زووم
أبو عاقلة اماسا
المتشنجون يمتنعون..!
* تمارس الرياضة في كل بقاع العالم كضرب من ضروب الترفيه والإستمتاع، والقائمون على أمر إدارتها إجتهدوا كثيراً على مدى قرن من الزمان في تعديل قوانينها ومضاعفة أوجه الجمال والجذب، لذلك تنامى جمورها، واكتسحت كرة القدم مثلاً قائمة الأنشطة الأعلى مشاهدة في تأريخ البشر، إذ أن الجمهور الذي يتابع الدوري الممتاز الانجليزي والليغا الإسبانية حول العالم يقدر بالمليارات، تزيد وتتضاعف عندما تجتمع المنتخبات في كأس العالم مثلاً، فأصبحت المستديرة الساحرة لغة أولى تتعامل بها الأمم على مختلف ألسنتها وسحناتها.
* إذا كانت كل شعوب العالم تمارس الرياضة كما نمارسها نحن لما أصبحت سفارة ولا كانت كرة القدم إمبراطورية هي الأغنى في العالم، ولما شهدنا الشغف بها يوحد البشر، ولما كنا جزءً من الأجواء الرائعة في الملاعب ولا كانت (الروح الرياضية) مضرباً للأمثال في السلوك الجيد ورمزاً لقيم السلام..
* حقيقة أفكر كثيراً في طريقة تعامل البعض عندنا مع القضايا الرياضية، وأبلغ مدى الحيرة والإندهاش من كم العنف اللفظي الذي يسيطر على لغة الرياضيين عندنا تتعدى المعقول أحياناً وتحيل ساحاتنا إلى عراك مأساوي يعقد الممارسة ويجعلها شيئاً في غاية التعقيد بدلاً عن أنها نشاط سهل وتلقائي يقوم على الصلات الطيبة والمحبة والإحترام والمصداقية.. فلاعب كرة القدم مثلاً ما لم يبلغ مستوى يشعر فيه بقمة المتعة عندما يداعب الجلد المنفوخ.. لن يبدع ويمتع غيره.. وكذلك يؤدي الإداري دوره بكل حب وإخلاص حتى يصل إلى مرحلة الرضا، والصحفي والمدرب.. حتى الفتيان الصغار جامعي الكرات لابد أن يؤدوا دورهم بحب.. ولكن.. الشاهد على واقعنا، وبناءً على ما سبق أننا بعيدون كل البعد عن هذا، لذلك تصل أزماتنا إلى طريق مسدود، وتصعب الحلول في المدى القريب، ويتعمد الناس أن يتوغلوا في التعقيدات في وقت نرى فيه الحلول متاحة وفي متناول الجميع.
* في أزمة المريخ الإدارية يتعقد المشهد لأن الجميع لا يعيش حالة من يمارس الرياضة، والبعض منا يعتقد أنه يخوض حرب كرامة لا تنقصها الشراسة ضد الآخرين، وبعضنا يتناسى أنه في مجال رحب إسمه الرياضة، فيخلق لنفسه عالم يقوم على الإشتباكات، ما أن يفرغ من إشتباك إلا يشرع في آخر بصورة أشرس.
* في المريخ مثلاً.. عدة جزر بشرية معزولة عن بعضها البعض، ولا يكاد أحدهم يعترف بالآخر.. ويبدو المجتمع كله بمتعلميه والأميين وأنصاف المتعلمين، كلهم نرى أنهم يشكلون حلقة كبيرة ويقيمون حفلاً للفوضى، الجاهل يتقمص دور المتعلم والمتعلم يتجهل ويمتطي البغل وأنصاف المتعلمين يسيطرون على كل شيء ويوجهون بوصلة السفينة نحو المجهول.
* نعم.. سفينة المريخ تبحر نحو المجهول بسبب قيادة غير رشيدة، وجمهور غير واعٍ، ومعارك في غير معترك والكل يعبيء دواخله بالكراهية ضد الآخر.. رغم أن المكاسب موجودة والجانب الجميل موجود.
* النزاع المريخي حير الفيفا، ليس لأنها عاجزة عن تقديم الحلول لأزمات كرة القدم، ولكن لأنها ربما المرة الأولى التي تتعامل فيها مع خصوم ينتمون لمؤسسة واحدة وشعب واحد وكل منهم يخاول تضخيم المشكلة ولا يقدم أي نوع من الحلول التي تحترم الآخر.
* لا جمهور المريخ يثق في رئيس ناديه، ولا أعضاء المجلس المتشرذم يثقون فيه، ولا هو بطبعه يثق في أحد، ولا المعارضة قدمت تنازلات ولا المجلس نفسه يعمل بنمط متعارف عليه… أما الإعلام فهو درويش الحلقة بإمتياز… يمارس دور الراقص وقارع الطبل والنوبة.. وكلما زادت حدة الصراعات إرتفع الضجيج أكثر..
