صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

جوارديولا بين مطرقة اللعب المفتوح وسندان النتائج

41

جوارديولا بين مطرقة اللعب المفتوح وسندان النتائج

دخل المدرب الإسباني بيب جوارديولا قمة الأحد التي أقيمت بإستاد الأمارات أمام آرسنال بأسلوب مختلف مغاير تماما لطريقته المعهودة.
القمة التي انتهت بتعادل مثير أدركه مارتينيلي في الدقائق الآخيرة من عمر اللقاء إنتهت بهدف في كل شبكة جعلت الجميع يتساءل لماذا لعب السيتي بهذه الطريقة؟ فقد كانت أول مرة للمدرب الإسباني طوال مسيرته الفنية يتراجع للخلف منذ البداية محاولا الحفاظ على النتيجة.
اشتهر بيب باسلوبه الهجومي المحض الرامي للإستحواذ والإمتاع مع تسجيل أهداف غزيرة بكل شجاعة ضد كل الخصوم ولكن الموسم الماضي كان صفري بإمتياز حيث نافس السيتي على أربع بطولات محليا وقاريا خامسها كأس العالم للأندية لم ينجح في تحقيق أي بطولة.
لقد حلت الهزائم على مان سيتي في الموسم الماضي أكثر من أي وقت مضى حينما خرج السيتي من سباق لقب الدوري الانجليزي مبكرا بخسارة معظم اللقاءات الكبرى حيث تجرع مرارة الهزيمة أمام ليفربول ذهابا وإيابا بنفس النتيجة فيما تعادل على ملعبه مع آرسنال ثم تلقي خسارة مزلة بخماسية بملعب الأمارات أما مواجهات ديربي مدينة مانشستر فقد فاز يونايتد فى واحدة وخرجت المباراة الثانية بتعادل سلبي، الهزيمة المزلة الثانية محليا كانت أمام توتنهام برباعية نظيفة ويبقى الفريق الوحيد من الكبار الذي تفوق عليه جواريولا مرتين هو تشيلسي.
خرج السيتيزن من كأس الرابطة الإنجليزية على يد توتنهام في دور ال16 ولكن المفاجأة كانت في نهائي كأس الاتحاد عندما فاز كريستال بالاس على مانشستر سيتي بهدف وحيد منتزعا اللقب من أنياب جواديولا.
في دوري الأبطال كانت النتاىج كارثية حيث لم يتمكن الفريق من جمع نقاط كافية للتأهل المباشر من مرحلة الدوري واضطر لخوض ملحق أمام الفريق الذي يشكل عقدة كبيرة لجوارديولا ريال مدريد وبالفعل تفوق الميرنيغي في مباراتي الذهاب والإياب بمجموع 6-3 انهت مشوار بيب بالبطولة.
أصبح أمل جوارديولا الوحيد لإنقاذ الموسم متمثلًا في كأس العالم للأندية، البطولة التي ابتدعها الفيفا بلباسٍ جديد والتي انطلقت في يونيو الماضي. بداية الفريق كانت جيدة وحقق الفوز في الثلاث مواجهات الأولى متخطيا دور المجموعات بسهولة كبيرة ولكن سكة الإنتصارات لم تستمر حينما لعب ضد الهلال السعودي الذي حقق المستحيل متغلبا على السيتي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة.
الموسم الماضي أعاد جوارديولا بالذاكرة إلى موسم 2016-17 الذي كان أول مواسمه في مان سيتي ولم ينجح خلاله بالحصول على الألقاب لكن الجمهور كان يرى أنه لم يتأقلم مع الدوري فيما صرح بيب آنذاك ” الموسم الأول لي مع مان سيتي كان بمثابة الدرس” .
يبدو أن النتائج الكارثية كان لها أثر كبير على فكر المدرب الإسباني بعد شعوره بأنه أصبح كتاب مفتوح لكل الخصوم وأن خططه قد تكشفت للجميع ما جعله يبحث عن خطط بديلة يفاجئ بها الخصوم حتى يعود لسابق عهده بالفوز على الكبار وحصد البطولات.
مباراة آرسنال الآخيرة أظهرت عدم ثقة الفيلسوف الإسباني في مواصلة اللعب بالأفكار القديمة وهو ما تبين من خلال طريقته في تسير المباراة وتطبيقه لمبدأ الدفاع أولا للحصول على النقاط الثلاث وكأنه يعترف بتلاشي القدرة على مجاراة تلميذه السابق أرتيتا في اللعب بأسلوب منفتح على الهجوم.
بعد هدف هالاند في الدقيقة التاسعة ترك جوارديولا الإستحواذ لأرتيتا محافظا على خطته 4-3-3 ثم قام بتغيير التشكيلة في الشوط الثاني حينما أدخل المدافع اكي مكان فودين ثم أشرك غونزاليس بدلا من هالاند ليصبح التشكيل 5-4-1 مع الإعتماد على دوكو كمهاجم وهمي.
ذكر جوارديولا في مقابلة تلفزيونية مؤخرا أنه أصبح لص يسرق بعض الأفكار من المدربين الآخرين على غرار يورجن كلوب ودي زيربي وغيرهم في إشارة لمحاولته تغيير فلسفته الكروية وهو ما تبين في موقعة الأمارات ويبدو أن الأمر لن يتوقف فقد صار جوارديولا بين مطرقة اللعب المفتوح وسندان النتائج خاصة عندما يواجه الفرق الكبرى التي كانت سببا في تجريد بيب ومان سيتي من البطولات الموسمية.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد