سياحة رياضية
الإعلام الرياضي…. بيدي لابيد المنافس
بقلم مازن صلاح خضر
ظللنا ومنذ أمد طويل نعاني من التناحر الإعلامي فيما بين الإعلام المساند للقطبين الكبيرين الهلال والمريخ أو المريخ والهلال…. فإذا كان التنافس في ميادين الكرة قد أصبح مشروعاً فيما بينهما، فإنه وللأسف الشديد قد إتخذ منحيً مغايراً لمعاني التنافس الشريف خارج ميادين كرة القدم، ففي كل البلاد من حولنا تتوحد الأقلام الصحفية وتلقي ثوب الإنتماء من علي عاتقها وإن كان ذلك لفترة مؤقتة، وذلك عندما تكون الأندية الوطنية مواجهة بمنافسات قارية وتلعب باسم الوطن، ففي تلك الدول يعلو صوت الإنتماء الوطني علي كل ماسواه، ويتوحد الإعلام الرياضي ويقف صفاً واحداً دعماً للفريق الذي يلعب باسم الوطن، وعلي العكس من ذلك تماماً يكون الحال عندنا مغايراً، حيث أن مشاركة أحد الفرق باسم السودان تصبح فرصةً للتشفي، ويتسابق فيها الإعلام المضاد للسخرية وإصطياد هفوات الطرف الآخر، والأكثر إيلاماً أنه وفي كثير من الأحيان لايسلم ذلك الفريق حتي من سهام الإعلام الموالي، خاصةً في حالة عدم رضاء ذلك الإعلام عن إدارة النادي المعني، فيتخذ من ذلك فرصة لتصفية الحسابات
القمة السودانية مجابهة في الوقت الحالي بخوض غمار مباريات مجموعات الأبطال، ومازلنا ومع الأسف الشديد نعاني من نفس الهجمة الإعلامية الموالية والمضادة، والتي إعتدنا علي مشاهدتها في كل مشاركة خارجية لفرقنا، والواقع يقول أن المستفيد الوحيد من ذلك هو الفرق المنافسة…. فعلي سبيل المثال، نجد أن مجموعة المريخ تشارك فيها ثلاثة أندية جزائرية، ونحن علي يقين تام أن الجهات المعنية بشأن الرياضة والإعلام الرياضي في الجزائر ستبذل كل مافي وسعها، وستسخر كل إمكانيتها لتكون تحت تصرف هذه الأندية، وذلك لتضمن وعلي أقل تقدير حضور إحدي هذه الفرق في المباراة النهائية، ذلك إن لم تكن طموحاتها تتعدي ذلك بأن يكون طرفا النهائي من الجزائر وذلك حق مشروع لهم، فبطبيعة الحال فإن لكل مجتهد نصيب. لكن تعالوا لنري مايحدث من إعلامنا الرياضي، فإذا إنهزم المريخ أو الهلال، فإن الإعلام الموالي لكل طرف يبدي شماتة تفوق حد الفرح في حالة فوز الفريق الموالي لفريقة !!! فكم من مرة هلل إعلام الهلال أو المريخ لهزيمة كلا من الطرفين…. بل أن بعض الإعلاميين أصحاب النظرة الضيقة، يفرغون أنفسهم بالكامل للبحث عن مكامن الضعف في الفريق المنافس، بل يفردون لذلك مقالات مطولة …. وبطبيعة الحال فإن الفرق المنافسة تتصيد هذه المقالات للإستفادة منها، خصوصاً وأن الشبكة العنكبوتية أصبحت لاتحوج من يبحث عن معلومة إلي كثير عناء، بل لم تعد في حاجة إلي إرسال جواسيسها لنقل المعلومات التي تأتيها طائعة مختارة من صحفنا ومواقعها علي شبكة الإنترنت…….!!! ونحن وإن كان لنا الحق في تجريم تلك الجهات، فإن أقل ما يمكننا وصف فعلها ذلك، بأنه يندرج تحت بند الخيانة الوطنية، ولايقل ذلك عن الجرم الذي يمس كرامة الوطن طالما أن تلك الأندية تمثل الوطن…. لكن وبما أننا في السودان نمارس سياسة التطبيب ومبدأ عدم الجدية في تناول هذه المواضيع، فإن تلك الأفعال يتم التعامل معها بلا مبالاة بل يتم التعامل معها علي أنها نوع من المناكفات لا أكثر..!!!
من خلال متابعتنا لمجموعتي الأبطال في هذا العام، فإن ماقدمه قطبا الكرة السودانية من مستويات في مراحل التصفيات قبل مرحلة المجموعات، يتضح لنا أن هنالك تصاعداً في مستوي الأداء عن الأعوام السابقة، يضاف إلي ذلك خروج معظم الفرق المعروفة وذات الوزن والسمعة في قارة أفريقيا من حلبة التنافس، من قبيل الأهلي والزمالك المصريين والترجي والصفاقسي التونسيين وأنيمبا النيجيري وأسيك العاجي وليوبارد الكنغولي والملعب المالي وصولاً إلي الأندية المغربية المعروفة مثل الوداد وأولمبيك خريبكة والجيش وغيرها من الفرق المعروفة ذائعة الصيت، ووفقاً لهذه المعطيات فإن الفرصة تظل مؤاتيةَ لأن يظفر أحد طرفي القمة السودانية بلقب هذا العام، وليس المهم هو من يكون هذا الطرف طالما أن الكسب في نهاية الأمر يحسب للسودان.
لكن وبعيداً عن القول بأننا نفتقر إلي ثقافة الفوزبالبطولات، فإن الخطر الأكبر علي القمة السودانية لايتمثل في الفرق المنافسة بقدر ماهو نابع من الصراعات والتراشقات الإعلامية بين المتعصبين من إعلاميي الطرفين، فخطر الإعلام الهدام يمكن أن يؤثر علي المردود النفسي للاعبين وبالتالي ينعكس أثرة علي أداء اللاعبين في الملعب، لذلك نقول لإعلامنا المقولة الشعبية الشائعة: ” بعد مالبنت ماتدوها الطير” !!! فهل من مستمع
ختاماً نتمني التوفيق لقطبي الكرة السودانية في مشوار المجموعات، وتتجاوز أمانينا ذلك بمشاهدة نهائي سوداني خالص…. فنسأل الله أن ببركة هذا الشهر أن يحقق لنا تلك الأمنية. ودمتم