خارطة الطريق
ناصر بابكر
* أشرت في مقال سابق إلى أن جل المدربين الوطنيين يفتقدون للجرأة، ويتعاملون مع المنافسات بمبدأ (رزق اليوم باليوم) دون أي تخطيط للموسم كامل ورسم لخارطة الطريق التي تقودهم لتحقيق الأهداف الموضوعة، كما يفتقد المدرب الوطني الذي يشرف على تدريب القمة تحديداً للثقة في النفس حيث يشل تفكيره بالخوف من رد فعل الإعلام والجمهور وإمكانية الإقالة وهي التفاصيل التي يفكر فيها أكثر من التفكير في فعل قناعاته وما يراه الأفيد، لذا يلجأ المدرب الوطني للاعتماد على مجموعة محدودة للغاية من اللاعبين (11 أو 13) لاعباً على أقصي تقدير في جل المباريات بحثاً عن انتصارات تصنع له وضعا وسط المشجعين أو تطيل أمد بقاءه في منصبه وفق اعتقاد أن النتائج المميزة تتحقق بـ(الأسماء) فقط دون تفكير في خطورة ذاك النهج وفي أضراره المدمرة.
* فاللعب بتوليفة واحدة في كل المواجهات وعدم إتباع أسلوب المداورة يؤدي لتدمير مزدوج للفريق ويوأد أي فرصة لتحقيق الألقاب، فمن الناحية البدنية، فإن عناصر التوليفة الأساسية التي تشارك في كل جولة في ظل برمجة ضاغطة تكون فريسة سهلة للإرهاق والاستهلاك والتعب سيما حال لم يكن الإعداد مثالياً وحال كان التكوين الجسماني لبعض عناصر التوليفة سيئاً، أما العناصر التي لا تشارك نهائياً إلا لدقائق معدودة فإن ندرة مشاركتها تجعلها تفتقد للياقة اللعب التنافسي.
* من الناحية (الفنية) فإن اللاعب الأساسي الذي يشارك في كل جولة يضحي بعد فترة (لاعب مرهق) واللاعب المرهق يكون عادة قليل التركيز كثير الأخطاء متذبذب المستوي ونسبة تعرضه للإصابة كبيرة.. أما البديل الذي لا يشارك إلا نادراً جدا أيضا تكون نسبة تركيزه منخفضة حينما يلعب ونسبة قراراته الخاطئة مرتفعة تبعا لافتقار نفس وحس وفورمة اللعب التنافسي كما أن نسبة تعرضه للإصابة تكون أيضاً كبيراً خصوصاً حال بذل مجهوداً زائداً لأنه يتحول فجأة من حالة الاسترخاء الكامل للجهد الكبير.
* أما نفسيا وذهنيا ومعنويا وهو من أكثر الجوانب خطورة إلى جانب الشق البدني، فإن من يلعب أساسياً في كل المباريات يمكن أن يسقط بسهولة فريسة لداء الاسترخاء وافتقاد الدافعية تحت إحساس أنه يلعب في كل الأحوال وبالتالي افتقاد الحافز للاجتهاد ووقتها يقدم مردوداً متقلباً ومتذبذباً وفقاً لمزاجه كما أن نسبة انضباطه خارج الملعب تكون أقل طالما أنه يضمن اللعب تحت أي ظرف وأبرز دليل على هذه الجزئية تحديداً أن المريخ خسر (8 نقاط) أمام أندية المؤخرة في مجموعته (أهلي الخرطوم ومريخ نيالا والأهلي عطبرة) وهي الأندية التي تحتل بالترتيب المراكز السفلي في المجموعة (السابع والثامن والتاسع) وذلك من مجموع (10 نقاط) خسرها.. أما اللاعب البديل والمهمل في أغلب الموسم فيكون عرضة لفقدان الثقة في النفس والإحباط تحت سيطرة إحساس أن دوره هامشي في الفريق أو لا دور له من الأساس.
* لذا، فإن النهج الحالي لليرز وهيدان ومن قبلهم مازدا من شأنه تدمير الفريق تماماً عبر استهلاك التوليفة الأساسية وإرهاقها وتدمير البدلاء بالإهمال وبالتالي تدمير الموسم ووأد أي فرصة للفوز بالألقاب المحلية لأن الفريق ببساطة عندما يصل الموسم أمتاره الأخيرة لن يجد عناصره الأساسية في وضعية جيدة ليصنعوا الفارق ولن يجد بدلاء جاهزين ليقدموا الإضافة.
* المشكلة الأكبر، أن تلك السياسة وذاك النهج يصور فرق الممتاز وكأنها بعبع مخيف أو كأنها أندية من البريمرليغ والليغا يستعصي على المريخ هزيمتها إلا إذا لعب بأسماء محددة وهو وضع يقلل من هيبة الأحمر ويهز الثقة في الفريق ويحصرها في أسماء بعينها ويصوره لبقية الأندية وكأنه نادي صغير ولا فرق بينه وبين بقية الأندية مع أن جل العناصر التي تنضم لكشوفات المريخ سنويا تكون أساسية ومؤثرة في أنديتها وبالتالي يفترض أن يكون هنالك (20 لاعباً) علي الأقل قادرين علي اللعب دون خوف أو شك في المباريات المحلية ومؤهلين للفوز وتحقيق المطلوب.
* طالعنا في الأيام الفائتة أخباراً تتحدث عن اتجاه الطاقم الفني لإقامة مباريات ودية بصورة منتظمة عقب المباريات التنافسية وهي خطوة جيدة إن تمت لكنها لن تكون كافية ولن تكون ذات جدوى ما لم تصاحبها شجاعة من قبل الطاقم الفني في التنويع في خياراته في المباريات الرسمية وإتباع نهج المداورة دون مخاوف لبث الثقة والروح في نفوس جميع اللاعبين وإشعار كل العناصر بأهميتها ودورها وبالتالي إشعال المنافسة فيما بينهم للعب في التوليفة الأساسية حتى يجتهد كل لاعب ويقاتل ويمتلك ما يكفي من دوافع لتقديم أفضل ما عنده في كل مباراة يشارك فيها مع التنويه بأن وجود منافسة على اللعب تدفع اللاعبين للاجتهاد في التدريبات والتمتع بأقصى درجات الانضباط خارج الملعب مع التحلي بالسلوك الاحترافي للمحافظة على اللياقة وبالتالي رفع حظوظه لحجز مقعد أساسي.
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app