خارطة الطريق
ناصر بابكر
* تعرض الأمين العام لمجلس المريخ المنتخب طارق سيد المعتصم لانتقادات حادة وعنيفة وواسعة عقب الحديث الذي أدلى به، وقال فيه إنه يأتمر بأمر الحزب (المؤتمر الوطني)، وأن الحزب لو طلب منه الاستقالة من منصبه في مجلس المريخ فسيفعل.. والمؤكد أن طارق استحق ما ترتب على تصريحه من انتقادات، لأن كل عاشق حقيقي للكيان وكل رياضي حقيقي يرفض رفضاً تاماً أن يرتهن أحد إداريي ناديه لإرادة حزب أو جهة سياسية أياً كانت، لأن الولاء للكيان يفترض أن يكون مقدماً على ما سواه، ولأن طبيعة الرياضيين (الحقيقيين) ترفض رفضاً باتاً خلط الرياضة بالسياسة أو تدخل الساسة في الشأن الرياضي.
* وإن كان العقل والمنطق والقلب وطبيعة الأشياء ترفض أن يرتهن إداري (فرد) في أحد الأندية الرياضية لإرادة حزب سياسي، فالطبيعي والمنطقي أن يكون الرفض أعنف وأقوى ألف مرة عندما يتعلق الأمر بارتهان كيان كامل وكيان كبير مثل المريخ لإرادة الساسة، والطبيعي والمنطقي أن يرفض الكل بلا استثناء للتدخل السياسي في شئون النادي الكبير في وقت تمضي فيه كرة القدم نحو التحرر الكامل من السلطات السياسة مع تشدد أكبر في قوانينها والنظم التي تحكم عالمها في محاربة تغول الأجهزة الحكومية على المؤسسات الرياضية من مجالس أندية واتحادات.
* لذا كان مؤسفاً جداً وبعد أزمة التجميد التي قصمت ظهر الكرة السودانية في العام الماضي بسبب التدخل السياسي في الرياضة والتي كان (المريخ) نفسه المتضرر الأكبر منها، كان مؤسفاً أن تعود الحكومة وعبر أسوأ وزاراتها (وزارة الشباب والرياضة) لتعيد الخطأ الكارثي وتمضي بالكرة السودانية من جديد نحو محطة تجميد أكبر وأسوأ عواقب وآثار بقرار لا يستغرب من حكومة المؤتمر الوطني التي لا تتعلم من أخطاءها بل وتتلذذ بتكرارها بصورة أفدح وأسوأ.
* لكن ما يؤسف أكثر هو رد فعل فئة ليست بسيطة من شعب المريخ وأغلبها يصنف من (النخب المستنيرة) ممن هللوا للقرار ولم يجدوا حرجاً في تأييده ودعمه وهو واقع مؤسف للحد البعيد يؤكد أن مجتمع النادي الكبير بات مليئاً بـ(الميكافليين) ممن تبرر عندهم الغاية الوسيلة وممن يقدمون الانتصار للذات والرأي الشخصي على المبادئ والثوابت وعلى مصلحة الكيان نفسها.
* فبعيداً عن الرفض المبدئي لقرار الوزير الكارثي من جزئية رفض التدخل السياسي في العمل الرياضي، وبعيداً عن بطلان القرار نفسه من الناحية القانونية، وبعيداً عن رفض وأد الممارسة الديمقراطية أياً كان شكلها (الذي يعتبر حصاداً لعمل المجتمع المريخي بمختلف قطاعاته)، وبعيداً عن رفض التعيين والرضوخ لأمزجة الساسة، وبعيداً عن جزئية خطورة دعم مثل هذا التوجه (إجهاض الوزراء للديمقراطية وحل المجالس المنتخبة) وآثاره الضارة والمدمرة مستقبلاً، وبعيداً عما يمكن أن يترتب على قرار مثل هذا على الكرة السودانية لو مضى المجلس المنتخب قدماً في مناهضته ووصل بالأمر للفيفا، فإن تأييد قرار كهذا يجعل للمريخ مجلسين أحدهما منتخب وشرعي لا يستطيع لا وزير ولا غيره حله، وأحدهما معين بقرار باطل لأنه بني على قرار باطل بحل مجلس منتخب، تأييد قرار يقود لتقسيم الشارع المريخي قبل أيام قليلة من واحدة من أهم مباريات الفريق، وفي أيام شهدت حالة من الالتفاف والتكاتف خلف الفريق، وانشغل فيه قطاع كبير من أنصار النادي بمباراة الأربعاء، تأييد قرار كهذا في توقيت كالذي صدر فيه يؤكد أن (الميكافليين) لا تهمهم مصلحة المريخ نفسها ولا تعنيهم في سبيل الانتصار للذات وهو موقف سيحفظه التاريخ بأحرف سوداء لكل من هلل وأيد القرار.
* غريب جداً أن يرفض البعض ويدين ويستنكر تصريحات (فرد) أكد فيه أنه يرتهن بأمر الحزب ثم يأتي البعض نفسه ويقبل بأن يرتهن كيان كبير وأمة كاملة مثل المريخ للساسة ويقبل بتدخلاتهم ويثني عليها رغم إدراك خطأها ورغم إدراك أن تلك التدخلات تعتبر من المحرمات والكبائر في العرف الرياضي.. والأكثر غرابة أن من انتقدوا موقف الدولة وأمطروها بسياط النقد إبان أزمة إتحاد الكرة التي أدت للتجميد عادوا وأيدوا بالأمس موقف الدولة رغم أنه يؤدي للنتيجة نفسها ورغم أن الرفض يفترض أن يكون مبدئياً ويتعلق برفض التدخل الحكومي في الرياضة.
* المريخ يعاني ويعيش أزمة كبيرة منذ سنوات والسبب الرئيسي فيها أن أهله أو الكثير منهم استسلموا للسلطة السياسية، وجعلوا ناديهم رهيناً لأمزجة الساسة وأهواءهم وتقديراتهم التي تأتي في أغلب الأحوال خاطئة، الوزارة ظلت وعلى مدى سنوات مضت تعيين لجنة تلو الأخرى للمريخ فهل انصلح حال النادي الكبير؟ فهل تجاوز مشاكله ومعاناته أم أن مشاكل المريخ ظلت تتضاعف وتتفاقم يوماً تلو الآخر وعاماً تلو الآخر؟، والغريب أن كل الشعب السوداني يشكو ويعاني الأمرين في كل أمور حياته جراء سياسات الدولة التي فشلت في كل المناحي ومع ذلك يظن البعض وبعض الظن إثم أن تدخلات الساسة والحكومة يمكن أن تعود بالخير على المريخ وهي فئة لا تفكر أبعد من (رزق اليوم باليوم) ولا تعرف التفكير في المستقبل ولا تدبر الماضي واستخلاص العبر والدروس منه وتبحث فقط عن (مسكن) لأزمات النادي سرعان ما يزول لتعود تلك الأزمات بشكل أكبر وأسوأ والسبب مجتمع رهن نفسه للسياسيين وأرتضي بتحكمهم في نادي بحجم أمة والنتيجة ما يحدث في المريخ الان.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app