوقات كثيرة كانت آراء رمضان أحمد السيد وخالد عزالدين والرشيد علي عمر مؤثرة في وسط الهلال، وكانت آراؤهم بحكم النصوص التي لا تراجع عـنها، وهي أحكامٌ نهائيةٌ.. وأكيد هي آراءٌ لها قيمتها، وإن اختلفنا حولها.
الجمهور كان يُقيِّم الأشياء، بما في ذلك المباريات التي يشاهدها، والمدربين والحكام واللاعبين من خلال الأعمدة الصحفية ـ الأعمدة الآن لم يعد لها ذلك البريق، والتأثير أصبح للصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن لا بد من القول إنّ تأثير مواقع التواصل لا يصمد طويلاً، فهو سريع الذوبان، عكس ما كان يحدث من الأعمدة الصحفية التي كان لها جاذبية وقوة خفية وكان لتأثيرها استمرارية.
الآن هنالك صفحاتٌ يمكن أن تكون مجهولة المصدر ولكنها مؤثرة، وهي يمكن أن تحدد مصير مدرب أو مصير مجلس الإدارة برمته، بل يمكن أن يكون ذلك ناتجاً حتى من تعليق على خبر أو مادة من شخص قد يكون لا ينتمي للفريق الذي يعلق عنه أو قد يكون شاباً صغير السن عمره لا يتجاوز 15 عاماً ويفتقد للخبرات والثقافة العامة ويكون مع غيره سبباً في خلق رأي عام قد يكون سلبياً ويفتقد للصواب وتنقصه المعرفة.
ما تعلِّق ساكت.. التعليق مسؤولية.
لذلك علينا أن ننتبه لذلك، لا تجعلوا مواقع التواصل الاجتماعي هي التي تحكم وتُقرِّر لكم وتُحدِّد مصيركم.
من أسهل الأحكام عندنا هو أن نصف المدرب على أنه فاشلٌ، وهذا أمرٌ أسهل عندنا من شراب الموية.
في العادة الإطاحة بالمدرب تبدأ من تجديد الثقة فيه، عندما يقال لك إنّ الإدارة اجتمعت بالمدرب وجدّدت فيه الثقة، أعلم أنّهم بذلك يسحبون منه الثقة رويداً رويدا.. وليس هنالك شيءٌ يدل على فقدان الثقة في المدرب أكثر من تجديد الثقة فيه ،والتجديد هو لشئ إنتهى ، والثقة عندما تنتهي لا تجدد ، الثقة ليس جواز سفر او بطاقة شخصية يمكن تجديدها بعد إنتهاء تاريخ الصلاحية.
لا تحاولوا أن تضعوا المدرب تحت الضغوط، عندما يُوضع المدرب تحت الضغط يشل تفكيره، ولا يحسن التصرف والقيادة، ويبدأ يتخبّط ويتخبّط حتى تشعر أنه هو نفسه يُساعد في الإطاحة به.
المدرب الفرنسي غارزيتو بدأ بداية قوية في الهلال، لكن عندما بدأ يخرج انطباع سيئ عنه فشل، مع ذلك جاء غارزيتو ونجح نجاحاً كبيراً في المريخ، لأنّ الانطباع عنه كان جيداً، ولكن بعد أن خسر المريخ أمام مازيمبي بأخطاء ارتكبها غارزيتو اُتُّهم فيها بالتواطؤ، أصبح بعدها نجاح غارزيتو أو استمراره في المريخ مستحيلاً، لأنّ الانطباع عنه في المريخ أصبح سيئاً.
وإذا سقنا الحديث عن الانطباعات، سوف نجد أنّ نجاح المدرب أو فشله مرتبطٌ به، ليس في السودان فقط، بل في العالم كله، بما في ذلك الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني، واختلافهم عنّا فقط، إنهم قادرون للسيطرة على انطباعاتهم، كما أن انطباعاتهم دائماً إيجابية.
انشيلوتي وهو مدربٌ عالمي حقّق أرقاماً خيالية مع ريال مدريد ومع غيره، عندما انتشر انطباعٌ عنه أنه كبر ولا جديد عنده ليقدمه، أصبح أمر بقائه في ريال مدريد مستحيلاً فرحل!
