رحل عن هذه الفانية هذا الاسبوع انسان بكل ما تحمل الكلمة من معان رياضى أصيل قارب عمره الرياضى الخمسين عاما .. عرفته منذ بدايتها حكما فى الاتحاد المحلى للخرطوم صال وجال فى ميادين الشمس الحارة ببحرى تميز بالخلق الرفيع والحزم والحسم .. كانت له علاقات وثيقة وحميمة بكل من عاشره من اسرة الاندية الرياضية بمنطقة بحرى ولم تفسد تلك العلاقة التزامه بمهنيته حينما يتوسط الميدان ممسكا بصافرته ..كان طموحا فلم يجد فى مجال التحكيم ضالته فسرعان ما انتقل الى مجال التعليق الرياضى فتلقفته مواعين التعليق الرياضى من صحف واذاعة وتلفزيون .. وظل يكد ويجتهد ويرتقى عتبات السلم حتى بلغ قمة الادارة الرياضية بفضل ما يتميز به من مهنية عالية وافق ثقافى رياضى واسع .. كنت أعلم بحكم قربى منه انه كان يعانى من عقبات مهنية كانت تحول دون تحقيق تطلعاته وطموحه فى تطوير البرامج الرياضية وكان صبورا واسع الصدر قوى التحمل لما يصطدم به من المشاكل والمعوقات وكان أقصى ردود فعله تجاه اصعب المواقف الابتسامة العريضة التى طبعها المولى عز وجل على وجهه الصبوح . والتى مكنته من مواصله رسالته المهنية بكل الثبات حتى نهايتها ..بل اكسبته ود واحترام الجميع ..
ربطتنى به طوال حياته المهنية صلات قوية تبادلنا خلالها كل الواجبات والمجاملات الاجتماعية وقد حباه المولى بسمات طيبة تتصدرها الابتسامة العريضة التى ينشرح لها الصدر وتزول بفضلها كل الحواجز فتجده كتابا مفتوحا من اجمل واطيب الاحاسيس والمشاعر الانسانية وحزمة متينة من الخلق القويم .. كان وفيا حافظا للود والجميل مهما كان حجمه وقيمته واذكر أننى فى احدى المرات حينما كنت اعمل خارج السودان واتابع برامجه الرياضية بعثت له بهدية متواضعة جدا مع احد الوفود التى زارتنا تعبيرا عن مايربطنا من مودة واخاء ، ونسيت الامر وعندما عدت الى البلاد وكنت التقيه فى العديد من الامكنة والمناسبات كان يسرد قصة تلك الهدية على الجميع ومدى ماتركته من أثر طيب على نفسه ولعل فى هذا الموقف ما يعكس ارفع معانى الوفاء والتقدير التى قل ان يجود بها زماننا هذا.
لقد تميزت حياة الاخ المرحوم سيف الدين بالبساطة والتواضع والجد والاجتهاد وتقوى المولى عز وجل والسماحة والكرم ، ورزقه الله ذرية طيبة من البنات احسب انه احسن تربيتهم وتعليمهم واكتسبوا منه جميل الصفات . ومثل هذا العمل جزاؤه الجنه باذن الله .. ويشهد جميع من عرفوه وتعاملوا معه بسلوكه الرفيع القويم وسجل عمله الطيب .. وهذه الشهادة تكسبه باذن الله رضا الخالق يوم العرض ..
اللهم يااكرم الاكريم انك تعلم ان عبدك سيف قد لبى النداء وأتاك طائعا فقيرا الى رحمتك ومغفرتك التى وسعت كل شيئا .. لانعلم عنه الا كل جميل وانت تعلم عنه كل شيء .. نسألك ياذا الجلال والاكرام أن تكرم نزله وتزيده احسانا وعفوا وغفرانا وتسكنه عالى الجنان الى جوار حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة واتم التسليم .. وتجعل البركة فى عقبه وتعين ذريته وتوفقهم فى حياتهم .. وانا لله وانا اليه راجعون .