صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الشباب يهدي اللعب

1٬047

أفكار
محمد الجزولي
الشباب يهدي اللعب
مواجهة فريق كبير مثل الهلال تمثل هاجساً لأي فريق في القارة السمراء مهما كان مستواه فإن الهلال هو البعبع المخيف لكل المنافسين بعيداً عن الأسماء.
كل الفرق الإفريقية الكبيرة تجرعت كأس الهزيمة المر أمام الهلال، ولم يسلم أي فريق من ذلك بداية بالأهلي المصري والزمالك والترجي والوداد ومازيمبي والنجم وصنداونز.
لذلك فإن الشباب التنزاني استفاد من هذه الدروس القاسية وعمل على التهدئة قبل مواجهة السبت لأنه يدرك تماماً إنه يلعب أمام فريق له خبرة كبيرة في بطولات الكاف والتفوق عليه يحتاج لجهد كبير.
وهذا الخيار الأفضل للشباب لأنه اذا تحامق واستفز الهلال ما عليه إلا أن يلوم نفسه ويمكن أن يطيح به من دوري الأبطال في تنزانيا قبل أن يلعب لقاء الاياب في ام درمان.
دفع نساروا النيجيري والأهلي المصري والزمالك ثمن استفزاز الهلال وسقطوا جميعاً في ام درمان وارضهم لذلك فإن إدارة الشباب كانت واعية وتعاملت مع الهلال بكل احترام.
دعوة الجنرال حسن محمد صالح مسؤول العلاقات العامة بالهلال من قبل رئيس نادي الشباب ومشاهدته لمباراة الشباب وشوتينغ فإنها تدخل من باب تطليف الأجواء.
ومن ثم بادر التونسي نصر الدين النابي مدرب الشباب بالاتصال بالمهندس الفاضل التوم مساعد رئيس الهلال ليؤكد له احترام ناديه للهلال هذا يؤكد أنه لا يريد حرباً مع الهلال.
واعتقد ان النابي وراء هذا التهدئة التي قابل بها الشباب الهلال برغم الزخم الاعلامي الذي يسبق المباراة في تنزانيا وحشد الجماهير للمباراة.
فالهلال هو مركز الاشعاع والأحداث في القارة السمراء فإن مواجهته تمثل حياة أو موت للفريق التنزاني الذي يريد أن يصل إلى مرحلة المجموعات هذه المرة.
ما يقوم به الشباب التنزاني هو أشبه بالتنويم المغنطيسي من أجل الانقضاض في الملعب ولكن الهلال يدرك ذلك جيداً ولن ينوم في العسل.
اتوقع أن يجد الهلال استقبالاً غير مسبوق من نادي الشباب لأنه يريد أن تكون المعاملة بالمثل في ام درمان وهذا حسن نويا ولكن المهم ما يحدث في الملعب.
فالهلال الذي يعسكر بلوممباشي هذه الأيام يريد العودة بنتيجة إيجابية من دار السلام والشباب يستهدف تأمين تأهله للمجموعات من ارضه قبل التنقل إلى ام درمان وهنا بيت القصيد.
وبالرغم من ذلك فإن هذا مؤشر جيد سيجعل الفريقين ينصرفان إلى الاداء بعيداً عن التوترات وقد نشاهد مباراة قوية ومثيرة يقدم فيها اللاعبون كل فنون الكرة.
ليس من مصلحة الهلال التصعيد وإدارة ظهره لحسن النية التي أبداها الشباب ولكن الحذر يجب أن يكون من طاقم التحكيم الرواندي الذي قد يكون الأداة التي يعتمد عليها الشباب.
ليس أمام الهلال غير مبادلة الشباب الاحترام بالاحترام ويبقى التنافس الشريف في الملعب، وقبل ذلك فإن الحذر واجب لأن ما يقوم به الشباب هو نفس اساليب أندية شمال إفريقيا حيث تستقبلك بالورود والأحضان وتقتلك في الملعب بالحكام!
الشيئ المهم أن الهلال يملك خبرة التعامل مع هذه الظروف وعندما يصل غداً إلى دار السلام سنعرف أن ما قام به الشباب هو حسن نية أو ضحك على الدقون.
خلاصة القول: تبقت ثلاثة أيام فقط للمباراة وهذه فترة التركيز والهدوء.. وبما أن الشباب اختار التهدئة قبل المباراة فإن الهلال ليس له مصلحة في الخروج عن النص أو تعكير الأجواء.
وفي الختام.. إنه الهلال.. لون السماء وزرقة الماء.. والسلام.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد