صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

الملاعب.. والمتاعب السودانية..!!

72

كرات عكسية
محمد كامل سعيد
الملاعب.. والمتاعب السودانية..!!

*مدخل أول:*
# كانت الايام القليلة الماضية فرصة ذهبية لي ولمعظم عشاق الكرة لمتابعة جولات الذهاب والاياب بالدورين التمهيديين لبطولتي ابطال افريقيا والكونفدرالية.. وحقيقة فقد كنت في قمة السعادة وانا اتابع تلك المواجهات التي شهدت اثارة عالية وقوة ومتعة..!!
# شاهدت – على سبيل المثال لا الحصر – مباريات الاندية المصرية الاربعة “الاهلي – الزمالك – بيراميدز والمصري” بكل من بورندي (الاهلي وانغل)، ورواندا (بيراميدز والجيش).. وليبيا (المصري والاتحاد)..!!
# وبجانب ان تلك المباريات اكدت معلومة ثابتة كنت اعرفها منذ تسعينيات القرن الماضي، من خلال تواجدي بالقاهرة.. فان متابعتي للقاءات المذكورة، كشف لي الامكانيات الكبيرة التي تتمتع بها العديد من الدول، التي كنا نراها، حتى وقت قريب، بائسة ونتعامل معها وكانها دول تجلس على الهامش، ولا علاقة لها بالنهضة الكروية والتطور، لا لشئ سوى لانها لا تمتلك الامكانيات التي تؤهلها لمجاراتنا او الوقوف امام فرقنا او منتخبات نا السودانية..!!
# الاهتمام الاعلامي بالمباريات التي لعبتها الاندية العربية في الدورين التمهيديين بدوري الابطال والكونفدرالية لم يختصر على الاندية المصرية فقط، وانما تابعناه يشمل كل الاندية في المنطقة العربية، حيث شاهدنا العديد من مباريات دول المغرب العربي تونس، ليبيا، الجزائر وموريتانيا ..!!
*مدخل مباشر:*
# اعجبني مشهد الجمهور وهو يملأ مدرجات ستاد طرابلس الدولي بالعاصمة الليبية اثناء مباراة الاهلي، صاحب الارض والجمهور، مع ضيفه نهضة بركان المغربي في بطولة ابطال افريقيا.. وتوقفت كثيرا امام الواقع الذي مرت به ليبيا الشقيقة من حرب استمرت لفترة زمينة طويلة.. وعلى الرغم من ذلك الا ان الحياة سرعان ما عادت للملاعب والاستادات والجمهور..!!
# شاهدت الملعب الذي استضاف مباراة الاهلي المصري وانغل نوار البورندي.. وحقيقة فقد اندهشت من الروعة والجمال، والنظام والتطور، والمكانة المرموقة من الناحية الهندسية، بجانب الرقي والفهم المتقدم الذي وصل اليه عشاق الكرة في بورندي، حيث تعاملوا بكل روح رياضية مع هزيمة فريقهم امام الاهلي بهدف دون مقابل، ولم يعترض او يحتج احد، في بيان عملي اكد الرقي والصورة الحضارية والفهم المتقدم الذي يتعامل به ذلك الجمهور مع الكرة..!!
# شاهدت اجزاء من مباراة الهلال ومضيفه البوليس الكيني والتي لعبت بدون جماهير، بقرار من الاتحاد الافريقي، بعد تحويلها الى ملعب آخر.. وعلمت فيما بعد ان ذلك الملعب الذي استضاف المباراة، وبكل تلك الروعة، لم تتم اجازته من الكاف، وانما تم اللجوء اليه حرصا على اقامة المواجهة في موعدها، وتقديرا للفارق الزمني القصير ما بين جولتي الذهاب والاياب..!!
# وقبلها كنت قد تابعت ملخص لمباراة الهلال والجاموس باستاد جوبا في الدور التمهيدي الاول، وسعدت جدا بالفهم المتطور الذي ظهر به مشجع الكرة في دولة جنوب السودان، الى جانب الملعب الممتاز الذي تميز بالاناقة والبساطة، والتعامل الحضاري الذي تعامل به كل من حضر في المدرجات، حيث لم يحتج احد او يعترض او يأتي باي تصرف خارج، بل تابعناه في قمة الالتزام بالروج الرياضية السمحة، بدون اي احتاجاجات او اعتراضات او افتعال لاي مشاكل..!!
# حدث كل ذلك وعشاق الكرة بالسودان يكتفون فقط بالمتابعة.. ومن جانبي فقد مارست الحسرة على اوضاعنا البائسة، بعد ما قارنتها مع ملاعب بورندي ورواندا وجنوب السودان وليبيا وغيرها من البلدان.. كما تاسفت للحالة السطحية التي يتعامل بها السواد الاعظم من عشاق الكرة السودانية مع الاوضاع المتردية، والتي ظللت اتابعها واكتب عنها منذ سنوات طويلة حتي قبل اندلاع الحرب..!!
# ولانني كنت ولا زلت اتعامل بكل الصدق مع نفسي، قبل ان اكون صادقا مع القراء الاعزاء، اجد نفسي مطالبا بالتاكيد على حقيقة ساطعة كالشمس، قد يتهرب منها معظم العشاق، وهي ان التواضع الحالي المتعلق بانهيار البنية التحتية في السودان، (خاصة ذلك الجانب المتعلق بالملاعب)، يظل بعيدا كل البعد عن الحرب اللعينة الحالية، التي اندلعت قاربت إكمال عامها الثالث، لكنها لم ولن تؤثر على الوضعية البائسة والمتخلفة الحالية..!!
# ما يحدث من انهيار شامل كامل في الجانب المتعلق بالملاعب والاستادات، سبق وان تابعناه قبل اندلاع الحرب، وما نراه الان ما هو الا نتيجة طبيعة للاهمال واللا مبالاة التي يتعامل بها قادة الكرة، الذين فرضوا سيطرتهم على الاتحاد العام منذ اربع سنوات، دون ان نتابعهم وهم يشرعون في وضع (ولو طوبة واحدة) على جدران احد الملاعب القديمة، والتي تحولت – بفعل الاهمال والطناش – الى خرابات وحواشات لا تصلح حتى لان تكون أسواق للماشية.. وهي كانت على ذلك الوضع منذ السنوات التي سبقت اندلاع الحرب..!!
# لقد تحولت الملاعب في السودان الى ملف ثابت يصدر المتاعب للمتابعين والمهتمين بالساحرة المستديرة.. وعلى الرغم من ان (جماعة التدمير الحالية) قد عزف قادتها على هذا الوتر الحساس، قبل الانتخابات التي (كلفتوها وفازوا فيها)، الا انهم وبمجرد جلوسهم على كراسي القيادة، تجاهلوا تلك القصة التي اثبتت الايام انها كانت مجرد (سبوبة)، وبمجرد ما تحقق المراد بالجلوس على الكراسي، سرعان ما تلاشت وتوارت (القصة) خلف المصالح الشخصية الخاصة..!!
# لقد اشرت في مقال سابق الى موضوع الملاعب هذا، وتساءلت عن الفهم او العين التي ينظر بها قادة اتحاد الكرة – على شاكلة اسامة عطا المنان ومعتصم وبقية الشلة – الى وضعية اي ملعب من الملاعب الافريقية والعربية مثلا على شاكلة ملعب (شيخا ولد بيديا) في العاصمة الموريتاينة نواكشوط..؟! تساءلت واجبت على نفسي وقلت: (لو كنت مكان احد قادة التدمير، لاعلنت استقالتي اعترافا بفشلي وعدم مقدرتي توفير ملعب في قامة ومكانة “شيخا بيديا”)..!!
# لكن من يسمع ومن يشعر ومن يحس..؟! انهم سادتي يتعاملون مع المناصب وكأنها (تشريفية)، تكتمل بها (الوجاهة)، وتمنحهم فرص السفر والترحال بين عواصم البلدان والمدن المخلتفة.. اما ان يفكر احدهم في القيام بعمل يعود بالفائدة على الاتحاد الذي يحمل اسم اللعبة الشعبية الاولى في العالم والسودان، فلا والف لا.. نلقاها عند الغافل.. والغافل هنا اخوتي هو: من ظن ان الاشياء هي الاشياء..!!
# سلبية قادة اتحاد الكرة في السودان لا تنافسها الا طريقة التعامل السطحية والجهل الذي يتعامل به قادة انديتنا الكبيرة اسما، كالمريخ والهلال، والذين هم ايضا لا يعرفون قيمة التسويق والحرص على نقل مباريات الفريقين على الهواء مباشرة خلال الفترة المسموح بها (الادوار التمهيدية) حيث عانت جماهير الفريقين اشد المعاناة في معرفة نتائج الفرق، ناهيك عن متابعة المباريات على مدار التسعين دقيقة.. انها للاسف الحقيقة المرة والمؤلمة.. وربما تكون لنا عودة لهذه القصة المهمة باذن الله في قادم الايام..!!
# *تخريمة أولي:* اشد ما حزنت عليه خلال المرحلة التمهيدية لدوري ابطال افريقيا، كان ذلك الموقف الغريب الذي حدث من جانب اللجنة التسييرية فاقدة الشرعية بالمريخ قبل جولة الاياب الحاسمة امام سانت الوى لوبوبو الكنغولي وفشلها في تفلزة تلك المقابلة نتيجة للاهمال وربما الجهل..!!
# *تخريمة ثانية:* مشكلة المشاكل ان رئيس البعثة كان “سامر العمرابي” الذي عمل مراسلا لاحدي القنوات، ويفترض ان له علاقات واسعة، توقعت ان يستغلها ويوظفها في اتجاه النقل المباشر للمباراة.. لكن ذلك لم يحدث، ولن يحدث ولو اعيد ذلك الموقف مئة مرة..!!
# *تخريمة ثالثة:* غادر السماني الصاوي كشف المريخ.. وبصرف النظر عن ما اذا تم شطبه او ذهب بالتراضي.. فإن المهم ان “اللجنة فاقدة الشرعية” واصلت ما بدأه مجلس الكومبارس بالامس في تشريد المواهب والنجوم..!!
# *همسة:* بالامس اطلقت على قناة الملاعب السودانية لقب (المتاعب).. والان لا تزال (الملاعب) داخل السودان هي المصدر الاول (للمتاعب)..!!
# *همسة خاصة:* اللهم عليك بالجنجويد يا قادر يا كريم لان ما فعلوه ويفعلوه بانسان السودان لا يرضى عظمتك ولا جلالك.. فأنت القادر على كل شئ.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد