هلال وظلال
عبد المنعم هلال
جميل في محنة المرض .. والدعوات بالشفاء تسبق الدواء
ـ في زحام الذاكرة الرياضية لا يغيب وجه الكابتن جميل ذلك اللاعب الأنيق الذي خط اسمه بحروف من نور في تاريخ الهلال والكرة السودانية .. صال وجال في الملاعب ثم انتقل بحكمته إلى مقاعد التدريب يحمل بين يديه خبرات السنين وعشق الوطن واليوم وقد أرهقه المرض وألزم جسده الفراش بعد عملية دقيقة في القلب ما زالت روحه تقاوم وما زالت دعوات محبيه تطرق أبواب السماء. تعب الجسد يا جميل لكن الدعاء لم ولن يتعب… فمحبتك راسخة في قلوبنا وأثرك باقٍ في ملاعبنا وسيرتك تحفها الملائكة في كل نادٍ مررت به.
ـ الكابتن دفع الله حاج سعيد المعروف بلقب جميل نشأ وسط بيئة كروية مشبعة بالشغف والإبداع وبزغ نجمه مبكراً كلاعب مهول ما أهله للانضمام إلى نادي الهلال حيث بدأت رحلته الحقيقية مع المجد.
ـ لعب جميل لنادي الأهلي الخرطومي والهلال ومنتخب الشرطة والطيران المدني وسودانير وكان ضمن منتخب السودان وشارك في عدة بطولات.
ـ عرف الكابتن جميل بمواقفه النبيلة التي تجسد نكران الذات وروح الفريق ومن أبرزها ما فعله عند رغبة الهلال في تسجيل المدافع منصور بشير (تنقا) الذي يلعب في نفس خانته حيث بادر جميل بمخاطبة إدارة النادي معلناً تنازله طوعاً عن خانته لتنقا واصطحبه بنفسه إلى مكاتب الاتحاد السوداني لكرة القدم لإكمال إجراءات التسجيل في مشهد سيظل محفوراً في ذاكرة الهلاليين وعندها وضع يده على كتف تنقا وقال له وصية لا تُنسى (ابقوا عشرة على هذه الخانة …) ثم رحل إلى دولة الإمارات تاركاً خلفه موقفاً تربوياً يُدرس وسلوكاً رياضياً نادراً في زمن كثر فيه التمسك بالمقاعد والأنانية.
ـ نال حب جماهير الهلال لما في أدائه من أناقة كروية ولشخصيته المحببة خارج المستطيل الأخضر.
ـ خلد جميل اسمه ضمن قائمة الأساطير الذين حملوا شارة الهلال ورفعوا رايته عالياً.
- بعد الاعتزال انطلق جميل في رحلة تدريبية حافلة بالإنجازات وقاد الهلال إلى مشاركات أفريقية لافتة ودرب أندية بارزة في الإمارات وتولى تدريب منتخب الدفاع المدني الإماراتي وكان له دور كبير في بناء الأجيال الجديدة هناك وتقديراً لعطائه الكروي والتدريبي نال الكابتن جميل الإقامة الذهبية من دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر عن امتنانه الكبير لهذا التكريم وأشاد بالدور الذي يلعبه مجلس دبي الرياضي في دعم الرياضيين من كل الجنسيات.
- بعد كرة القدم لم يغادر جميل الميدان بل ظل حاضراً كمدرب وموجه للأجيال وساهم في تطوير المواهب في الإمارات والسودان وكان قدوة في الانضباط والالتزام والروح الطيبة.
ـ آخر لقاء لي بجميل الجميل كان قبل سنوات بملعب الدفاع المدني بدبي حيث كانت الذكريات حاضرة عن الهلال وعن مدرسة الخرطوم جنوب (1) حيث تزاملنا وكان هو ضمن منتخب المدرسة.
-جميل ليس مجرد اسم في سجلات الكرة السودانية بل هو تاريخ حي قاد الهلال والمنتخب وتجاوز حدود الوطن ليكون وجهاً رياضياً مشرفاً في الملاعب العربية ونجح في التحول من لاعب إلى مدرب محترف معترف به وهو ما لم يحققه الكثيرون من أبناء جيله.
- واليوم بينما يرقد الكابتن جميل على سرير المرض بالإمارات بعد عملية دقيقة في القلب نرفع أكفنا بالدعاء الصادق أن يلبسه الله ثوب الصحة والعافية وأن يعيد إليه عافيته كما عهدناه قوياً حاضراً ومعطاءً.
ـ اللهم اشفِ جميل شفاءً لا يغادر سقماً ورده إلى أهله ومحبيه سالماً غانماً واجعل مرضه هذا في ميزان حسناته وبارك له في عمره وصحته.
جميل … ستظل جميلاً في قلوبنا كما كنت دائماً في الملاعب.
قد يعجبك أيضا