استهداف الكاف للهلال بين التربص وضعف الإدارة

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

استهداف الكاف للهلال بين التربص وضعف الإدارة

ـ منذ سنوات ظل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يمارس سياسة الكيل بمكيالين حيث تظهر قراراته منحازة بشكل فج لصالح فرق بعينها وعلى رأسها الأهلي القاهري في مقابل تضييق الخناق على أندية مثل الهلال الذي يعاني في كل نسخة من المسابقة الإفريقية قرارات تحكيمية جائرة وقرعة موجهة وجدولة مجحفة واشتراطات تعجيزية لا تفرض على غيره.
ـ آخر حلقات هذا المسلسل كانت رفض الكاف اعتماد ملعب بنغازي لاستضافة مباريات الهلال رغم أنه استضاف مباريات لفرق أخرى في بطولات سابقة وهذا القرار لا يمكن فصله عن نهج الكاف المستمر في عرقلة مسيرة الهلال تماماً كما فعل سابقاً قبل الحرب حين فرض عليه اللعب خارج أرضه بدعوى عدم صلاحية الملاعب السودانية رغم أن فرقاً أخرى تلعب في ملاعب أسوأ حالًا دون اعتراض يذكر.
ـ أشار (كاف) إلى أن الرفض تم بناء على توصية لجنة البث التلفزيوني لافتقار الناقل التلفزيوني الليبي لمطلوبات البث والمحددة بوجود سيارة نقل تلفزيوني OB مع توفر عدد (12) كاميرا ذات مواصفات خاصة وغرفة لتقنية (الفار) مجهزة بجميع أجهزة الاعادة والتدقيق باعتبارها متطلبات مهمة لمرحلة الدور الاقصائي بالبطولة.
ـ كان يجب أن تفرض ظروف الحرب في السودان على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) قدراً من التفهم والتقدير لوضع الهلال باعتباره ممثلاً للكرة السودانية في دوري الأبطال لكن الكاف كعادته لم يرى أبعد من مقره في القاهرة حيث تدار الأمور وفق مصالح معينة لا علاقة لها بمبادئ العدالة والحياد.
ـ منذ اندلاع الحرب في السودان اضطر الهلال للعب خارج أرضه متحملاً مشقة التنقل والمعسكرات الطويلة بعيداً عن أرضه وجماهيره في وقت كان يفترض بالكاف أن يكون أكثر مرونة وتعاوناً وكان من المنطقي أن يتم استثناء الهلال ومنحه بعض التسهيلات لكن بدلاً من ذلك ظل يواجه الكثير من القرارات التعسفية.
ـ الكاف هو الذراع اليمين للأهلي القاهري ولا يحتاج أي متابع منصف لدليل إضافي على أن الكاف أصبح مؤسسة تعمل لصالح الأهلي المصري بدءاً من تعيين حكام معروفين بمحاباة النادي القاهري في مبارياته القارية مروراً بتحديد مواعيد وجدولة المباريات بطريقة تريح الأهلي وتجهد منافسيه وليس انتهاءً بمجاملة النادي المصري في أمور تتعلق بالعقوبات الإدارية والتأديبية التي يتم التغاضي عنها أو التعامل معها بليونة بينما يتم تطبيق أقصى العقوبات على منافسيه كما حدث مع الهلال في عدة مناسبات.
ـ ضعف إدارة الهلال جزء من المشكلة وإذا كان الكاف يتحمل جزءاً من المسؤولية فإن إدارة الهلال تتحمل الجزء الآخر بسبب ضعفها وسياستها غير الحازمة في الدفاع عن حقوق النادي فمن غير المعقول أن يظل الهلال مستهدفاً بهذه الطريقة دون أن تحرك الإدارة ساكناً.
ـ كان من الواجب اتخاذ قرارات قوية والتصعيد عبر القنوات القانونية وربما حتى اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية (CAS) لكشف تلاعب الكاف وفساده بدلاً من الاستسلام للظلم المتكرر.
ـ لو كان القانون يسمح لاخترت أن يلعب الهلال في بطولات آسيا بالنظر إلى مستوى التنظيم والعدالة في بطولات الاتحاد الآسيوي مقارنة بالكاف فإن أي نادٍ إفريقي يتمنى لو أتيحت له فرصة اللعب في دوري أبطال آسيا حيث الملاعب الجاهزة والجدولة العادلة والتحكيم النزيه والشفافية في إدارة البطولة لكن للأسف يبقى هذا خياراً مستحيلًا بسبب قوانين الفيفا التي تلزم الأندية بالمشاركة ضمن اتحاداتها القارية.
ـ فساد الكاف رائحته تزكم الأنوف فلم يعد فساد الكاف سراً يخفى على أحد بل أصبح واقعًا يراه الجميع سواء في التلاعب بالقرعة أو بنتائج الجوائز أو في تعيين الحكام أو في فرض العقوبات الانتقائية أو حتى في اختيار الملاعب كما حدث مع الهلال ولأن الهلال نادٍ كبير بتاريخه وجماهيره فإنه لن ينكسر أمام هذا الاستهداف لكن المطلوب من الإدارة أن تتحلى بالقوة والشجاعة في الدفاع عن حقوقه وإلا فإن الظلم سيتكرر بلا نهاية.
ـ كل قرارات الكاف من أجل نادٍ واحد والحقيقة المرة أن الكاف لا يتحرك إلا وفق مصالح معروفة وأي نادٍ قد يتضرر في سبيل حماية تلك المصالح وما دام الهلال ليس ضمن دائرة الأندية المدللة فإن قرارات الكاف ستظل تأتي ضده حتى لو كانت الظروف تقتضي العكس.
ـ متى تتحرك إدارة الهلال بقوة فوسط كل هذا الظلم تبقى إدارة الهلال مطالبة بالتحرك القوي وعدم الاكتفاء بالاعتراضات الشكلية ويجب أن يكون هناك تصعيد حقيقي وضغط إعلامي وتحرك قانوني لمواجهة هذا التعنت وإلا فإن الهلال سيظل يدفع الثمن وحده بينما الكاف مستمر في تجاهل كل ما هو خارج نطاق رؤيته الضيقة في القاهرة.
ـ إدارة الهلال التي خيبت آمال الجماهير وأخلفت وعدها بالتعاقد مع مهاجم سوبر لا يمكن أن يعول عليها في الدفاع عن حقوق النادي أو التصدي لقرارات الكاف الظالمة فمن لم يحسن التخطيط لتدعيم الفريق وتعزيز قدراته الهجومية لن يكون في مستوى المواجهة عندما تفرض على الهلال قرارات مجحفة تحتاج إلى موقف قوي وشجاع.