صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

اللهم اصلح حال الأمة

440
قلم في الساحة
مأمون أبوشيبة
اللهم اصلح حال الأمة
* نحن إعلاميون مختصون بالشأن الرياضي في البلاد.. ولكن لا بأس من التطرق
لأحداث البلاد السياسية.. فعدم الاستقرار السياسي في البلاد ينعكس سلباً
على الاستقرار الرياضي.
* لسنا بصدد سرد مجريات الأحداث السياسية البالغة التعقيد في السودان فالجميع يتابعها بدقة من خلال الميديا الاسفيرية والقنوات الفضائية العالمية وكل يكون فكرته عما يحدث في بلادنا حسب فهمه..
* كانت بلادنا على حافة الانهيار التام في كل الجوانب الاقتصادية
والأمنية والسياسية والاجتماعية والرياضية.. من جراء تداعيات انقلاب 25 أكتوبر.. الذي وقع بتقديرات خاطئة غير مدروسة ليفرز انعكاسات مأساوية ومهددات خطيرة كانت ستقود للانهيار التام للوطن.
* مشكلة هذا الوطن التركيبة الاجتماعية والاثنية المعقدة والعقليات المتنافرة والعقول الأنانية المتزمتة التي تربت على تحقيق مصالحها الشخصية والجهوية والقبلية
وتقديمها على مصلحة الوطن والأمة.. إضافة إلى التركيبة الاجرامية لبعض الفئات فاقدة الدين والأخلاق والخصال الانسانية والتي تحاول الوصول إلى أهدافها بأي وسيلة وعلى رأسها قتل النفس التي حرم الله..
* الاتفاق السياسي الذي حدث أمس قد يجنب البلاد من السقوط في هاوية الانهيار الاقتصادي الكامل من جراء العزلة الاقتصادية العالمية والعقوبات الدولية على المؤسسات السودانية العسكرية والعديد من التنظيمات والأفراد
والتي كانت وشيكة الإعلان وكانت ستكون لها مآلات كارثية..
* هذا الاتفاق لم يجد القبول في الشارع السوداني وتجمع المهنيين والمقاومة الشبابية العريضة وقوى الحرية والتغيير المركزية المناهضة للانقلاب على الوثيقة الدستورية والمطالبة بفض الشراكة بين العسكر والمدنيين.. ومحاسبة الانقلابيين وتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء.. وقد قررت هذه الجبهة الاستمرار في المظاهرات حتى تنفذ مطالبها..
* المكونات الشعبية العريضة كما هو واضح أعلنت الطلاق بالثلاثة مع المكون العسكري..  وحدث هذا بسبب الحماقة والأخطاء الفادحة للقوات الأمنية، أياً كانت، باستخدام الرصاص لقمع التظاهرات مما أدي لمقتل 41 متظاهراً منذ 25
أكتوبر وحتى اليوم وإصابة العشرات بل المئات..
* محاولة فرض الأنظمة أو أي قرارات سياسية بقوة الرصاص افتقار للحكمة وحماقة خطيرة تعقد المشهد السياسي وتأجج نيران العداء والكراهية.. ولاحظوا في تونس عندما اقتحم آلاف المتظاهرين محيط مبنى البرلمان التونسي لم يتم اطلاق قذيفة بمبان واحدة ناهيك عن رصاصة..
* وكذلك في العراق عندما تعدى المحتجون على نتائج الانتخابات البرلمانية على أطواق الشرطة وأمطروها ببوابل من الحجارة والمقذوفات اكتفت الشرطة لحماية أفرادها بالخوذات والدروع اليدوية ولم تنطلق رصاصة واحدة رغم ما تعرض له بعض رجال الشرطة من اصابات..
* القتل الأهوج للمتظاهرين قطع شعرة معاوية بين الشارع والمكون العسكري
ووضح إن الجهات الأمنية لم تتعظ مما فعلته أجهزة أمن البشير سابقاً من قتل وتعذيب وحشي  وتنكيل بمعارضي الإنقاذ السلميين مما هوى بنظام البشير بكل ترسانته وفصائله العسكرية الضخمة.. وتسبب قتل المتظاهرين السلميين
مؤخراً في رفض نفس القوى التي اسقطت نظام الإنقاذ للاتفاق السياسي الذي تم توقيعه أمس..
* عموماً اتفاق أمس قد يجنب السودان مخاطر العزلة الاقتصادية العالمية.. ولكن ستبقى الأزمة في الداخل بين الشارع والسلطة مستمرة.. وينبغي على المسئولين توخي الحكمة في التعامل مع الشارع والحرص على أقصى درجات ضبط
النفس بعدم اعتقال أي شخص من القوى المعارضة وعدم اطلاق أي رصاصة وترك أي
موكب وتظاهر يتحرك من دون أي تصدي وقمع.. فالمواكب لا تعض ويمكن تحملها والاكتفاء بحماية المؤسسات بالأطواق الشرطية.. وعلى المتظاهرين أنفسهم توخي السلمية الكاملة وتجنب الاحتكاك مع أي قوة شرطية مرابطة..
* وعلى المكون العسكري في السلطة عدم الاستهانة بالشارع او احتقاره أو التفكير في قمعه بالقوة.. فالمطلوب الاستماع الى صوته والاتجاه لاتخاذ أي
قرارات ترضي وتهدئ ثورة الشارع وان تطلب ذلك الاستقالة.. وأي تصرف غير ذلك سيزيد ويؤجج الأزمة ويقود إلى ما لا يحمد عقباه..
* إياكم وإياكم وإياكم من إراقة دم جديد مهما كانت حدة التظاهر وهيجان الشارع فاراقة اي دم جديد امام الأنفاس الحارة قد يقود الي كارثة تفضي لنهاية هذا الوطن.. وهذه نصيحة نقولها لوجه الله.
* ونصيحة للشارع الغاضب بعدم تخوين حمدوك فالرجل وطني صميم وربما استشعر خطرا كبيرا على البلاد وسط هذه الغابة الهوجاء المكتظة بالوحوش والفلول فلجا الي طريق الخروج الصعب المتاح.. وتخوينه سيلبي  رغبات ومخططات الوحوش والفلول المتربصة بالوطن ليتم حرق كرت احد ابطال الثورة فلا تبتلعوا الطعم وغدا قد تستبين الأمور وما خفي علي الناس.. لا تتعجلوا الأحكام وخذوا حكمة العبد الصالح من سورة الكهف..
* الوطن أمانة في اعناقكم.. وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أمام الله.. فاتقوا الله وتوخوا خصال الايمان والدين الحنيف ومكارم الأخلاق حيثما كنتم.. وانما الأمم الأخلاق فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
* نسأل الله أن يهدي الجميع إلى جادة الطريق ويحفظ البلاد والعباد.
قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
  1. محمد الوسيلة محمد يقول

