كرات عكسية
محمد كامل سعيد
المزوراتية والدفاع المستمت عن التزوير..!!
*مدخل اول:*
# اجريت حوارا – قبل سنوات – مع النجم السوداني المتالق الكابتن “عمر النور”، الذي دافع عن شعار الزمالك المصري لسنوات طويلة، واستطاع كتابة اسمه باحرف من نور في سجلات القلعة البيضاء، بعد ما قاد مدرسة الفن والهندسة، وساهم في تحقيق العديد من الانجازات، وقاد الفرقة البيضاء لاحراز القاب متنوعة “قارية ومحلية”..
# الحوار كان شاملا ومتنوعا، تناولنا فيه فترة النجم ومراحله التي مر بها بصفوف الزمالك.. الى جانب ابرز الملامح الكروية في حياته.. واختتمناه برؤيته الخاصة لواقع الكرة السودانية، والطريق المناسب لها للخروج من دائرة التراجع الحالية..
# تحدث الكابتن “عمر النور”، في ذلك الحوار، حديث العارف بكل تفاصيل الكرة في مصر والسودان، وكانت رؤيته واضحة لافضل الاساليب المتعلقة بالكرة السودانية، واشار الى ان اشكاليتنا في كرة القدم تعتبر ادارية وليست فنية، اذ يرى النجم الكبير ان عنوان تراجعنا يرتبط اساسا للهرجلة الادارية، التي كانت ولا تزال تضم في تكوينها عدد من “الدخلاء”، الذين لا علم لهم ولا دراية، بالامور الادارية..!!
# طالب كابتن “عمر النور” بضرورة وجود اصحاب الشان الكروي في قيادة الكرة، ولو من باب انهم (اهل الوجعة)، الذين يعلمون بكل تفاصيلها، داخل الملعب وخارجه.. واشار عمر النور – المٌلقّب بـ(راقص الروك) – الى ضرورة الاهتمام بالناشئين، والعمل على تنمية مهاراتهم العالية، والسعي لتنشئتهم وتنمية مواهبهم بالصورة العلمية السليمة، حتى يكونوا نجوما في المستقبل القريب..!!
*مدخل مباشر:*
# يتفرد السودان، عن غيره من بلدان العالم، المواهب الفطرية في جميع المناشط الرياضية، سواء كانت العاب فردية او جماعية.. فالسباحة مثلا يتعلمها الصغار منذ نعومة اظافرهم بالمدن الموجودة جغرافيا على ضفاف النيل شماله وجنوبه، كما أن معظم الرياضات مثل العدو وغيره من مناشط العاب القوى يتوفر في بلادنا حيث تتعدد البئات والتي تساهم في للتنوع الذي بإمكانه، وبالقليل من الرعاية، صناعة عشرات بل مئات الابطال في الرياضات المختلفة.. وكذلك الامر يتعلق ببقية المناشط كالسلة والكرة الطائرة والتنس وغيرها من الألعاب الفردية أو الجماعية..!!
# واذا بحثنا عن ما يؤكد اهمية الرعاية للمواهب منذ الصغر، بالنسبة لنجوم الرياضة السودانية، فما علينا الا ان نتابع اولئك النجوم أصحاب الأصول السودانية، الذين تم تجنسيهم في العديد من الدول العربية، خاصة الخليجية.. حيث نتابع ـ بدون ذكر اسماء ـ الكثير من الابطال، الذين تكشف اسماءهم عن هويتهم.. وانهم لم يجدوا غير القليل من الرعاية عندما كانَوا في مرحلة الناشئين، وتحولوا الان الى ابطال يشار اليهم بالبنان..!!
# تذكرت قصص تألق نجومنا تلك وتابعتها وتحسرت على واقعنا الرياضي، خاصة كرة القدم، خاصة واننا نمتلك كل مقومات النجاح فيها، والريادة على جميع المستويات (القارية والاقليمية والعالمية).. لكن كما اشار الكابتن “عمر النور” تظل اشكاليتنا الاساسية تكمن في الادارة التي ـ كما قال ـ تضم في تكوينها الكثير من الدخلاء، الذين لا يقفهون اي شئ عن المنشط، فقط هم وجدوا الفرصة تتاح لهم، فجلسوا على كراسي القيادة في غفلة من الزمان..!!
# حاصرتني الحسرة من كل جانب، وانا اتابع تفاصيل الفضيحة الاخيرة المتعلقة بمنتخب الناشئين السوداني، وما كشفه والد احد اللاعبين عن ما يحدث في المعسكر الاخير الذي اقيم بمدينة القضارف، حيث تحدث الرجل عن فضائح يندي لها الجبين، وتناول وقائع قاتلة تحاصر اولئك اليفع، الذين لا يملكون غير مواهبهم التي قادتهم الى مكان يتم فيه اعدام المواهب، تحت اشراف مجموعة تخصصت في تدمير الكرة السودانية، تواجدوا في القيادة بعد وجلسوا على كراسيها في غفلة من الزمان، في تأكيد عملي لما قال الكابتن عمر النور..!!
# لا يوجد غذاء، ولا طبيب معالج، ولا اهتمام صحي يتعلق بنوع الوجبات، ولا نظام غذائي يحدد الجرعات التي يفترض ان يتناولها اولئك الصغار، وتصب في اتجاه مصلحتهم الصحية، وبطريقة علمية يستفيد منها الجسم، وتساعد على تقوية اللياقة البدنية باسلوب يتناسب مع اعمارهم الصغيرة..!!
# كشف والد اللاعب ـ الذي يقيم خارج السودان ـ بأن ابنه كان في ديار الغربة يتمتع بكل الوجبات الصحية، التي تسير في اتجاه تنمية جسده بالصورة المثالية السليمة، لكنه تفاجأ ان ابنه في السودان صار امام واقع مخلتف، ومأسي عميقة.. واشار الى ان لاعبي منتخب الناشئين يتناولون (العدس كوجبة اساسية)، بجانب “الشعيرية” في العشاء.. (يعني اللياقة بتجي بالشعيرية وبس.. ده فهم منو..؟! عرفتوووه)..؟!!
# على الفور، قام والد اللاعب بسحب ابنه، وتقدم بشكوى رسمية للاتحاد، ناشد خلالها وزارة الشباب والرياضة، وطالبها بالتدخل لحسم تلك الفوضى التي يتولاها ويشرف عليها اتحاد الكرة السوداني، بقيادة المدعو “اسامة عطا المنان” وبقية الكومبارس، الذين لا يفقهون اي شئ عن تفاصيل مرحلة فئة الناشئين، ومتطلباتها.. وبالتالي فان اي شكوى، لا ولن تحسمهم، او تغير افكارهم السطيحة الرجعية..!!
# ان ما حدث – خلال الساعات القليلة الماضية – بخصوص الكوارث التي تم اكتشافها في معسكر منتخب الناشئين، تعتبر من الاشياء الطبيعية، بل وانها تظل امتدادا منطقيا لبقية الفضائح التي اعتدنا عليها في عهد هذه المجموعة الظالمة البائسة المدمرة، والتي لم تترك شيئا لغيرها من السوء، الا واقدمت عليه، وسبقت الجميع فيه، وكان حصاد كرتنا السودانية المزيد من الانهيار والترجع والتواضع.. ويا ما في الجراب يا حاوي.. لان الايام حلبى بالكثير من المأسي والفضائح التي ستظهر تباعا في قادم الساعات..!!
# لم ولن يتوقف قادة الدمار عن كل ما علاقة بالخراب، فبعد ما تابعناهم بالامس يمارسون (التزوير في اعمار اللاعبين بمنتخب الناشئين)، ومنتخب الشباب، ها هي الايام تكشف عن امور أخرى، اشد قبحا وايلاما من تلك الفضائح السابقة.. نقول ذلك، ونعلم ان ما خفي اعظم واكثر ايلاما واهانة للرياضة عموما، بكل مناشطها، وكرة القدم على وجه التحديد..!!
# تظل للاسف اشكاليتنا الكروية عميقة جدا.. وبالبحث عن الاسباب فاننا سنجد ان الادارة تقوم بدور القاسم المشترك الاعظم.. نقول ذلك استنادا على ما نتابعه من فضائح وتجاوزات خطيرة، لا علاقة لها البتة بالرياضة ولا كرة القدم.. ونؤكد ان لنا عودة قريبة بإذن الله لهذه القصة المهمة في قادم الايام..!!
# *تخريمة أولي:* سألت عن مدرب منتخب الناشئين السوداني الحالي، ومن هو، وهل كان لاعبا ام ان القصة (علاقات ساي)..؟!! وحمدت الله كثيرا ان مدرب الناشئين ليس (فلان الفلاني)، المعروف بطباعه وعلاقاته (المشبوهة)..!!
# *تخريمة ثانية:* اثناء الحوار، الذي اجريته مع النجم الكبير “عمر النور”، كان يجلس الى جوارنا احد أبنائه اليفع، والذي كان (اسمر اللون).. فاشار لي الكابتن عمر الى ابنه وقال: (شايف ولدي ده.. والله لو بقى “جكسا” ما أوديهو لي مدرب ناشئين سوداني).. واردف قائلا: (انت عارف ليييه..؟!) فاجبته: (والله عارف يا كابتن)..!!
# *تخريمة ثالثة:* والله مشاكلنا الكروية عميقة جدا، وتحتاج لسنوات وسنوات حتى نتمكن من حلها.. القصة كمان جابت ليها (خيلان)، (وعشاق للشو).. وبطريقة (شااااااذة)..!!
# *همسة:* من الطبيعي ان نجد (المزوراتية) هم الاكثر استماتة في الدفاع عن كل مزور..!!