* الأزمة واضحة وحلولها متاحة وغير معقدة إذا تخلص الأفراد من العقد المستوطنة فيهم وعمل الجميع من أجل أن يجعلوا الرياضة مجالاً جاذباً، ومن المريخ عالم جميل كما يقولون.. فهو قول فقط لا يتبعه عمل، والحقيقة المرة التي يتهرب منها المريخاب أن مجتمعهم أصبح طارداً للحد البعيد، لكثرة الخلافات والمشاحنات فيما يستحق وما لا يستحق.
حواشي
* إذا دفعوا بلجنة تطبيع برئاسة جمال الوالي سيظهر بعض المعارضين من عدم وينتقدوا القرار… وبعضهم ينتظر إعلان حازم على رأس اللجنة حتى ينتفض ويعارض الخطوة، أما سوداكال.. فالجميع لايريدونه في المشهد المريخي…!!
* السؤال الموجه للبعض: ماذا تريدون؟
* كل العالم إتفق على تجاوز مثل هذه الخلافات بالديمقراطية والإنتخابات، ويسود بعدها رأي الأغلبية، وبناءً على النتيجة يتوحد الموقف ويدافع الجميع عن المخرجات.
* ما يحدث في المريخ أن هنالك رأي معارض لأي نتيجة لممارسة إنتخابية، وبإمكان عشرة أشخاص أن يقوضوا خيار أغلبية تزيد عن ١٠٠٠ شخص..
* سيندم الذين رفضوا قرارات لجنة الإنتخابات على الفرصة التي فوتوها..!
* أين المشكلة إذا استمر سوداكال رئيساً حتى الأول من أبريل ٢٠٢١؟… الإجابة من عندي أن المشكلة في سوداكال نفسه، بطبيعته المتناقضة خسر أقوى حلفاءه، وأجهز على وحدة مجلس، والأخطر الأخطر الذي لم يكتشفه الناس أنه خسر ثقة اللاعبين فيه بوعوده وعدم إيفاءه.
* سوداكال هو من صنع أزمة اللاعبين مطلقي السراح، هو سبب توقيع الرباعي للهلال ولا أحد يستطيع القول غير هذه الحقيقة، فلا أتاح الفرصة لغيره للجلوس مع اللاعبين لإقناعهم بالتمديد، ولا هو حسمهم في جلسة أو جلستين، بل إستدرجهم في جلسات (تحرق الروح) وما كان أمامهم إلا الذهاب للهلال.
* علي عبدالله أبوعشرين.. وأنا مسؤول من هذه الملومة، وطيلة مشواره الحافل مع النسور والأمير والشرطة والأمل كان أكبر مبلغ يتقاضاه (٢٠٠،٠٠٠) جنيه، مائتا ألف جنيه… وكانت الفرصة مواتية لإعادة تقييمه بعد التألق في البطولة العربية وحصوله على الممتاز.. ولكنه أهمل.. وسنحت له الفرصة ليعوض ذلك ففعل.. أين المشكلة؟
* قصور إداري من مجلس سوداكال إجتهد الوالي في تلافيه ولكن كان الوقت قد فات.
* بذات السلبية التي يمارسها البعض.. سيفوز سوداكال بدورة جديدة ويستمر رئيساً للمريخ لأربع سنوات قادمة.. فالمعارضة تركز على التصويب الطائش خارج الخشبات والرجل يمسك بالقلم…!!
* أزمة المريخ الإدارية حلولها متاحة ولكن المتشنجون يمتنعون..!
لقد اسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى… لله درك ايها الصحفي الأمين.. قدرك عالي قدرك يا مريخ الشعب لكن قدرك ومصيبتك اكبر حيث رمى بك بنوك في غيابة الجب وجاءت سيارة فاغرقتك في في غياهب الجب وتلك العصابة يقودها ديناصور بعاتي اشعث اغبر جاء ليختم باقي عمره بالقضاء على ما تبقى من أشلاء المريخ… الليلة ابوساطور المهاجم الهجام وراعي الكرشة والفشافيش في الطريق زادهم تخريمات تائه الحروف والمختصم بطبيعة الحال ومحارب الطواحين…. استاذ ابوعاقلة شكرا للسرد الفخيم ومفردات العشق في دروب الرياضة التي شغفت المليارات من سكان الأرض إلا عندنا في السودان سواطير وفشفاش وتقنين أموال الكيزان التي تتم بعزقتها بدون ترتيب ويا بخت المتعافن الذي اغدق عليه جمهور المدعوم وكنكش فيهو بكل قوة ومثل له حماية وساتر من هجمة التمكين ورب رب واتربربي.
ابو المستعار البلولي. مت بغيظك. وتذكر قول الشاعر لله در الحسد مااعدله بدأ بصاحبه فقتله.
ابو المستعار البلوي صدق الاستاذ اماسا حين وصفكم بالمجتمع المشحون بالبغض والكراهية. راجع كتاباتك واستغفر ربك.