بين السطور
نجلاء الياس
السودان وفرصة التاهل للاولمبياد …!!
* بداءت منذ وقت مبكر الدول المشاركة في اكبر المحافل الرياضية العالمية اولمبياد طوكيو التي كان من المفترض ان تستضيفها هذا العام العاصمة اليابانية طوكيو في يوليو تموز الحالي ولكن تم تاجيل هذا الحدث الكبير للعام القادم 2021 نسبة لانتشار وتفشي فايروس كورونا المستجد في الترتيب والتحضير والاعداد … حيث شرعت تلك الدول في وضع هيكلة وبرنامج متكامل للمشاركة عقب الفراغ من اولمبياد البرازيل 2016 وذلك حتى يتسني لها المشاركة باكبر عدد من اللاعبين في المناشط المختلفة ..
* علما بأن السودان شارك في اولمبياد ريودي جانيرو الاخيرة بثلاثة مناشط وهي السباحة والعاب القوى والجودو وخيب الآمال في الحصول على نتائج طيبة في هذه التظاهرة الكبرى وذلك في اعقاب المستوى المتواضع للمشاركة ولعل حسب اعتقادي يكمن هذا التواضع في عدة اسباب ابرزها ضعف الإعداد وتمثل مربط الفرس. حقيقة تلاحظ ان اعدلدنا للمشاركة لم يتناسب مع حجم ومقام المناسبة قياسا بجودة الاعداد ومعلوم ان المشاركة في مثل الاولمبياد تتطلب اعدادا نوعيا خاصا من الناحيه الفنية يختلف عن البطولات الاقليمية والقارية وتاجيل الاولمبياد الي 2021 فرصة كبيرة للسودان وللاتحادات الرياضية السعي والاجتهاد من اجل المشاركة في هذا المحفل من خلال تجويد والارتقاء بنوعية الاداء الي الافضل خاصة ان هنالك بعض الاتحادات الاولمبية لديها فرص للتاهل بعد المشاركة في بطولات افريقية والتي تاجلت ايضا بسبب الكورونا ..
* وسبق ان شارك السودان في الاولمبياد وحقق ميدالية فضية في العام 2008 من خلال لاعب العاب القوي اسماعيل احمد اسماعيل في سباق 800م حيث لم يسبق للسودان من قبل ان احرز ميدالية كهذه في اولمبياد بكين ..
* بصراحة وللاسف ان طموح اتحاداتنا الرياضية بعيد كل البعد عن التحليق والتواجد في هذا المحفل الرياضي الكبير وذلك لعدم وجود رؤية او استراتيجية واضحة الملامح من اجل الوصول الي هذه الغاية ودائما ما تعتمد اتحاداتنا على نظام الكوته في الوصول الى الاولمبياد وهذه الجزئية تعتبر احدى نقاط الضعف والخلل التي ظلت تعاني منها نظرة الاتحادات الرياضية تجاه هذا الحدث
* و في كثير من الاحيان تضع اتحاداتنا الامكانيات شماعة فشلنا في الاستمرار او التواجد في هذا المحفل الضخم ولكن اذا طورنا منافساتنا الداخلية بالتأكيد سيكون لنا شان افضل خارجيا بقليل من الجهد بامكاننا ان نساهم في تطوير رياضتنا …ونجد ان بعض الدول اقل امكانية من السودان ولكنها برزت بشكل سريع في هذه الساحة الرياضية..
*واحسب ان الاعداد للتأهيل الرقمي يبدأ بالجدية والعزيمة والاصرار والتطلع وحتى في الجانب الفني يتطلب التدريب المنتظم و لو في الاسبوع مرتين حسب الظروف.. وضعف الامكانيات بالاضافة لتجويد المنافسات الداخلية ومن ثم اقامة المعسكرات داخلية وخارجية باشراف مدربين اصحاب كفاءة وخبرة عاليتين..
* في اعتقادي ان بعض الاتحادات الرياضية عليها الاستطاعه علي تسيير نشاطها باقلة تكلفة واعداد لاعبين دون اللجوء الي الدولة حسب الاداريين القائمين على امر الاتحادات رأس مالية واصحاب نفوذ تم انتخابهم لدعم الاتحاد المعني ماديا ومن ثم يصبح للاعب نصيب الاسد من الدعم
* اللاعب في كل اتحاد تتم دعوته للمشاركة في بطولة داخلية اوخارجية قبل ايام قلائل من الانطلاقة ومطلوب منه احراز ميدالية دون اعداد بدني ونفسي وبذات الوضع مع القليل جدا من الاعداد مطلوب منه الاستعداد للمشاركة في اولمبياد وهو يعلم تماما انه لايستطيع المنافسة مع هذه الحشود ذات الخبرة العالية ولكن النخوة السودانية المعروفة تستدعي ان يشارك حتى اذا خسر المنافسة .
*الاتحادات الرياضية الاولمبية تعلم تماما التاريخ المحدد للاولمبياد القادمة عقب كل مشاركة اولمبية ومع ذلك تظل جالسة في هدوء وسكون حتى اعلان صافرة البداية للاولمبياد ومن ثم تبدا في اعداد اللاعبين بطريقة سهلة وبسيطة دون النظر للانجاز وفي الاخر يكون العذر الاقبح عدم دعم الدولة للرياضة وهو معروف لدى الكل .. اذن كان يجدر بنا البحث عن ألية اخري .
* نتمني ان ينظم لقاء تفاكري للرياضة من اجل وضع خارطة طريق تسهم في وضع استراتيجية تخدم تطوير الرياضة عقب انتهاء فترة الوباء الذي ضرب العالم كورونا ..ولا ننسى دور الدولة في تجهيز البنيات التحتية للرياضية باعتبارها هي الاساس في تقدم وتطور الرياضة ..