صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اللبلاب والمنصب الخلاب

47

هلال وظلال
عبد المنعم هلال
اللبلاب والمنصب الخلاب

 

المتسلقون في الكراسي متحكرون
وعن الرحيل والتجديد متعذرون

هم في المناصب كالظلال ممددون
وعن العطاء والفلاح متخلفون

يرعون كل لجنة وهم فيها مكرسون
وعند كل انتخاب هم المرشحون

لا يعرفون سوى التمسك والتشبث
كأن الكرسي عندهم قدر محتوم ..!

ـ هواة المناصب يشبهون نبات اللبلاب يتسلقون على أكتاف غيرهم للوصول إلى القمة لا يهمهم الكفاءة ولا العطاء بل المهم أن يكونوا في الصورة وأن يحتكروا المناصب حتى آخر رمق يتنقلون بين اللجان والمجالس ولا يرون أي لجنة ناجحة إلا إذا كانوا هم على رأسها بل لا يتورعون عن انتقاد أي كيان لا يضمهم وكأنهم وحدهم الممسكون بمفاتيح النجاح والفشل.
ـ لا يختلف المشهد في الوسط الرياضي عن غيره من المجالات حيث نجد بعض الأشخاص يحتكرون المناصب لسنوات طويلة وكأنها أملاك خاصة وليست مسؤوليات تتطلب التجديد والتغيير هؤلاء يتحولون إلى لبلاب رياضي يتسلقون على أسوار الاتحادات والأندية ويتمسكون بالكراسي بكل ما أوتوا من قوة حتى لو كان بقاؤهم عقبة أمام التطوير والتغيير.
ـ مع اللبلاب الرياضي وهواة المناصب أصبحت الاتحادات بلا تغيير ولأندية بلا تطور لنجد الاتحادات الرياضية عندنا تدار بنفس الوجوه لعقود،ط رغم الإخفاقات والتراجع والمسؤولون أنفسهم يتنقلون بين اتحاد وآخر وبين لجنة وأخرى وكأن الرياضة لم تنجب غيرهم والنتيجة تخبط إداري وصراعات داخلية ومشاريع متعثرة ..!
ـ في الأندية الرياضية يحدث الأمر نفسه حيث يتمسك بعض الإداريين بالمناصب حتى وإن كان النادي يعاني من مشاكل مالية وفنية وهؤلاء لا يرون في المنصب تكليفاً بل امتيازاً لذلك لا يتقبلون النقد ولا يسمحون بدخول وجوه جديدة يمكن أن تقدم أفكاراً مختلفة.
ـ عندما يصبح المنصب أهم من المصلحة العامة نجد في بعض رؤساء الاتحادات والأندية استمروا في مناصبهم لسنوات دون تحقيق أي إنجاز يذكر ومع ذلك يرفضون التنحي ويلجؤون إلى أساليب ملتوية للبقاء من شراء الولاءات وتعديل اللوائح وإقصاء المنافسين بدلاً من أن يتركوا الفرصة لدماء جديدة والأمر لا يقتصر على الإداريين فقط بل يمتد إلى بعض المدربين الذين يبقون في مواقعهم رغم الفشل وبعض اللاعبين الذين يفرضون أنفسهم على التشكيلة بحكم العلاقات وليس المستوى الفني.
ـ عندما تهيمن عقلية التمسك بالمناصب على الوسط الرياضي فإن الخاسر الأكبر هو الجماهير التي تطمح لرؤية أندية ومنتخبات قوية لكنها تصطدم بإدارات لا تهتم إلا بالمصالح الشخصية.
ـ إنها عقلية الاستحواذ والتمكين حيث يتحول العمل العام إلى مجال للتربح وتحقيق المصالح الشخصية بدلاً من أن يكون وسيلة لخدمة المجتمع والمؤسف أن هؤلاء المتشبثين بالكراسي لا يكتفون بالمنصب بل يحيطون أنفسهم بجوقة من المنتفعين والمطبلين ممن يزينون لهم البقاء والاستمرار حتى لو كان وجودهم سبباً في تعطيل التقدم والابتكار.
ـ إن تمسك هؤلاء بالمناصب إلى ما لا نهاية يفقد المجالس واللجان فعاليتها ويجعلها تدور في حلقة مفرغة حيث يتكرر الأشخاص وتتكرر الأفكار فيما يبقى التغيير بعيد المنال ولو كان هؤلاء يملكون الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية لتركوا المجال لدماء جديدة تضخ الحيوية في العمل العام بدلًا من أن يبقوا جاثمين على صدره بلا فائدة.
ـ لا بد من الشفافية وتداول المناصب إذا أردنا رياضة ناجحة وعلينا فرض مبدأ التغيير والتداول السلمي للمناصب ولا بد من لوائح تمنع بقاء أي شخص في منصبه لأكثر من دورتين وأن تفتح الأبواب أمام الكفاءات الشابة حتى لا تظل الرياضة رهينة للمصالح الضيقة.

ظل أخير:
الرياضة تحتاج إلى روح تنافسية حقيقية في الملعب وفي الإدارات ..!
من لبس الطاقية يتحمل المسؤولية ..!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد