راى حر
صلاح الاحمدى
الذكري الثامنة للراحل المقيم عادل ملاح
كان الراحل المقيم فينا عادل خضر ملاح انسانا رائعا .فى صداقته ووفاه لكل من عاشره .متميزا الفؤاد الذكى والوجدان اليقظ .كبرياء عظيم فى تواضع جم .بصيرة نافذة وعاطفة صادقة براءة بالفطرة وحب دائم ومقيم للناس .كل الناس.كان عامر النفس بالايمان مستغرقا فى التامل محبا للحياة زاهدا فيها محتفلا بما ابدع الخالق جلت قدرته من جمال الكون.
كان عادل ملاح الهلالابى القح هبة الله سبحانه وتعالى نعمنا به زمانا نهلنا من نبعه الثر وتداوينا بفضله من اسقام ايامنا العليلة لان كان نعن الاخ والصديق بكل ما تحمله تلك الكلمة .
واسترد الله سبحانه وتعالى وديعته ….بكينا واستغفرنا ووقفنا لله ضارعين ان ينزله مع الابرار والصديقين .
لا ادرى متى كان اول لقائي به ولا استطيع ان احدد لذلك اللقاء يوما بعينه اضعه من الشهر او السنة .ولكنى اذكر جيدا انى كنت طالبا بدولة مصر الشقيقة
.هناك افذاذمن الرجال ينزلون عليك كالرحمة .لهم مقدرة ساحرة فى خلق رحابة من الالفة الحميمة منذ اللقاء الاول حتى تكاد تحسب انك قد سعدت بمعرفتهم زمانا .وصديقى فى بلاد الغربة المرحوم عادل ملاح تاج هذا العقد الفريد لهذا فقد استحال على ان احددزمن لقائي الاول به يوما بعينه .ولكن نادم على عدم تواصلى به بعد ان عدت الى ارض الوطن حتى كانت الفاجعة وانا بمحض الصدفة ان اعلم انه قادر هذه الفانية وودع الاهل والاصدقاء عن قرب ولكنى كنت بعيدا عنه .هو الصديق المحض لقد كنت اسمع هذا التعبير فلا استبين معناه.
حظيت بالقرب منه فسمعت الصدق ورايت الصدق المحض .كان صديق ودودا كنا نعد الايام لعودته من السودان .وهو كثير المجي والذهاب الى القاهرة .
كان يشع البهجة بيننا وينسينا الم الغربة .كان اصدقائي من الطلاب ينتظرون عودته من السودان حتى الاخوة الزملا المصريين لازالت كلماتهم ترن فى اذنى متى يعود ملاح لاننا طولنا ما اكلناش .
نافذة
كان الراحل المقيم ودود مجرب ..وساخر من طرز فريد .احاديثه تمتلئ بالنكتة والاستعارة والبساطة والسخرية المحبب لدينا وكل ما يجعل الحديث حيا قد تجده عنده .ما يجعله دفق من الخيال لا حدود له .كان يتوسطنا وهو يروى لنا ويحدثنا عن السودان فى فترته البسيطة التى يغادرنا فيها اليه ويحببنا فى العودة فى الاجازات الصيفية .
كان فتى غض الاهاب .ريان الشباب حين هجر المال الوفير والمناعم الباذخة والمباهج المفعمة وهو من اسرة عرفت بكثرة المال فى السودان .كان تاجرا شغوف ترك كل ما يعيش فيه من ترف وبذخ ليكون لقانا به فى قاهرة المعز !!!
نافذة اخيرة
رحل الفارس عادل فى هدوء حزين
لان موت صديق لى يعنى ان بعض من عمرى ينسلخ منى .ولكن موت عادل خضر ملاح لم يكن موت صديق فقط.
كان موت شخصية فذة .
ريع الفؤاد فما يحس ولايعى ..لما نعوك فخلت انى من نعى……
ماتت على فمى الحروف صريعة….
وفقدت من هول المصيبة ادمعى…
اعادل هل حقا ذهبت مفارقا ……
ابدا ..هل غادرت غير مودع ؟
طوبى لمن قبل الرحيل تكحلت ….
عيناه بالوجه الودود الاروع…
يا غافلا عما يجوش باضلعى …..
اعلمت ان النار فيه ترتعى؟
الديك انى لاتفارق مضجعى …..
صور تؤرقنى وتقلق مضجعى؟
اعادل ان يحجبوك ظالما ….هذى الثرى فالروح فالذكرى معى ……
انى اكاد اراك مؤتلق السنى ….
ويكاد صوتك ان يرن بمسمعى …
قد كنت تجزع ان مضى لك صاحب …
واراك فى لقيا الردى لم تجزع…..
ومضيت تخترق الغيوب لعالم ..
كان الغرام لفكرك المتطلع …
فهفوت للنور المجنح فى الذرى ..
فصعدت للملا الاعز الارفع
خاتمة
لا تجرو الكلمات ان ترثيه .ولا تجرو كلمات ان تحتوى الحزن عليه .لا تجرو الاحرف ان تكون الفاظا تحتوى انات الالم القلوب التى اصابت اهل الامتداد الذى ترعرعت فيه
مضيت ايها الامير الطيب الصالح وقد توجك الله بحب اهلك واصحابك واهل منطقتك كنت ذو خلقا واخلاقا فكانت تاجا وعظمة وامارة . الرحمة والمغفرة لراحلنا المقيم بدواخلنا وعاشق الهلال العظيم عادل خضر ملاح !!!!1