صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

العليقي.. لشئ في نفس يعقوب يرون نَجَاحهُ (فَشَلاً)!!

119

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

العليقي.. لشئ في نفس يعقوب يرون نَجَاحهُ (فَشَلاً)!!

من مُميّزات الكتابة في صحيفة ورقية أو إلكترونية، مستقلة وحرة بمعنى الكلمة، غير تابعة للنادي أو السلطة، أو المعارضة أو الحزب أنك تكتب ما تراه، دون قُيُود من أحدٍ أو محاباة لأحدٍ، فأنت لا تنتظر درجة ممن تنشر عندهم المادة إن كنت معهم أو ضدهم، على هواهم أو على هوى غيرهم، هذا ليس طعناً في الذين يكتبون في صحف أو مواقع مملوكة لجهات رسمية تستوجب أن تدافع عن مالكيها أو الذين يمثلهم المنبر، فقد تستطيع أن تفصل، ولكن وإن نجحت في ذلك فإنّهم لا يحتملون منك ذلك، فهم في العادة يتضجّرون، وإن كنت على حياد فهم لا يريدون حيادك هذا، ويعتبرون حيادك خيانة لهم، لأنك تصرف راتبك من خزينتهم وبما أنهم يعتقدون أنّك تصرف راتبك منهم، وجب عليك أن تدافع عنهم وأن تقاتل من أجلهم، أو على الأقل أن لا تنتقدهم عندما يخفقون، وأن تلتزم الصمت أو أن تنتقدهم بلطفٍ وأدبٍ، إن شق عليك الصمت، رغم ان هذا أيضاً يغضبهم، ولكنهم يتجمّلون.. أنا عملت في صحف سياسية حكومية وصحف حزبية وفخورٌ بذلك، لأنني كنت انتقد أهل الدار في صحيفتهم وللأمانة لم أكن أجد منهم أي ضيق أو غضب، وإن جاء الضجر والحظر من جهات عليا. أمّا هم فأشهد إني وجدت منهم كل الدعم والسند مع اختلاف آرائنا ووجهات نظرنا وميولنا السياسية.
الاحترام المتبادل قادرٌ على أن يذهب أي علاقة، بما في ذلك علاقة العداء، عندما يقوم ما بينكم على احترام يبقى لا خوف من الانزلاق ولا خوف من الفجور.
ولكن أهل إدارات الأندية الرياضية لا يحتملون أن تنتقدهم في صحفهم، وإن تلطفت، ربما ذلك الاحتمال لا يتوفر إلا لمن رحم ربي. مع ذلك أثق في قُدرة كثير من الزملاء الذين يعملون في تلك الصحف على الاستقلالية وتقديم المصلحة العامة على الخاصة. والصحفي يعرف كيف يوصل رسالته مهما وجد من ضيق، ويعرف كذلك أن يمدح فيما يشبه الذم، وأن يذم فيما يشبه المدح والقارئ يفطن لذلك ويقرأ ما بين السطور. دعكم من السطور الرسالة القوية تأتي دائماً بين السطور.
على المستوى الشخصي، تجمعنا علاقة جيدة بالمهندس محمد إبراهيم العليقي نائب رئيس نادي الهلال، وثقتي ورهاني فيه كبير وهذا عن تجربة وخبرة، وقد احتكيت به في كثير من المواقف عن قُرب، عندما جمعني به بعض معسكرات الهلال الخارجية، ورأيت كيف يفكِّر ويخطِّط وكيف يعمل وكيف يدير، وشهادتي الشخصية فيه أنه ذكي وشاطر وأدري يمكن أن نقول عنه مُفتّح وشِفِت وما بتفوت عليه حاجة، وإنّ بصمته في الهلال لا ينكرها أحدٌ، وإنّ الرجل هو مستقبل العمل الإداري في الهلال ويملك أن يتجاوز من سبوقه إذا اكتسب خبرات أكثر، وإذا تحرّر من تأثير الذين حوله، وهذا في اعتقادي نقطة ضعفه الوحيدة، وبعضهم من أسباب إخفاقاته في بعض الملفات وإن كان يرى أنه يستعين في كل ملف بأهل الاختصاص الذين يثق فيهم، ونحن نختلف معه في ذلك، إذ نحسب أنّ البعض استفاد شخصياً بصورة فاحشة من الهلال والسوباط والعليقي كما حدث تماماً مع صلاح إدريس وجمال الوالي وأشرف الكاردينال.
العليقي يمكن أن ينقل الهلال لمكانة بعيدة إذا تجاوز بطانة المصلحة، مع ذلك إذا سألتني عن نسبة نجاحه في الهلال في هذه المرحلة لقلت بدون تردد 9 من 10، واضعاً في البال ظروف الحرب وحداثة تجربته في الهلال، ونسبة النجاح هنا تمثل العليقي وليس الهلال، علينا أن لا نخلط، لأنّ نجاح الهلال لن يتحقّق من خلال شخص واحد، نجاح الأندية الكبيرة يتحقّق من خلال المنظومة والمؤسسة والعليقي فردٌ في المنظومة وترسٌ في المؤسسة، والنجاحات التي تقوم على العمل الجماعي لا تنجح بقدرات أو إمكانيات الفرد، وإلا كان للهلال والمريخ أن ينجحا في فترة صلاح إدريس وجمال الوالي، وما فشل القمة وقتها في تحقيق ألقاب خارجية إلا لأنّ الأرباب والوالي نجاحاتهما في الهلال والمريخ نجاحات أفراد أو شخصية لا نجاح مؤسسات، لذلك على العليقي أن لا يهمل أنّ الهلال لن يحقق بطولة خارجية إلا عبر نجاح المنظومة كلها وعن طريق المؤسسة، مهما امتلك من قدرات، وفي الدنيا ليست هنالك تجربة تخلو من السلبيات، وهذه النسبة التي قد يراها البعض كبيرة على العليقي يمكن أن تصبح صفراً من عشرة أو على الشمال، إذا لم يصمد العليقي أمام التيار، وإذا انكسر أمام حملات النقد التي يمكن أن يتعرّض لها عند الفشل.. والنجاح دائماً يُقرن بالنهايات، فإن كانت نهاية العليقي في الهلال غير جيدة فلن نمنحه هذه النسبة التي منحناه له وهو في بداية المشوار مع الهلال.
نجاح العليقي في الهلال الآن يُحسب له ويعتبر نجاحاً شخصياً، لا نجاح مؤسسة وهذا ما يجب أن يلتفت إليه العليقي، نجاح المؤسسة لا نجاح الشخص.
النهاية السعيدة هي الفيصل، وليست هناك سعادة أكبر لجمهور الهلال واعلامه أعظم من أن يحقق الهلال لقب الأميرة السمراء.. فإن حقّق الهلال لقباً خارجياً، فلا شك أنّ النجاح سيشمل الجميع، وأنّ النسبة سوف ترتفع لتصبح عشرة من عشرة.
نحن في الإعلام، علاقتنا مع الجمهور يحسبها كثيرون أنها أس المشاكل في الرياضة، ويعتبر الإعلام هو الأزمة والمشكلة، وينسى هؤلاء أن الإعلام لا بد منه وأن نضح بالمساوئ والعيوب، إعلام ردئ وسيئ أفضل من لا إعلام، وأعتقد أننا مهما بلغنا من السُّوء، للقارئ الكريم القدرة على معرفة الطيب من الخبيث والصالح من الطالح، لذلك لا أخشى من أقلام السُّوء أو إعلام المصلحة، لأن القارئ أو الجمهور قادرٌ على التفريق، وهو الحكم، والسيئون لا يستطيعون أن يصمدوا كثيراً مهما كانت قوتهم وكثرتهم، فهم سينتهون إلى زوال.
إذا كان هنالك كثيرون يعتبروننا نُطبِّل ولا نقول الحقيقة ونجمِّل ما يقوم به الإداريون، فإنني عندما التقي بأي إداري لا أجده يحفظ عني إلا كلمة نقد كتبتها عنه، ينسى كل شئ إلا كلمة نقد كتبتها عنه قبل سنين، يظن بسببها أنك تظلمه وأنك تستهدفه، وحقيقة أنا يسعدني أن يحفظوا عني ذلك فهذا دورنا الذي يجب أن نقوم به، ولا نريد منهم أن يحفظوا لنا غير ما يجعلهم يألمون.
لذلك الإعلام هو في مرمى نيران القراء ومرمى نيران السلطة، فلا هؤلاء ولا هؤلاء براضين.
أحياناً كثيرة أجد من الإشارات ما توحي لنا بالدفاع عن شخصية معينة لأنه يتعرّض لحملة نقد ظالمة، ولأنهم يذبحونه على مواقع التواصل الاجتماعي بغير حقٍّ، وحقيقةً نحن لسنا معنيين بالدفاع عن الشخص حتى لو استهدف وليس هذا دورنا، نحن لسنا محامي دفاع، وكل من يضع نفسه في محل النقد عليه أن يحتمل ذلك، ونحن في الإعلام أحياناً نُهاجم ونُتهم باتهامات باطلة تصل لحد الاتهام بالخيانة والعَمالة ولا نقف عندها ولا نوليها اعتباراً، ولا ندافع حتى عن أنفسنا، رغم أننا يمكن أن نجعل رائحة الذي يدعي علينا ذلك «طير طير»، وهم عادة يقفون على أرض لا تحتملهم، ولكنني لا نمنحهم حتى أن تكون ريحتهم «طير طير»، فهم أقل من ذلك، وصبراً جميلاً والله المستعان على ما يقولون، كما أننا لا نحب أن نستغل أقلامنا ومنابرنا للدفاع عن أنفسنا، علينا أن نلتزم بالحياد في مثل هذه المواقف، وأن نجعل مواقفنا والأيام هي التي تدافع عنّا، لا أحب أن أدافع عن نفسي بقلمي، فهو يجب أن يكون همّه وهدفه أكبر، إلا إذا قصدوا اغتيال الشخصية وإخراج القلم من سياق الأمانة والوطنية لكي يفقدوه مصداقيته، وهذا أمرٌ يستوحب العودة.
كنت أقول لكل من يتعرّض لحملة ظالمة وتخرج مواقع التواصل عليه بدون بيِّنة، إن صناعة الشخصيات العامة ونجوميتها تمر بذلك المُنزلق.
الشخصية العامة أو النجم يجب أن لا يكون من زجاج أو ورق، يجب أن يحتمل الحملات الظالمة في ثبات ورضاءٍ، فإن كسرته حملات الاستهداف فهو لا يستحق أن يكون نجماً أو شخصية عامة، وإلا ما الفرق عندها بين الشخصيتين العامة والعادية، إذا كانت الشخصية العامة ضعيفة وتخاف النقد ولا تحتمله، فأولى لها أن تكون بين العامة بلا صيت وبلا ضجيج.
لا أعتقد أنّ هنالك نجماً في السودان مثل محمود عبد العزيز رحمة الله عليه تعرّض للنقد والهجوم والمصادرة والمحاربة والملاحقة من السلطة، حد أنه كان يُمنع من دخول التلفزيون والإذاعة ولا تبث أغنياته في المنابر العامة وحتى في المنابر الخاصة لا تستمع له إلا سراً، وكان يُمنع حتى من الحفلات الخاصة، ناهيك عن الحفلات العامة، وكان يجلد بغير جرم في الميادين العامة، مع ذلك فإن النجومية التي حققها الحوت لم يحققها كل الفنانين الذين جاءوا معه وبعده ووجدوا الدعم والمساندة من السلطة والإعلام والمجتمع بكافة طبقاته.
الكاريزما وهي سر القبول الذي يمنحه الله للبعض ولا تعرف مقوماته أو مسبباته، أعتقد أن محمود عبد العزيز اكتسبها من الصعاب التي واجهته، وليس من موهبته الكبيرة التي يتمتع بها (الكلام دا مهم ما بتلقوه في حتة تانية).
في هذه الحياة، كثير من الأحداث تصنع نجوماً بقصد أو بالصدفة يبقى من كانت نجوميته مستحقة وما دون ذلك يذهب كالزبد.
أنا لا أخشى على الناجحين وهم قادرون على النجاح في كل الظروف ومع كل الأحوال لأنهم أقوياء، أنا أخشى على الفاشلين لأنهم ضعفاء يستحقون الشفقة.
الشخص الناجح، النقد لا يوقفه ولا يحبطه ولا يجعله يتراجع، بل يزيده قوةً وعزيمةً وإصراراً.
الذين يقصدون أن يكسروك ويُحطِّموك، الرد القوي عليهم يكون بأن لا تنكسر وألا تحبط، الرد على هؤلاء لن يكون بالحجارة التي يرمونها عليك، لأنك إن فعلت ذلك فسوف يكونوا نجحوا في أن جعلوك مثلهم، وعلى الأقل سوف يكونوا نجحوا في أن يصرفوك عن هدفك السامي بمناوشاتهم.
أحياناً لا أتعاطف حتى مع من يتعرّض لحملات أدري أنها ظالمة ومُوجّهة، وأقول إذا كان ذلك الشخص شخصية قوية ومتزنة وحقيقية، فهو قادرٌ على تجاوز تلك المحن والصعاب، دُون مساعدة من أحد، فإن عجز عن ذلك فهو قد فشل وإن فشل فهو لا يستحق المكانة التي وصلها.
على العليقي أن يعلم أنّ ما يتعرّض له طبيعيٌّ، وإنّ الناجحين من الطبيعي أن يتعرّضوا للنقد والظلم والاستهداف، فأعداء النجاح أكبر من أنصاره.. إذا كان العليقي ناجحاً فعلاً فلن يهمّه هذا الذي يتعرّض له، وإن كنت أرى أنه لا يتعرّض لشئٍ مسيئ كما أشارت صحيفة النادي الزرقاء، بعد خروج الهلال، من الطبيعي أن يتعرّض العليقي للنقد وهو أمرٌ كان يتعرّض له صلاح إدريس والهلال في أوج عظمته. فإذا كان العليقي يتصدّر الموقف في انتصارات الهلال مدحاً وشكراً، فمن الطبيعي أن يتصدّر الموقف عند هزائم الهلال وإخفاقاته ذماً وقدحاً. وإذا كان في كل هدف يُسجِّله جان كلود أو كوليبالي يجد التقدير ويصفق له ولا يصفق لجان كلود أو كوليبالي، فإنه من الطبيعي أيضاً في كل خطأ أو هفوة يقع فيها ديوف أو الطيب بن زيتون أن يُنتقد ويُهاجم، هكذا هي قسمة الحياة، لن تحصل على العسل إلا بعد أن تتعرّض للدغات النحل. ولن تنال كل الثناء إذا كان يغضبك بعض النقد.
الدفاع عن الإداريين بواسطة الأقلام الصحفية واللجان المُوجّهة يضرّها ولا ينفعها، الإداري يجب أن تدافع عنه أعماله، إذا تعاقد الهلال مع لاعب كبير يمكن أن تتحول كل هذه الانتقادات في لحظة إلى ثناء وتقديرات.
ما أسهل التغلُّب على الانتقادات والحملات الجائرة على إداريي الأندية.
يمكن أن أدافع عن لاعب مثل أبوعشرين، ويمكن أن أدافع عن فلوران، لأنهما لا يملكان سبيلاً للرد، ولأنّ الحملات الجائرة يمكن أن تخرجهما من الهلال بغير حق وبلا تقدير كما حدث مع حسين الجريف وأطهر الطاهر، نحن مُلزمون بالدفاع عن من لا يملك وسيلة للدفاع، لكن لن ندافع عن الإداريين، فهم يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم، هم يملكون كل شئ إلا أقلامنا.. ننتقدهم عند الإخفاق ونشيد بهم عند الإحسان في حدود.
وبيني وبينكم عشان أكون أمين، العليقي يستحق ما يتعرّض له وأكثر، فقد كان أمام الهلال فرصة تاريخية لتحقيق اللقب إذا أضاف اسمين أو ثلاثة على مستوى عال في التسجيلات الماضية لكشوفات الفريق.
غير ذلك، هنالك تفاصيل صغيرة لا أريد أن أكتب عنها الآن، غير أنّ كل الذي يتعرّض له العليقي يستحقه، حتى وإن تعرّض للظلم، لأنّنا عند الإخفاق نفقد القدرة على أن نميز بين الباطل والحق، وتفتح الإخفاقات الباب لأصحاب الأجندة الخاصة أن يصفُّوا حساباتهم الخاصة ولهم ذلك، لأن الحسابات الخاصة والعامة يحدث فيها خلطٌ.
لذلك كل من يضع نفسه في هذا الموقع وإن كان ضحية فهو يستحق كل ما يجري له.

متاريس
الإعلام ليس عدوّاً لأحدٍ، فلا تجعله عدوّاً لك.
العليقي عليه أن يفتح حواراً مع الجمهور، الشخصية العامة إذا أرادت النجاح لا بد أن تكون شخصية جماهيرية، العليقي إذا أراد النجاح عليه أن يكون جماهيرياً.
بالجمهور تنجح وبالجمهور تحقق الحماية ـ الجمهور إذا كان معك فلن يستطيع الإعلام أن يهز صورتك أو ينال منك.
في الإعلام قد تظهر الأهواء والمصالح الخاصة، لكن الجمهور لا يريد غير رفعة الفريق وتحقيق البطولات، الجمهور لا يُريد شيئاً لنفسه، الجمهور يريد أن يرى الفريق في أبهى صورة.

ترس أخير: الذين لا يحسنون غير الصيد في المياه العكرة، سوف يسعون لإفساد العلاقة بين السوباط والعليقي، لأنهم إذا نجحوا في تعكير المياه سيخرجون بالصيد السَّـمين.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد