من أسوار الملاعب
حسين جلال
الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية
لعبت الفوارق الفنية والمهارات الجماعية دوراً حاسماً في خسارة منتخبنا الوطني أمام المنتخب الجزائري بثلاثية قاسية، في أولى مبارياته بنهائيات كأس الأمم الإفريقية بالمغرب. وجاءت الخسارة نتيجة مباشرة للأخطاء التكتيكية للمدير الفني الغاني كواسي أبياه، وعلى رأسها اختياره أسلوب اللعب المفتوح والدفاع المتقدم، وهو نهج لا يتناسب مع الإمكانيات المتواضعة للاعبينا، إضافة إلى التهور غير المبرر من اللاعب صلاح عادل، الذي تسبب بطرده في تعقيد موقف المنتخب وزيادة معاناته بالنقص العددي.
النقص العددي، إلى جانب الفوارق الفردية والجماعية الكبيرة في صفوف المنتخب الجزائري، الذي يضم نخبة من المحترفين أصحاب الخبرات العالية، خلق تفوقاً ميدانياً واضحاً لصالح الجزائر، خاصة في ظل تشكيلة وأسلوب لعب لم يراعيا واقع قدرات منتخبنا.
وخلال مجريات المواجهة، ظهر خلل فني واضح في وسط الميدان، حيث جاء مردود الثلاثي صلاح عادل، عمار طيفور، وبوعاقلة دون المستوى، سواء من حيث الجاهزية البدنية أو الحضور الذهني، مع فشلهم في الافتكاك والضغط والبناء وصناعة اللعب. كما تراجع مستوى عيسى أخوان بصورة لافتة، وجاء مردوده سلبياً، إضافة إلى انخفاض مستوى روفا، ما أفقد المنتخب التوازن المطلوب.
في المقابل، أحكم المنتخب الجزائري سيطرته على إيقاع المباراة بفضل المهارات العالية لرياض محرز، عمورة، ومقداد بونجاح، سواء في الاستحواذ أو التوغل أو استغلال المساحات. وفشل أبياه في الحد من الخطورة الفردية والجماعية للاعبي الجزائر في وسط الميدان، لينجح محرز في تسجيل هدفين على مدار الشوطين، قبل أن يعزز المحترف إبراهيم أزاد النتيجة بالهدف الثالث قبل نهاية المباراة بعشر دقائق.
الهدف الجزائري المبكر منح المنافس أريحية وثباتاً تكتيكياً، في حين اختل توازن منتخبنا بصورة كبيرة، وظهرت أخطاء التمرير والاستلام، وتباعد الخطوط، وسقوط اللاعبين، والعجز عن كسب الكرات المشتركة في وسط الملعب.
ورغم امتلاك أبياه بدائل قادرة على إعادة التوازن، خاصة بعد طرد صلاح عادل، وتراجع مستوى بوعاقلة، وتوهان عمار طيفور، إلا أن تغييرات المدرب جاءت في معظمها هجومية. وبدلاً من تأمين الجوانب الدفاعية في ظل النقص العددي والانفتاح الجزائري، غامر أبياه بإقحام محمد عبد الرحمن، ياسر مزمل، والجزولي نوح، بدلاً عن عيسى، روفا، وبوعاقلة عبد الله.
وكان من الأجدى الدفع بولي الدين بديلاً عن أبو بكر عيسى، لإعادة التوازن الدفاعي والخروج بأقل الخسائر الممكنة، سواء بهزيمة بهدفين أو حتى هدف واحد.
على أي حال، خسر منتخبنا المباراة بفعل الفارق الكبير في الخبرات التراكمية، إذ يضم المنتخب الجزائري نجوماً بارزين في الدوريات الأوروبية والعربية، من أبرزهم الحارس زيدان، ابن الأسطورة زين الدين زيدان، إلى جانب عمورة، رياض محرز، إبراهيم أزاد، مقداد بونجاح، وعادل بولبينة.



