صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الرياضة لم تعد متنفساً (٣)

372

زووم
الرياضة لم تعد متنفساً (٣)
* كثرة الأزمات في الرياضة السودانية تعني بالضرورة شيئاً واحداً ومهماً، وهو إنحسار الكفاءات الحكيمة والمحنكة، وصعود بعض الأسماء على كيمان من المال دون أن تكون لها قدرات تمكنها من توفير الحلول للمشاكل الروتينية التي تواجه العمل في أي مكان، ولأننا إخترنا الإنحياز لأصحاب المال دون وعي وفهم وإنتباه لأن المسألة كانت تتطلب مزاوجة بين أصحاب الإمكانيات المالية وأصحاب القدرات الذهنية، مالت الكفة تماماً واختل الميزان بشكل مربك، والنتيجة أننا الآن نسبح في بحر متصل من الأزمات دون مقدرة على إدارة واحدة منها، كما أن كل أصحاب المال جاءوا بحاشيتهم.
* كثرة الأزمات والصراعات.. وقلة التفاهم بين الإداريين مع اختلاف أجندتهم والتقاطعات الظاهرة في المصالح خلق من الرياضة أجواء منفرة، وخلط الكثير من الصالح سابقاً، بالقليل المتصاعد من الطالح الذي تمدد وسيطر، وهنا نجد تفسيراً لإختفاء أسماء وكفاءات كانت لها شخصية الإداري الفذ، فخسر المريخ والهلال ومعظم الأندية السودانية أرقاماً إدارية مميزة فضلت الإنسحاب من الساحة بعد أن طغت عليها الأساليب المنفرة، والمريخ تحديداً أصبحت أجواءه مملة بالدرجة التي حولت النادي إلى ساحة المعارك لا تكاد تهدأ في يوم حتى تصبح في اليوم التالي أكثر تأزماً وعنفاً، وقد أحدثت الصراعات ذلك الخلل في النسيج الإجتماعي لأن الأغلبية من الناس ما لم يكن جلهم يقصدون المريخ والأندية للإستمتاع ونسيان هموم وضغوطات الحياة وروتين اليوم العملي القاسي، وعندما أصبح النادي متليء بأصحاب الأصوات العالية من طويلي اللسان وقليلي الإحسان آثروا الإنسحاب.. بدلاً ان كانت مشكلات المريخ في السابق تحل أولاً بأول وبشكل آني غير قابل للتأجيل، وما يعجز المجلس يتصدى له رواد النادي والأقطاب، والمجلس موجود ومتاح، والموظفون معروفون والفريق يؤدي تدريباته على إستاده وكل المحبين متواجدين في مجتمع النادي في حالة إستعداد لخدمته، أصبح الفريق مشرداً، والنادي خالٕ، والمجلس نفسه مشتت لا يكاد أعضاءه يلتقون.. وبالكاد يعرف بعضهم بعضا.. وأسلوب العمل في حد ذاته لا يبشر بأي إنتقال مستقبلي نحو الأفضل لأن كل المشكلات مؤجلة النظر فيها أو الحلول..
* مجالس المريخ في هذا الخضم العجيب نجحت في التعامل مع مشكلات تكلف أموالاً طائلة، وفي المقابل مازالت تفشل في أشياء مجانية لا تكلف إلا القليل من الوقت للتفكير والتنسيق للإنجاز.. بالإضافة للبيروقراطية ونمط العمل غير المواكب لمستحدثات العصر.. لذلك لا نكون قد أخطأنا لو قلنا أن نمط العمل الإداري في المريخ لا يختلف عن أي نادٍ في الولايات النائية.. ذات الوتيرة.. وحتى المشاكل والعقبات هي نفسها..!!
* الغاية من هذه المقالات هي لفت النظر لأصل المعاناة في الرياضة السودانية عامة والمريخ كنموذج لذلك، وأنها بالنمط الإداري الذي تسير عليه ستفقد أهم الميزات التي جعلتها متنفساً يقصده الناس للترويح عن أنفسهم، وسوف تستمر الأسباب التي جعلت الوسط طارداً ومنفراً بكثرة الصراعات والأزمات المصنوعة والتوترات.. ولا يمكن للإنسان العاقل الرشيد أن يهرب من دوامة مشاكله اليومية ويلجأ للرياضة ليتزود منها بشحنات إضافية من الهموم..!!
حواشي
* المريخ كنادٍ كبير ينفق مئات الملايين للموسم الثالث على التوالي لإيجار ملاعب لتدريبات الفريق الأول وفرق الشباب والرديف، بينما كانت وماتزال هنالك حلول بالجملة تقلل من حجم الإنفاق او تمزيق الفاتورة بشكل نهائي..!!
* أولى تلك الحلول التي نراها في متناول اليد أن النادي يمتلك ملعب رديف على بعد خطوات من الإستاد كان طيب الذكر جمال الوالي قد شرع في تأهيله وأقترب من هدفه لولا عقبات صغيرة أخرت المشروع..!!
* حتى آخر لحظة خروج الوالي من إدارة النادي كانت أرضية الملعب الرديف جاهزة لزراعة النجيل الطبيعي، وحتى توصيلات الري كانت جاهزة، وأبراج الإضاءة منتصبة والسور مبني بشكل جميل..!!
* في السنوات الخمسة التي قضاها سوداكال رئيساً لم يتطرق الناس لهذا الكنز ولم يهتم أحد بتكملة ١٠٪ من المشروع بعد أن انجز جمال الوالي ٩٠٪ منه..!!
* لم تكن هنالك رؤية في اتجاه المحافظة على هيية منشآت النادي.. ناهيك عن تطويرها والإرتقاء بها، وبدلاً ان رئيس النادي كان يأتي من شرق الخرطوم اكثر من مرتين على الأقل في الأسبوع لمتابعة العمل.. أصبحنا نقرأ أخباراً تهتم بزيارة رئيس المريخ لإستاده كحدث مهم..!!
* لا يحتاج الموضوع أكثر من تشكيل لجنة من الأقطاب المتحفزين لخدمة النادي لإكمال العمل في الملعب الرديف وتجهيزه ليكون مركزاً للتدريب..!!
* ماحدث بعد ذهاب جمال الوالي أن الراحل أنجلو أكوت كان يهتم بحراسة المكان ومتابعته كل يوم، على أمل أن يأتي من يكمل المشروع…!!
* بعد وفاة انجلو نهبت أبراج الإضاءة وتحول المكان إلى كابوس مخيف يهدد أمن الجيران، وبالتالي ربما يكون الذين اعترضوا عليه من الجيران في الأول نادمين على موقفهم ذاك.. ولو اكتمل كان سيحول المكان إلى حركة دؤوبة.. وهو أفضل من الوضع الآن.. إذ أصبح الرديف في الوقت الراهن مكان مخيف وقد يكون وكراً للمجرمين والكلاب الضالة..!!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. ابو عبدالرحمن يقول

    طيب الذكر جمال الوالي
    لعلمك دمار الرياضة بدا بدخول جمال وعديله لكن جمال عندكم مقدس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد