صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد
اللاعِـب من المريخ قَبل أن تسجِّلوه (عوِّقُـوه)
أيِّ لاعب انتقل من المريخ إلى الهلال (مصابٌ) حقّق نجاحاً لافتاَ لم يحققه لاعبون (شُداد ولضداد) ـ عبده الشيخ، حمودة بشير والشغيل، كلهم انتقلوا للهلال مصابين وحققوا نجاحات معه، لم يحققها غيرهم، لذلك أي لاعب ينتقل من الهلال إلى المريخ (مصابٌ) سوف يكون في ذلك خير وفرصة لعلاجه. لأن أي لاعب حتى لو كان لا يشكو من شئ، وكان زي الحصان برضو في حاجة للعلاج، لو لم يكن من (الإصابة)، فهو في حاجة للعلاج من (الوصافة)، أي لاعب بتحصل ليه نقلة حضارية عندما ينتقل من الوصيف للهلال، ممكن تحصل ليه (صدمة حضارية) عديل كدا، عادي، (فرق حضارات)، عشان كدا هو في حاجة، الناس تقعد معاه، وتحكي ليه شوية عن هلال الحركة الوطنية ونادي الخريجين الأوائل، وتعمل ليه تمهيد، لذلك أنا بقول ليهم لو انتقل لاعب من المريخ إلى الهلال وهو ما عندو أي إصابة ولا شد عضلي، أول حاجة تعملوها (عوِّقوه) عشان نضمن نجاحه، أو أفلقوه عشان تعالجوه ويكون في فترة للعلاج من (الإصابة) وفرصة للاستشفاء من (الوصافة)، ونقاهة من الوصيف، قبل أن ينزل تمارين مع الهلال.
إنتوا فاكرين التعافي من الوصافة حاجة ساهلة.
أذكر في عام 2009م وبعد أن خسر المريخ في استاده من فريق اتراكو الرواندي في نهائي سيكافا، أنّ هنالك مدافعاً في اتراكو اسمه (كاسروقا) تألق بصورة لافتة في المباراة ومنع الموية والنور عن لاعبي المريخ، وقد تعرض اللاعب لإصابة في رأسه أثناء المباراة، فلف على رأسه شريطاً أبيض، ميزه الشريط الأبيض على رأسه من بقية اللاعبين، وجعل الناس تتلفت إلى إمكانيات اللاعب، لذلك كان انتقاله للمريخ مطلباً جماهيرياً وقد نجح المريخ في ضمه لكشوفاته، لكن اللاعب لم يقدم أي شئ، حتى إنّ البعض قال عن كاسروقا إنه مثل (عربة الجاز) لو ما سخّنت ما بتدوِّر ولا بتفتح، وكنا بنقول ليهم اللاعب دا زي (الراديو) القديم لو ما ضربتوه ما بشتغل، عشان كدا كنا بنقول ليهم أفلقوه، واربطوا ليه رأسه، يمكن يتألق والماكينة تجيب قماش، لكن ما سمعوا كلامنا فغادر اللاعب سريعاً من المريخ بعد تجربة فاشلة.
عندما تعاقد الهلال مع كرشوم وهو النجم الأول في المنتخب في كل المباريات التي شارك فيها، قالوا عنه في المريخ تبخيساً إنه (كبير)، وقد حفا المريخ من الجرى وراءه من أجل التعاقد معه، وعندما فشلوا في ذلك قالوا (عجوز).
وعندما سعى الهلال وراء محمد المصطفى وهو الحارس الأفضل في الساحة، قالوا (مصاب)، وقد اجتهد المريخ وفعل كل شئ من أجل التعاقد معه فخاب مسعاهم، ونجح الهلال فاكتشفوا فجأةً أنّ اللاعب (مُصَـابٌ)!!
