هلال وظلال
عبد المنعم هلال
الفارس جمال أبو عنجة “كيغان” رمز المريخ والوطن
ـ جمال أبو عنجة الملقب بـ”كيغان” هو أحد رموز الكرة السودانية وركن أساسي من أركان الرياضة الأمدرمانية وهو يحمل اسم أحد أشهر أحيائها ومن أفذاذ اللاعبين الذين حفروا أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ المريخ والكرة السودانية.
ـ عندما نتحدث عن جمال أبو عنجة نتحدث عن نجم أضاء سماء المريخ لاعباً ومدرباً وقاد الفريق للعديد من البطولات والمجد.
ـ قلما نجد لاعباً يمتاز بالغيرة على الفريق والحماس المشتعل كما كان جمال أبو عنجة فهو مثال في الإخلاص والولاء وكان “جمال” يرى في المريخ “كل جمال الدنيا”.
ـ جمال أبو عنجة لم يكن مجرد لاعب موهوب أو مدرب ناجح بل كان شخصاً متعدد المواهب قادراً على تطويع الحروف كما يطوع الكرة فقد تعاون معنا كاتباً في عدد من الصحف الرياضية من خلال عموده المميز “رسائل” الذي كان يعبر عن فكر ناضج ورؤية ثاقبة للأمور الرياضية والفنية وحتى التربوية “رسائل” لم يكن مجرد عمود رياضي بل كان منصة لنقل حكم وتجارب محملاً بإشارات وتلميحات تعبر عن القيم والأخلاق الرياضية وبأسلوبه الأدبي الرائع كان أبو عنجة يقدم نصائح للاعبين والمدربين يطرح أفكاراً مبتكرة ويشارك تجاربه الشخصية التي عاشها في عالم الكرة فقد كان له تأثير كبير على الجميع سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه بو عنجة عرف كيف يجمع بين اللعب الجميل والكتابة الراقية ليصبح نموذجاً يحتذى به في الوسط الرياضي.
ـ اليوم وبعدما جارت عليه الحياة وفقد شريكة حياته رحمها الله في ظل الحرب اللعينة علمت أن جمال أبو عنجة يعيش برفقة أطفاله في القاهرة بصمت وتعفف وكبرياء ومن المؤكد انه في حاجة ماسة إلى العون والدعم ولكن بطبيعته النبيلة وكرامته العالية لن يطلب هذا العون بنفسه وهنا يأتي دورنا كمجتمع رياضي ليس فقط كجماهير المريخ بل كجماهير الكرة السودانية عموماً في الوقوف معه ورد الجميل لرجل لم يبخل على المريخ والسودان بأي شيء.
ـ إلى رؤساء المريخ السابقين جمال الوالي، حازم مصطفى، وأبو جيبين، وإلى الرئيس الحالي عمر النمير هل تعلمون أن هذا النجم الكبير والفارس المغوار يعيش اليوم في وضع صعب ..؟ إن جمال أبو عنجة لم يعد يملك سوى ذكريات المجد وتاريخه المضيء ولكن هذا لا يكفي فالحياة تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي.
ـ أناشد ليس فقط قادة وجماهير المريخ بل أيضاً كل من يحمل في قلبه حباً للرياضة والوطن في مقدمتهم رموز الهلال مثل السوباط والعليقي والكاردينال فالرياضيون لا ينتمون إلى فريق بعينه بقدر ما ينتمون إلى الوطن جمال أبو عنجة ليس مجرد لاعب سابق للمريخ بل هو رمز وطني واعتباره قضية تهم الجميع أمر واجب.
ـ لا نريد أن نقول إن الوسط الرياضي يتجاهل أبنائه ويرميهم في غياهب النسيان بعد الاعتزال ولكننا بحاجة إلى مراجعة أنفسنا كرياضيين وإداريين من غير المعقول أن يمر أبطال الأمس الذين رفعوا اسم السودان عالياً بمواقف صعبة دون أن يجدوا من يمد لهم يد العون.
ـ جمال أبو عنجة رمز سوداني واثر باق مثل الطابية المقابلة النيل بأم درمان هو جزء من وجداننا الرياضي وعلينا جميعاً أن نتحرك لدعمه في هذه اللحظة العصيبة إنه يستحق الوفاء كما قدم كل العطاء والوفاء والإخلاص للمريخ وللوطن.
ظل أخير
إذا جاد إنسان بعمر لعزة
فحق علينا أن نكون أوفياءَ
وإن بذل المعروف في وقت شدة
فحق علينا أن نقيم له البناءَ
فلا خير فيمن جاحد الفضل والمكرمات
ولا فيمن يغفل عن رد الجميل والنعماء
أهل العطاء هم للخير منارة
وحقهم علينا أن نبقى أوفياءَ
فلن ننسى من بذل النفوسَ لأجلنا
ولن ننسى من سطر بحبه الضياء