مورينهو فقد بريقه وشغفه، عندما أصبحت الانطباعات عنه سيئة، الحقيقة أنّ مورينهو هو مورينهو وانشيلوتي هو انشيلوتي لم تتغير إلا الانطباعات حولهما.
غوارديولا الآن هو في صراع مع الانطباعات، إذا تراجعت الانطباعات الإيجابية عنه سوف يصبح غوارديولا مجرد مدرب له تاريخ.
المدرب في اعتقادي هو عبارة عن شخصية وانطباعات، إذا حصل توافقٌ بينهما ينجح المدرب.
انطباعاتي الشخصية عن ريجيكامب جيدة، ونحن الصحفيون انطباعاتنا الشخصية ليست هي وليدة أو محط نظرتنا الشخصية فقط، نحاول أن تكون انطباعاتنا دائماً مبنية على أسس ونتائج ومقومات وآراء أخرى.
على المستوى الشخصي، أشاهد كما يشاهد غيري اجتهاد ريجيكامب، وهو من القلائل الذين درّبوا الهلال وعمل بهذا النشاط والهِمّـة، وهو يقود تمارين الهلال بنفسه بمعدل مرانين في اليوم صباحاً ومساءً، وهو حتى عندما سافر وغادر معسكر الهلال إلى كينيا سافر من أجل متابعة ومراقبة البوليس الكيني الذي سوف يُواجه الهلال في الدور التمهيدي الثاني بالبطولة الأفريقية.. هذا اجتهاد يحسب له.
لن تجد مدرباً أجنبياً ومدرب خواجة تحديداً بهذا النشاط والجد هو أمرٌ ممتازٌ، ويفقده كثيرٌ من المدربين الأجانب في الأندية الأفريقية الكبرى.
أضف إلى هذا النشاط أنّ ريجيكامب واضحٌ من خلال لغة الجسد رغبته في أن يُقدِّم شيئاً، وتشعر أنه في تحدٍّ، وأنه سعيدٌ في الهلال مع أنه عمل في أندية كبيرة في حجم الترجي التونسي والهلال السعودي، وتظهر سعادته بالهلال حتى في تصريحاته الإيجابية، واستطيع أجزم أن ريجيكامب يشعر بالراحة في الهلال، أكثر من شعوره بها عندما كان في الترجي التونسي، فقد لمست في كل تصريحاته، ثقته في الهلال وفي اللاعبين.. هذه الروح علينا أن نستفيد منها والمحافظة عليها، وتلك الرغبة والدوافع التي عند ريجيكامب هي عوامل دفع قوية للهلال إذا عرفنا كيف نحافظ عليها، وكيف نستفيد منها، هذا الشعور الذي يحمله ريجيكامب ويعمل به في الهلال، شعورٌ ممتازٌ ـ علينا أن نبادله نفس الشعور، وإلّا فقدنا جهده ورغبته في العمل.
إذا شعر ريجيكامب بالإحباط فلن يقدم شيئاً وسوف تتبدّل رغبته إلى يأس ويبادلنا نفس الشعور.
أما على النطاق العملي ـ ونحن برضو لينا مصادرنا، فقد استفسرت عن ريجيكامب من مصادر أثق بها في معسكر الهلال، فحدّثوني عن اجتهاد المدرب الذي حدّثتكم عنه وبَشّروني به، وخبّروني عن تميزه عن الآخرين في اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، وفي أنه يهتم جداً بما يحدث خارج الملعب، وهو قريبٌ من لاعبيه (نفسياً).. شغل ريجيكامب ليس في الملعب فقط.. والمدرب الناجح هو الذي يسيطر على لاعبيه خارج الملعب.
فنياً، نحتاج لبعض الوقت ليصل ريجيكامب إلى ما يُخطِّط ويعمل له، وهذا أمرٌ يستوجب منا الصبر، فهل نحن عندنا الصبر؟ أم أننا سوف نُطالب من المدرب العمل والاجتهاد والاتقان والنتائج والعرض، ونحن ليس لنا صبرٌ كي نصل لذلك، وكل ما نطالب به المقوم الأساسي له هو (الصبر).
أعجب كثيراً أن نزرع بذرة، ولا صبرٌ لنا لنحصد ثمرتها بعد ذلك.
نحن ليس مطلوباً منّا غير (الصبر)، فلماذا نبخل به على ما نحب؟
يقول الإمام الشافعي (تعصي الله وأنت تظهر حبه، عار عليك إذا فعلت عظيم… إن كان حبك صادقاً لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع).
وأنا أقول تمثلاً بقول الإمام الشافعي واقتباساً منه (لو كان حبك صادقاً لصبرت.. إنّ المحب لمن يحب صبور).
دا كلام خطير.
لو بتحبوا الهلال اصبروا، ما في حب بكون في الغصب، وعدم الصبر ونشر الإحباط.
انشروا الطاقة الإيجابية، نحن ما ناقصين، وعشان تحسوا بنعمة الهلال شوفوا معاناة المريخ.
إنتوا يا الهلالاب في نعمة، لكنكم لا تشعرون بذلك.
بنقول ليكم اصبروا، ليس من أجل البناء أو المشروع، ولكن من أجل الأميرة السمراء.
وعشان تكونوا عارفين لقب الأميرة السمراء لن يتحقّق بدون صبر ـ عاوزين تحققوا اللقب القاري اصبروا ومن يخطب الحسناء.. لم يبخل عليها بالمهر أو من يخطب السمراء عليه أن يصبر من أجلها.
ما عندكم صبر ما بتحققوا الحَـبّـة.
ودائماً النظرة عندنا أشمل ـ البلد محتاجة للصبر.
قبل أي شئ عاوزة صبركم، ما تقعدوا تنظِّروا وتحلِّلوا، ونحن لا نحتاج منكم لهذا، نحن نحتاج لصبركم.
الصابر لن يخسر.
البلد دي بتتبني بالصبر ما بتتبني بالتنظير.
نحن ما ناقصين طاقة سلبية، الفينا مُكفِّينا.
تجاوزنا الحديث عن الدمار والخراب، والكهرباء وحمى الضنك، والغلاء والفساد وجهل الجاهلين، عشماً في أنّ تجاوز كل هذه الأزمات سوف يكون بالصبـر.
إذا قنعنا من عملكم ومن خيراً فيكم، فإن ثقتنا في رحمة الله كبيرة، سوف تفرج ليس بسبب نجاح سياستكم العرجاء، ولكن سوف تفرج برحمة المولى عز وجل.
والرحمة عشان نبقى بنستحقها، علينا أن نصبر عند الابتلاء والمعاناة.
لأولئك الذين نسوا وعاثوا فساداً في الأرض، نقول الله موجود، وللسودان رب يحميه.

متاريس
من الأشياء التي تُحسب للمدرب ريجيكامب هو أنه مدرب شجاع، لا يخاف خوض المباريات القوية والتجارب الحقيقية، مدرب يفتقد أكثر من (12) لاعباً أساسياً ويلعب أمام سيمبا مباراتين يبقى مدرب ما طبيعي.
مدرب يخوض سيكافا وهو في مرحلة إعداد ولا يهتم بالنتائج يبقى فعلاً ما طبيعي.
هسه ناس المريخ بعد أن فاز الهلال بالأربعة على سيمبا يقولوا الهلال قاصدها.
ونحن والله ما عندنا أيِّ قصد.
ولا شغّالين بيكم الشّغَلَة.
مدرب المريخ الصربي عاوز يلعب أمام أندية بتجمع في ضللة المصانع.
القال عليكم (ضل) أصلو ما غلطان عليكم.
مدرب سيمبا كان واعي، رفض التلفزة ورفض دخول الجمهور ـ المدرب شاف الهلال في المباراة السابقة.
مدرب عاقل.
في داعي للأربعات دي؟
ما تتحسّسوا.. عادي.

ترس أخير: صنداي دا لو فتح، ليبيا ما بتحوشكم مننا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد