صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الاختلاف في الرأي..يفسد كل القضايا..

76

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

الاختلاف في الرأي..يفسد كل القضايا..

لا أذكر انني غضبت من احد بسبب اختلافي معه في الرأي – سياسي كان او رياضي أو غير ذلك – ؛ حيث كانت قناعاتي- ولازالت – تقوم علي أن الاختلاف بين الناس من سنن الحياة ؛ وانه ليس بالضرورة ان أري ماتراه ، وانه لاصواب مطلق ولا خطأ مطلق ، وأن الرؤية تختلف بحسب اختلاف الزاوية التي تنظر منها ، غير اني – ولسوء الحظ – كثيرا ما اقع فريسة لهؤلاء المتعصبين الذين يتكاثرون حولي سواء بالواقع او المواقع ممن يقدسون وجهات نظرهم ويعتقدون ان كل ماسواها هراء ، فاتعرض للمقاطعة أحيانا وللاساءة احيانا اخري ، بل هددني احدهم من قبل بالقتل بسبب خلاف في الرأي السياسي . هذا النوع من الناس تجده في كل مناحي الحياة : سياسية كانت او رياضية ، بل حتي في امور الدين ، وهذ النوع الاخير هو الاخطر بطبيعة الحال لأنه سيتجه الي تكفيرك فور اختلافك معه في قضية ما ، والمؤسف ان ذلك يحدث حتي بين المشايخ والعلماء ممن يفترض فيهم القدوة للعامة .
أما في الحياة السياسية فاقرب ما يصفك به حال اختلافك معه هو الخيانة او ( القطيع ) في الدرجة التي تليها رغم ان الخلاف السياسي دائما ما يكون حول أنظمة الحكم ، او حول افراد متسلطين علي الوطن وليس حول الوطن نفسه ، وذلك ما يجهله كثيرون ممن لايستطيعون التفرقة بين الوطن وبين قضاياه ، وذلك مانعاني منه كثيرا هذه الأيام حيث يري فريق معين كل من ينادي بالسلام انه خائن حلال الدم ومجرم آثم .
الخلافات في الشأن الرياضي هي الأخف بطبيعة الحال ، وقد كفانا التدهور الكبير في هذا المجال شر التعصب الاعمي والملاسنات والمشاحنات القوية والتي كانت في السابق تؤدي الي المشاكل التي قد تصل أحيانا الي حد المقاطعة بين الاصدقاء .
نحن نحتاج ان نتعلم المرونة في خلافاتنا ، وان نتعلم احترام الرأي الاخر عندالنقاش ، بل نحتاج الي ان نسمعه قبل ان نحترمه بطبيعة الحال .

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد