• قدم الهلال وضيفه الاهلي شندي عشية أمس واحدة من اجمل المباريات التي جرت خلال الثلاث سنوات الاخيرة، فالفريقان استطاعا ان يقدما مستوى مميزا اكد جاهزيتهما لخوض جولتيهما القادمتين في البطولة الافريقية بزنزبار وكنشاسا، خاصة الهلال الذي فرض اسلوبه وسيطرته في اغلب اوقات المباراة، الا ان سوء الطالع الذي لازم مهاجمه الكنغولي حرمه من خطف نقاط هذه المباراة الثلاثة والاهلي ايضا يحسب له انه دخل هذه المباراة بتكتيك عالي وعينه على جولة الاياب أمام منافسه الكنغولي، حيث استطاع مدربه المغربي الانجليزي ان يضع تكتيكا قفل بموجبه كل الطرق المؤدية لشباكه رغم اجتهادات مهاجمي الهلال خلال شوطي المباراة.
• طالبت جماهير الهلال بحسم الجولة بعد ان شعرت ان التعادل هو الأقرب ولكنها اقتنعت، وهي تتابع سرعة الاداء الذي ادى به المهاجم الكنغولي على وجه التحديد بصورة جعلت مخرج المباراة لا يستطيع اعادة اللقطات في وقتها المثالي الأمر الذي يؤكد ان الفريقين قد خرجا من هذه التجربة بالكثير الفوائد الفنية التي ستعينهما في مشوارهما الافريقي ليس في الجولتين القادمتين انما في البطولة باكملها، حيث وضح ان الندية بين الفريقين ستظل حاضرة في كل الاوقات مع الوضع في الاعتبار السيطرة الهلالية شبه المطلقة على مجريات المباراة مع تكتيك دفاعي أجاده نجوم الارسنال بدرجة ممتاز.
• واصل محترف الهلال المالي بوبكر ديارا تألقه اللافت في مباريات الهلال واكد من خلال هذه المباراة التي تعتبر من المواجهات ذات الوزن الثقيل انه محترف بمواصفات خاصة، ومن الذين يصنعون الفارق شأنه شأن زميله المهاجم لكنغولي ادريسا موبموبو الامر الذي يؤكد ان فرقة الهلال هذا الموسم سيكون لها شكلها الخاص واسلوبها المميز بعض ان وضح ترابط خطوطها وسرعة الانتقال من الوسط للهجوم مع تأمين دفاع يحسم عليه المدافعين الثلاثة.
• نجح الزعفوري في وضع تشكيل مثالي في الشوط الأول ولكن تواضع مستوى شرف شيبوب وعدم تفاعله مع باقي افراد الفريق خذل هذا المدرب كثيرا، والذي جاءت تبديلاته في الشوط الثاني افضل حالا ولكن ما يعاب عليه احتفاظه بالبرازيلي جوفياني طيلة زمن المباراة، حيث كان من المفترض ان يخرج هذا اللاعب بعد ان وضح تدني لياقته البدنية والذهنية وعدم مقدرته على مجاراة دفاعات الاهلي، وفي الاهلي يجب ان نشيد بصورة خاصة بنجم طرفه الشمال حسن متوكل الذي استطاع ان يفعل في هذه المباراة خاصة في شوطها الثاني ما لم يفعله زملاءه طيلة التسعين دقيقة، ويحسب ايضا النجاح الباهر للطيب عبد الرازق الذي استطاع بهدوءه المعروف ان يحبس انفاس مهاجمي الهلال ويجعلهم دون تركيز عندما تصلهم الكرات داخل منطقة الجزاء.
• دفع مدرب الهلال بالحارس الاوغندي المجنس السوداني جمال سالم منذ بداية المباراة واكد هذا اللاعب من خلال اداءه الهادئ انه واحدا من اكبر المكاسب التي يجني ثمارها الفريق خلال مشاركاته على المستويين القاري والمحلي، فسالم رغم عدم اختباره بشكل واضح الا انه كان موجها جيدا لخط الدفاع وصنع فرصة ذهبية للمهاجم الكنغولي لو استغلها استغلالا جيدا لكانت تمريرته تلك سببا رئيسيا في انتصار الهلال، لهذا تجدنا اكثر اطمئنانا للازرق الدفاق، قبل سفره لزنزبار واكثر اطمئنان لارسنال دار جعل الذين سيدخلون الجولة القادمة امام منافس عنيد تلعب معه الظروف، فالفرقة الاهلاوية لو استطاعت ان تؤدي بنفس هذا الحماس ونفس هذه القوة تستطيع ان تنتقل للدور الثاني بكل سهولة بل تستطيع ان تقول كلمتها في بطولة الدوري لهذا العام، فالمدرب المغربي احكم قبضته على مجريات المباراة بتشكيل غلب عليه الطابع الدفاعي بدليل انه اجلس افضل لاعبي وسطه ابراهيم النسور على دكة البدلاء فالواضح ان هذا المدرب يريد ان ينتقل بهذه الفرقة وهذا التكتيك الى الكنغو كنشاسا، مستفيدا من هذه التجربة الكبيرة امام منافس من الصعب ان تخرج متعادلا معه بارضه ووسط جماهيره.
باقي احرف
• افتقد الهلال بسبب لائحة الاتحاد العام مجهودات مدافعه النيجيري ايمانويل فاللاعب كان في الامكان ان يستفيد من هذه المباراة خاصة وهو سيكون واحدا من نجوم جولة الاياب امام الجيش الزنزباري.
• نعيب على مدرب الهلال التونسي الزعفوري اهماله للجوانب الهجومية في هذه المباراة بدليل عدم وجود مهاجم في الشوط الثاني كان من المفترض ان يدخل بديلا للبرازيلي جيوفاني، بعد ان وضح ان الفريق في حاجة ماسة للاعب يصنع الفارق في الدقائق الأخيرة في مواجهة نعتبرها بكل المقاييس واحدة من اجمل المباريات التي شهدها الجمهور السوداني، وان كان هناك عيب وحيد فهو في النقل التلفزيوني الذي كان مشوشا في الكثير من الاوقات.
