العمود الحر
عبدالعزيز المازري
المحترفون يلوّحون بالرحيل… ودوري النخبة يُشعل الفتيل!
### **أسامة عطا المنان… قرارك في مرمى النيران!**
عندما نكتب عن أسامة عطا المنان، فنحن لا نتحدث عن شخصية عادية في الساحة الرياضية، بل عن رجل نافذ ومؤثر داخل الاتحاد السوداني لكرة القدم. رجل يُشكر أحيانًا… ويُستنكر كثيرًا!
لا خلاف على اجتهاده وحضوره الدائم، لكن هل الاجتهاد وحده يكفي؟ وهل تُدار كرة القدم في بلدٍ تمزقه الحرب بقرارات فردية ومباغتة؟!
### **قرار ارتجالي… بلا ضمانات**
في لحظة وطنية حرجة، أعلن نائب رئيس الاتحاد، أسامة عطا المنان، عن إقامة “دوري النخبة” في القضارف وكسلا، دون مشاورات مسبقة مع الأندية أو طرح رؤية واضحة.
وكما ورد في بعض المنصات والوسائط الإعلامية، فإن السلطات المحلية بالقضارف رحبت من حيث المبدأ بالاستضافة من الجانب الأمني، لكنها اعتذرت رسميًا عن توفير الإعاشة والإقامة، وأكدت عجزها المالي عن تغطية التكاليف. أما الاتحاد المحلي، فصرّح بعدم توفر الإمكانيات، بينما الاتحاد العام ذاته لم يعلن عن التكفّل بالمنصرفات.
وهنا يُطرح السؤال: هل سيتولى الاتحاد تغطية هذه التكاليف؟ وهل تم التنسيق مع الجهات ذات الصلة لضمان توفير كل مستلزمات النجاح؟ أم أننا أمام قرار حُسم بشكل أحادي دون ترتيبات حقيقية؟!
### **الهلال والمريخ… في فوهة المدفع**
تحفّظت أندية القمة على المشاركة، وطرح بعضها بدائل، لكن الاتحاد بدا مصرًا. المريخ بدأ خطوات العودة للسودان، فيما لم يصدر الهلال ردًا رسميًا حتى الآن.
في الظروف العادية، اللعب داخل السودان يُعتبر ميزة، لكن البلاد لا تعيش وضعًا طبيعيًا. معظم محترفي الهلال والمريخ – وعددهم يفوق 23 لاعبًا – أبدوا تحفظًا على العودة، وبعض عقودهم تتضمن بنودًا تمنع السفر لمناطق النزاع.
وهذا ليس تحذيرًا نظريًا؛ فقد خسر الهلال لاعبين مثل **جارجو** و**إيمورو**، بعد أن فسخت الفيفا عقودهما عقب مغادرة البعثة في يونيو 2023. فماذا لو وقعت أحداث أمنية جديدة؟ من يتحمل العواقب؟!
ستخسر القمة كثيرًا، وخاصة أن بعض لاعبي الهلال يُعتبرون أهدافًا للأندية الخارجية، وربما تستغل هذه الظروف للظفر بهم عن طريق فسخ العقود. فهل فطن الاتحاد لحجم الخسائر التي ستتكبدها الأندية في حال إصراره على قيام الدوري بهذا الشكل؟!
### **دوري أم مغامرة؟**
الأمر لا يخص الهلال والمريخ فقط، بل يشمل أندية من ولايات أخرى تعاني من ضعف الموارد. فهل تكفّل الاتحاد بنقلها، أو تأمينها، أو توفير الحد الأدنى من متطلبات المشاركة؟!
فكيف يُقام دوري دون ممول؟!
### **فرصة ضائعة في مهب الريح**
ورد أن الهلال والمريخ عرضا دعم سفر الأندية من كسلا إلى أسمرا لتوفير بيئة آمنة، لكن المقترح أُجهض، كغيره من الحلول المنطقية في هذا البلد المنكوب!
### **نعم للدوري… لا للفوضى**
نحن مع قيام الدوري، متى توفرت الضوابط، وسُيّج بالأمان والعدالة. نريده أن يُقام داخل السودان، لكن لا نريده ديكورًا يُخفي الفوضى، أو غطاءً لقرارات فردية ومخاطر تهدد وجود الأندية إفريقيًا.
### **كلمة حرة أخيرة**
لسنا ضد كرة القدم، بل نريد دوريًا يُعيد الحياة لا أن يفتح أبواب النزيف. نرفض قرارات تُدار بعقلية “خبط لصق”، ونريد اتحادًا يحكمه المنطق لا مزاج الأفراد.
**”حين يُدار الدوري بالهوى… فانتظروا الكارثة!”**