إذا سألوني عن اللاعب الذي يحتاجه الهلال حقيقة، سوف أقول بدون تردد هو مصطفى كرشوم، وهو لاعبٌ يفتقده دفاع الهلال، ولا أعتقد أنّ هنالك مدافعاً ولو كان محترفاً في قيمة كرشوم وهو عندي (المدافع السوبر)، وحديثي هنا فني لا يعنينا من ذلك غير مكسب الهلال، وإذا سألوني عن لاعب سوف يستفيد منه الهلال كثيراً سوف أقول بدون شك هو محمد المصطفى، فهو صفقة العمر، وإذا قيل لي ما هي أقوى صفقة ضمها الهلال سوف أقول هي بلا جدال صفقة مازن فضل، وإذا قيل لي من هو اللاعب الذي تتوقّع له أن يقلب الطاولة وأن يكون حديث جمهور الهلال في الفترة القادمة، سوف أقول هو بالتأكيد إسماعيل حسن.. ولكم أن تسألوني من بعد عن ذلك.
هؤلاء لاعبون شاهدتهم وتابعتهم، واستطيع أن أحكم عليهم بثقة، بل وأراهن عليهم، لم أشاهد ياسر الفاضل المنتقل للهلال من الأنيق الكسلاوي، لكن صديقي الإعلامي مجذوب عبد الحليم ابن القضارف حدثني عنه وجعلني أدخله ضمن رهاناتي، لأني أثق في الأخ مجذوب وفي خبراته العريضة وهو تاريخٌ هلالي يمشي على الأرض.
حدثني مجذوب عن ياسر الفاضل بهذه الكلمات التي أنقلها كما جاءت منه: (سعدت أمس بتسجيل اللاعب ياسر الفاضل وهو ظهير أيسر ممتاز، كان يلعب أولاً في الرابطة كوستي وكان فريق الرابطة يلعب بمجموعة القضارف، وحاول فريق الشرطة قيده ولكن اختلف معهم بسبب المال وانتقل للميرغني كسلا، هو مكسب كبير ويمتاز بيسارية قوية ودقيقة)، ثم أضاف مجذوب (ممتاز شديد، يعني أنا اتفرجت عليه كثيراً وسبحان الله منذ متابعتي له تمنيته في الهلال رغم أنه يلعب ظهيراً أيسر، إلا أنه كان هدّاف الرابطة).
الأخ مجذوب مرجعية رياضية وهلالي جميل، ظل يخدم القضارف ويغرس بذور حبها في الأرض، وهو مراسل الإذاعة السودانية من القضارف، وكلنا نحفظ لمراسلي الإذاعة، الخدمات الإعلامية الكبيرة التي كان يمدُّونا بها، خاصةً قبل ثورة الاتصالات وتفشي الخبر وعمومه.
أما الأجانب، فإنّ نجاحاتهم مقرونة بعوامل أخرى، أتمنى أن يوفرها الهلال، كذلك أتمنى أن يستمر كوليبالي وإيمي مع الهلال وأثق في مقدرات العليقي على الإقناع، العليقي بقنع ليك الحجر، أتمنى فقط أن لا يتعامل إعلام الهلال وجمهوره مع الأمر بانفعال، الحل يكمن في الهدوء والدبلوماسية والكياسة والمال، وكل هذه الأمور يمتلكها العليقي وهو قادرٌ على تسخيرها من أجل الهلال.. وإذا كان الموضوع لا يتعدّى تعديل العقد والتحفيز مادياً، فهو أمرٌ سهلٌ ومقدورٌ عليه، وهما يستحقان ذلك، ولا بد من إضافة قيمة مالية في عقد أي لاعب منهما، وهذا أمرٌ سوف يجعل كوليبالي وإيمي حاضرين مع الهلال في دار السلام ـ لا تفقدوا كوليبالي وإيمي وتوصلوا معهما لاتفاق يقضي بمواصلتهما مع الفريق مهما كلّف ذلك الهلال، لا نريد أن نخسر لاعباً بقيمة كوليبالي أو إيمي.
حكاية الهلال فريق كبير، وما في لاعب بلوي ضراع الهلال ـ كلام لا يخسر منه غير الهلال، كل اللعيبة في العالم عندما تُقدّم لهم عروض كبيرة ويصبحوا مرغوبين من أندية أخرى بحوافز مادية أكبر، يطالبون بتحسين عقودهم، واللاعب عقده بيعلى مع الطلب، فلا تفسدوا للهلال سياسته، ولا تجعلوا نادياً في قيمة الهلال يتعامل مع لاعبيه بردود الفعل ـ مطلوبٌ من مجلس الهلال أن يصل إلى صيغة ترضي كل الأطراف، أن تفقد لاعباً في قيمة إيمي أو كوليبالي ستخسر كثيراً.
علماً بأنّ التعاقد مع لاعبين بنفس القيمة الفنية لكوليبالي وإيمي سوف تكلف الهلال ملايين الدولارات، فلا تبخلوا عليهما بآلاف الدولارات.
اللاعب الذي يملك طموحاً ويريد أن يحسن من وضعه هذا من حقه، وأعتقد أن أي لاعب لديه ثقة في نفسه وإمكانياته كبيرة دائماً ينزع لمثل هذه التصرفات، هذا أمرٌ طبيعيٌّ، وأي لاعب تصله عقود يفترض أن يُحسّن عقده حتى يستمر مع الفريق.
هذه مقدمة وأنا أستهدف الحديث أو الكتابة عن محمد المصطفى هذا الحارس العجيب الذي انضم للكتيبة الزرقاء، وهو في اعتقادي من أعظم مكاسب الهلال على الإطلاق في السنوات الأخيرة.
عندما ينتقل لاعب من المريخ إلى الهلال، فإنّ المبرر عند إعلام المريخ، هو أنّ اللاعب (مصابٌ)، والإصابة لا تنقص من قيمة محمد المصطفى شيئاً، وحتى لا نظلم إعلام المريخ نقول إنّ إعلام الهلال فعلها أيضاً عندما انتقل محمد عبد الرحمن الغربال من الهلال للمريخ، فأشاع إعلام الهلال أنّ اللاعب مصابٌ، وأنّ المريخ لن يستفيد منه، ليأتي الغربال ويقدم موسماً خرافيّاً مع المريخ، يتوّج فيه هدافاً للدوري وهدافاً لبطولة العرب، وينتقل بعد ذلك للاحتراف في الجزائر وينجح هنالك ويعود اللاعب إلى بيته في صفقة كبيرة، ويواصل نجاحه مع الهلال والمنتخب ويصبح هو المهاجم الأول في البلاد، مع المنتخب والهلال.
فعل الغربال كل ذلك، ونحن في إعلام الهلال كنا نقول عنه إنّه (مصابٌ).
الإصابة لا تعني نهاية اللاعب، بل هي يمكن أن تكون بداية انطلاق له ـ كل الإصابات بعد التقدم الذي حدث في الطب أصبح أمر العلاج منها ممكناً وسريعاً، وإصابة محمد المصطفى لا تمنعه من العودة والتألق من جديد، خاصةً أنه خُضع للعلاج في قطر تحت رعاية طبية جيدة وإمكانيات متطورة، والهلال أصلاً لا يريد محمد المصطفى في الوقت الآني، هو حارسٌ للقادم، مع إمكانياته وقدرته على منافسة فريد في هذا الموسم، وقادر على أن يفرض وجوده، خاصةً وهو حارس المنتخب الأول ويفترض أن يساعده الهلال للعودة سريعاً إلى حراسة مرمى المنتخب.
أرجو أن يجتهد مجلس الهلال والجهاز الطبي على متابعة ملف المصابين، ليس من أجل الهلال فقط، بل من أجل المنتخب أيضاً، والمنتخب السوداني مُقبلٌ على مواجهة مهمة أمام السنغال في تصفيات الأمم الأفريقية لكأس العالم يوم 4 سبتمبر المقبل، أتمنى أن يكون الغربال جاهزاً لهذه المواجهة، أما محمد المصطفى، فنتمنى جاهزيته لنهائيات كأس الأمم
الأفريقية (الكان). واحسب أن إرنق أصبح جاهزاً للمشاركة مع المنتخب في بطولة الشان
ياسر مزمل ظهر في معسكر الهلال بدار السلام ويبدو أنه في حالة جيدة بعد التعافي، وننتظر عودة أحمد عصمت كنن، هذا اللاعب الذي ينتظر منه الكثير، كذلك مهمٌ أن نعرف موقف وإصابة مصعب كردمان.
إذا كنت تمتلك محترفاً أجنبياً جيداً يلعب في إحدى الخانات، عليك أن تعمل لتجهيز نظير وطني له، يلعب في نفس الخانة، لأنّ المحترف الأجنبي يبقى دائماً غير مضمون، ومشاكل الثلاثي خادم دياو وكوليبالي وإيمي تؤكد ذلك، لكن هذه المشاكل لا نريد أن نضخمها فهي تحدث في أغلب الأندية، والأهلي المصري دخل في مشاكل مع عدد من لاعبيه المحترفين، مثل وسام أبوعلي، بل ودخل مع بعض لاعبيه الوطنيين مثل أحمد عبد القادر الذي وصلت العلاقة بينه والأهلي إلى طريق مسدود، مع ذلك اللاعب مستمرٌ مع الأهلي، والمالي أليو ديانج رفض التمديد للأهلي وطالب بمليون وثمانمائة ألف دولار في الموسم، وهنالك نماذج كثيرة حدثت في الأهلي وحدثت في غيره، يمكن أن نعود إليها تفصيلاً، لذلك على الأهلة أن لا تزعجهم تلك الأزمات، والهلال يمتلك شخصية قادرة على حل كل هذه الأزمات بما يحقق مصلحة الفريق.
عموماً، يمكن القول إنّ أضخم صفقات وطنية انضمت للهلال بعد الغربال، هي صفقة كرشوم ومحمد المصطفى وهي من الصفقات التي تجعلنا نقول إنّ إدارة الهلال وصلت لدرجة كبيرة من الوعي الفني، كما يبدو واضحاً عليهم اكتسابهم للخبرات، خاصةً في ملف التسجيلات، لأن إدارة التسجيلات في الهلال في هذه الفترة كانت على أعلى مستوى.
بالتوفيق دائماً وأبداً إن شاء الله لهلال الملايين.
….
متاريس
سعدت إنِّي رأيت عماد الصيني في معسكر الهلال بدار السلام، هذا اللاعب إذا عرف الجهاز الفني كيف الاستفادة منه سوف يفيد الهلال كثيراً.
كذلك سعدت برؤية الموريتاني غاسوما فوفانا، وهو لاعب تكتيكي من الدرجة الأولى.
وعاد للمشاركة اللاعب الحاج ماديكي، أحد أفضل لاعبي الوسط في الهلال.
ملف الأجانب، سوف تكون الفرصة أمام الهلال حتى 31 أكتوبر المقبل لاختيار العناصر التي سوف تستمر مع الفريق، كما أنّ الوقت كافٍ لتجنيس العناصر التي تستحق الجنسية السودانية.
منتخبنا الوطني في مواجهة مصيرية اليوم وهو يواجه السنغال، لا نريد أن نضع المزيد من الضغوط.. دائماً يبدع المنتخب عندما لا يكون هنالك ضغطٌ إعلاميٌّ عليه.
ليس عندنا غير الدعاء لهم بالتوفيق والتأهل للمرحلة المقبلة إن شاء الله.
نتلاقى على انتصار إن شاء الله.
….
ترس أخير: ونقُــول يا رب.