افتتاح جوهرة حبيب البلد الزرقاء

مقالات كورة

في يناير 24, 2018

خواطر رياضية

د. صلاح الدين محمد عثمان

salahnow886@gmail.com

في أمسية سعيدة من ليالي شهر يناير والتي وافقت يوم 18/1/2018م وبتشريف فخامة رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير وعدد كبير من قادة العمل الوطني والرياضي بالبلاد وعدد من الشخصيات العربية والأفريقية التي حلت بالبلاد وبحضور كامل لمجلس إدارة نادي الهلال افتتح بصورة رسمية مشروع جوهرة حبيب البلد الرياضية وسط حشود جماهيرية كبيرة ملأت مدرجات الملعب الذي لبس حلة زاهية الألوان فرحاً وابتهاجاً بهذه المناسبة السعيدة والتي كانت ليست ككل المناسبات التي رأيناها من قبل حيث كانت الفرح والسرور والحبور هو السمة الواضحة على كل الوجوه النيرة الهاشة الباشة التي حضرت للجوهرة الزرقاء لحضور هذا الحدث الهام في التاريخ الرياضة السودانية، ضيوف السودان الأماجد الذين حضروا من حد وصوب نحو مدينة أم درمان العاصمة الوطنية كان أبرزهم الوفد السعودي ونادي الفيصلي والاتحاد العربي والأفريقي لكرة القدم وفريق أتلتيك التطواني المغربي وغيرهم الذين وجدوا أنفسهم في حالة حيرة واندهاش من هذا الاحتفال الصاخب الذي لم يروا له مثيلاً في بلدانهم وتلك الكتل الجماهيرية التي ملأت الجوهرة عن آخرها وكل الشوارع المؤدية للإستاد في العرضة شمالها وجنوبها وحي العرب وهي ترقص وتغني وتتمايل وتشدوا الأناشيد الرائعة المعبرة التي تمجد فريقهم حبيب البلد هلال الملايين.
خاطب الاحتفال السيد أشرف الكاردينال مرحباً بالسيد رئيس الجمهورية وأركان حربه الأماجد وأسياد البلد ووالي الخرطوم والسادة الوزراء الميامين شارحاً لهم ما تم من عمل خلال السنوات الماضية في عملية التشييد والبناء من إزالة وبناء لكل المدرجات والإجلاس والمظلات والمقصورة الرئيسية وزيادة السعة الاستيعابية للإستاد والتي بلغت حوالي خمسة وخمسون ألف متفرج وكذا أبراج الإضاءة الجديدة وغرف اللاعبين والحكام وغرفة المنشطات والمكاتب الإدارية وغيرها من المنشآت كل ذلك بالإضافة لبناء مستشفى للطب الرياضي وفندق ومسرح كرومة وحوض السباحة والنادي العائلي والكافتيريات وأكاديمية الهلال للإعلام والمطبعة والإذاعة الداخلية وصحيفة الهلال بالإضافة للمول والمحلات التجارية ومعرض الهلال واختتم حديثه قائلاً أن كل ذلك تم من أجل سودان العزة والكرامة بأرضه الطيبة التي ستظل قوية ومجيدة بإذنه تعالى، ثم بعد ذلك تحدث والي الخرطوم الذي أشاد برئيس الهلال والعمل الكبير غير المسبوق الذي بلغت تكلفته حوالي أربعمائة مليار جنيه سوداني وفي سياغ حديثه ناشد أنصار الأزرق بتكريمه والمحافظة عليه ثم بعد ذلك قام بتقديم الرئيس لمخاطبة الاحتفال والذي أشاد في كلمته بكل جماهير الهلال ومجلس الإدارة وأعلن عن منح الكاردينال وسام الرياضة الذهبي تقديراً لأعماله الجليلة وتقديمه لهذا المشروع الكبير الذي يمثل قمة البنى التحتية الذي لا شك في أنه سيخدم الرياضة عموماً بالسودان وليس للهلال وحده.
بعد ذلك طاف أشرف الكاردينال أرجاء الملعب محيياً الجماهير وهو يرفع يديه مكبراً ومهللاً قائلاً الله الوطن الهلال كيف لا وهو المجنون المعطون بحب الهلال منذ صغره وكان كل حلمه كما قال هو خدمة الهلال وعندما وجد الفرصة اغتنمها وحقق مراده وقدم الجوهرة الزرقاء هدية منه لأسياد البلد وهو أقل ما يمكن أن تسمح له ظروفه لتقديمها لهم ووعد بالمزيد مستقبلاً.
الكاردينال يومها كان مثله ومثل ذلك الشيخ الصالح من المجاذيب في ليلة المولد النبوي الشريف الذي يرجحنو ويضرب النوبة ضرباً فترن وتإن وكان الكاردينال على أرض الواقع مثله تماماً يأن ويموت في تراب حبيب البلد الغالي وهو في حالة تامة من الإعياء والفرح الذي أبكاه وسالت دموعه الغزيرة التي شاهدتها أنا بنفسي، حقيقة لقد أشفقنا عليه كثيراً وسألنا الله تعالى أن يزيل عنه كل ذلك التعب والضنك عقب انتهاء الاحتفال.
جماهير الهلال قابلته بهتافات ساخنة وغنت له من الأعماق يا حبيبي يا غالي يا ساكن قلبي يا شاغل بالي بطريقتها الخاصة مشيدة بجهده وعرقه الذي بذله وهتفت له هتافها المحبب التقليدي (الكاردينال رئيس من نار) الذي هز أركان الجوهرة الزرقاء، في الختام غادر الجميع الجوهرة الزرقاء بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وترحيب.
الجوهرة الزرقاء لا شك في أنها هي وشقيقتها القلعة الحمراء سيلعبون دوراً كبيراً وبارزاً في دعم البنى التحتية للرياضة السودانية بالمساعدة في احتضان كل المناسبات والمهرجانات على المستويين العربي والأفريقي وكذلك المحلي بتوفير الملاعب والميادين للفرق الأخرى لأداء تمارينها عليها.
يقول سيدنا محمد بني الرحمة ورسول الفلاح صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير). حديث شريف.