    قد لا يعجب الكثيرين كلام ابوشيبة لكن اعتقد كلام عين العقل وبه شي من المنطق ، صحيح ان العسكر قد ارتكبوا حماقات غير مبررة ، ولكن نحن الأن امام فترة انتقالية يجب على الجميع الصبر وتحمل تبعاتها وان يرتب الجميع صفوفهم ويستعدوا للانتخابات حتى لا يعطوا الفرصة للكيزان للظهور مرة أخرى اكيد الكيزان مرتبين صفوفهم ولديهم الامكانيات المادية التي نهبوها من الشعب ويمكنهم شراء الذمم في الانتخابات على الجميع ان بضعوا ذلك في حساباتهم .

  2. د/ محمد سعيد الفكي يقول

    لك التحية والتقدير أستاذ مأمون أبو شيبة، على هذا المقال الرائع الذي ينضح حكمةً ويتلألأ نصيحةً خالصة، ونسأل الله أن يصلح حال البلاد والعباد، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن يقمح أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية الذين أوردوا بلادنا موارد الهلاك، وجعلوها ذيلاً في الأمم والدول، بعدما كنّا رأس الرمح، بكفاءاتنا المهنية والعلمية ومقدراتنا الاقتصادية الهائلة التي لا يُحصيها عادّ.
    وصلّى الله وسلّم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد