بالعربي الكسيح
محمد الطيب الأمين
الأغنية التي أبكت السودان !!
* مرات الزول بيخجل من (حالو) .
* بعض (الأحزان) لا تنفع للتدوال والنشر .
* وفي عالم الأحزان هناك (حزن) يمكن ان نجاهر به وهناك (حزن) سرى للغاية .
* وكثير من (الجروح) نتكتم عليها خوفا من (شفقة الناس علينا) .
* ولكن الشاعر الأليم علاء الدين عبد الرحيم صادق نفسه وتسامح مع الذات فكتب (كلام) على لسان فتاة بطريقة فيها كثير من العذاب .
* والشعر عند (الشوايقة) ينضح بالجمال والصدق والواقعية والصور الدقيقة .
* والشعب السودانى كله تقريبا إنجرح عند سماعه أغنية (حبي ليك كان زادي) .
* ما فعلته هذه الأغنية بقلوب الناس لم تفعله كورونا .
* هي أغنية مشحونة باحساس أنا لا اعرف كيف إستحملته تلك الفتاة وكيف إستحمله أخونا علاء الدين .
* نص أغنية (حبي ليك كان زادى) هو من النصوص التى اثبت ان (الخيانة في الحب) من الكبائر في الدنيا .
* أنا أترك النص يفصح عن نفسه مع بعض التعليق :
حبى أنا ليك كان زادى وكان جوه الحنايـا دفيـن
كتّ بضارى من الناس وخايفه عليهو مـن العيـن
عليهو كت بصوم وافطر عليهـو بكابـد الناريـن
كت بحسب سنين الغربة لما تعـود تجينـى متيـن
وكت برجاك فوق النار لمـا وكـت لقانـا يحيـن
نونس فى براءة أطفال وفى الحب نروى ننهل زين
وكل ما يوم يزيد البينـا لمـا بقينـا قـاب قوسيـن
*الحبيب المقصود في النص كان (مغتربا) والحبيبة موجودة في ارض الشمال وتحمل هذا الحب زاد في غيابه .
* ومن فرط عشقها كانت (تدفن) هذا الحب في (الحنايا) وتخفيهو من الناس خوفا من (العين) وهذا يؤكد حرصها على إكمال قصة الريدة .
* وفي فترة غربة الحبيب عاشت الفتاة معاناة اكدتها بقولها : (عليهو بصوم وأفطر وبكابد النارين) .. نار البعاد ونار العشق الطاهر ، كانت تحسب سنين الغربة وتنتظر فوق النار موعد اللقاء لانها تشتاق لتلك الونسة البرئية .
* وبعد كل هذا الحب المدفون والصبر الجميل خاب الأمل فكان (الجرح ضلفتين) ..
اتارى أنا كت فيك مخدوعه وكم من زي مخدوعين
ما قايـلاك حبيـب آلاف وقلبـك قبلـه للضاليـن
وما قايلك تلعب بي تعيش اللحظة بس والحين
وما قايلاك بتنسي حبيب صبر راجيك ستـه سنيـن
وساهر كم ليالـى طـوال يتقلـب شمـال ويميـن
كيفن يهون عليك تنساهو زولاً كان عليـك حنيـن
وتشغـل بالـك الأشـواق لمّـن تزبـل الياسميـن
* إكتشفت الفتاة ان حبيبها (بياع) و(خداع) وقلبه مثل (داخلية الأولاد) يحتوى العشرات .
* وقد جاء إكتشافها هذا بعد صبر إمتد (6) سنة من الخداع والغش .
* والستة سنين هذه ساهرت فيها وفاءً للحب وأخلاصا للمحب البعيد ، وقطعا هذه الفتاة رفضت (جيش من العرسان) في انتظار من وعدها بالزواج .
* ستة سنين كانت فيها تتقلب شمال ويمين وشغلتها الاشواق حتى تلاشت النضارة .
* بعض الشوق يرهق صاحبه وحتى الياسمين يزبل إذا فقد (الماء) .
* واصعب حاجة في الدنيا انك تكتشف الزول ده كان بيلعب بيك وبيعيش اللحظة باسم الحب .
* ويواصل :
كت دايراك بسمة عريضة فى وجه الزمان الشيـن
وكت دايراك ساعة الحاجة تبقى ليّ دخرى خزيـن
كت دايراك مقنع حوبه وكتيـن المضـارى يبيـن
وكت دايراك فارس احلامى تشاركنى ونتـم الديـن
وكت دايراك أمل بسام يزيل ألـم البعـاد والبيـن
كت دايراك شريك الروح واخدمك حافيـة القدميـن
وكت بحلم بك انت معاي مجرتق بالعديـل والزيـن
جنبك فى يمينك قاعده نسمع فـى دقـر يـا عيـن
تبشر زين مع الأصحـاب وتتشبـل مـن الوزيـن
أنا الأبحرت راكبه الموج اكيد مرسايا بين موجتين
*هذه الفتاة رتبت حالها ومستقبلها على هذا الشاب وكانت تدخره للايام السوداء .
* كانت تدخره (بسمة بيضاء) في (وش الزمان الأسود) وتحتاجه (مقنع حوبه) وفارس تكمل به الدين .
* زولة بتقول ليك دايرة اخدمك حافية القدمين … عليك الله ده ما قمة الوفاء والأدب ؟؟
* تحلم ان تكون جالسة بجواره وهو مجرتق بالعديل وزين .
* صبرت كل هذه السنوات في انتظار هذا اليوم التى تتوج فيه (شريكة روح) وكانت غاية آمالها ان تشاهده مبسوط يبشر مع اصحابه ويرقص مبتهجا .
* ما حدث في هذه النص يمثل ابشع انواع القسوة وهو مأساة انسانية مؤسفة فعلا .
* ولأن القلب البيحب ما بيعرف يكره قالت هذه الفتاة على لسان علاء الدين :
وداعاً يا زمـن ظالـم وبالأفـراح علـيّ ضنيـن
وداعـاً يـا قلـب قاسـي لا بيحـن ولا بيلـيـن
وداعاً يا سراب خداع محال ما بيروي عطشانيـن
وداعاً يا كلام معسـول حـدو ومكمنـو الشفتيـن
وداعاً يا سحابة صيف شايلى مطر ضليـلا رهيـن
تبشر بى خريف جايينا ياما الناس رجوهو سنيـن
كل زولاً يفكـر فيهـا مـا معروفـة تنـزل ويـن
وألف سلام عليك يا قلبي المسالم وديمه طبعو حنين
يتاورو الشوق ويلعب بيهو تنحر فى حشا السكيـن
تعاودو الذكري تنتر جوا حالـو يحنـن المسكيـن
أخيراً منى ليك سلام وقبل ما تجـف دمـوع العيـن
وقبال منى ما تعـدى وقبـال الفـراق مـا يحيـن
بخيت وسعيد عليك إن شاءالله يبقالك عمار وبنيـن
وقلبى أنا خلى فى أناتو بعدك يامـا راجـى أنيـن
* هذا هو التسامى وأدب الفراق جسدته الفتاة في ابهى صورة وهو وداع لا يخلو من (الطعين) .
* رمت الفتاة اولا اللوم على الزمان الذى بخل عليها بالفرح ومن ثم عاتبت قلب ما بيعرف الوفاء ، ودعت رجل مثل السراب ، رجل كل حديث كان ينبع من (الشفتين) وليس (القلب) .
* هذا الشاب عندما عاد الى البلاد تزوج من غيرها فقالت له : (بخيت وسعيد عليك ان شاء الله) ، أنه حب الخير المزروع في دواخل هذه الفتاة النبيلة .
* ختم علاء الدين النص على لسان الفتاة بدعوة قاسية جدا لقلبها المكسور :
ولو كان يا قلب حبيت بعـدو بعـد قسمـت يميـن
ما ينتمّ ليك مـراد لا تضـوق لا حلـو ولا زيـن
وتفضل طول حياتك تبكى طول عمرك تعيشو حزين
وعمرك ما تجيك سعـادة مـا تتهنـا قـول آميـن
وتانى الحب عليك حرمان ووعد الحر أمانه وديـن
* أنا والله استغرب جدا من هذا النص الأسيف والموجع .
* تانى الحب عليك حرمان ووعد الحر أمانة ودين .. والله أنا اشتهيت ان اشوف هذه الفتاة وكيف انها إستحملت هذا الوجع الخرافى .
* التحية للشاعر علاء الدين ولكل من تغنى بهذا النص الاسيف