حادثتي سقوط إيداهور والدنماركي أريكسن..إجترار الأحداث وإعادة بعثرة الأوراق..! ماهو دور مشروب الطاقة في أزمة الدنماركي ووفاة النيجيري..!!؟

كورة سودانية – أبوعاقله أماسا

حادثتي سقوط إيداهور والدنماركي أريكسن..إجترار الأحداث وإعادة بعثرة الأوراق..! ماهو دور مشروب الطاقة في أزمة الدنماركي ووفاة النيجيري..!!؟

* لحظة سقوط لاعب إنتر ميلان والمنتخب الدنماركي إريكسن، لاعب إنترميلان الإيطالي، وتوتنهام الإنجليزي السابق، ذكرتني بلحظة إنهيار النيجيري إيداهور على أرضية ملعب ستاد المريخ أثناء مباراة فريقه أمام الأمل عطبرة قبل حوالي أكثر من ١١ سنة، يومها كنت في غاية التوتر، وترددت كثيراً في دخول الإستاد على غير العادة، طفت حوله قبل أن أقرر عدم دخول المباراة، وتوجهت بسيارتي نحو الخرطوم دون أن أحدد مكاناً محدداً أقصده، وفجأة قررت الإتصال بالصديق أزهري وداعة الله وقد كان يعاني وعكة خفيفة وقررت زيارته ومشاهدة المباراة معه على التلفاز، وبالفعل وصلت إلى الشجرة وتابعت معه المباراة، ولحظة سقوط اللاعب حقيقة كانت من اللحظات العصيبة، وما أربكنا أكثر تعليقات المعلقين على التلفاز والإذاعة معاً، وبدأنا الإتصالات عبر الهواتف وفشلنا في الحصول على معلومة مؤكدة، ولكن كل ما كان يجري كان يدل على أنه حدث للتأريخ، حتى وإن نجا منها المهاجم النيجيري المحبوب، وقررت التحرك فوراً من الشجرة إلى الملعب حيث وصلت في زمن قياسي، وفي الطريق كنت أتابع الإذاعات وأتواصل هاتفياً مع بعض الأصدقاء حتى وصلت إلى الموقع وكأنها كانت مقدمة ليوم القيامة من ستاد المريخ، الكل في وجوم، والبعض غاضب، وآخرين في حالة صدمة وبكاء.
* كنت مهتماً بجمع معلومات تفيدني كصحفي ولو بعد حين، لأن فكرة أن لاعب الأمل الخلوق صبري عبدالله قد اعتدى على اللاعب لم ترق لي من الأول، لسبب واحد وقوي وهو أنني أعرفه منذ أن كان طفلاً في فريق التلال وحتى في أشبال العباسية والفريق الأول والخرطوم الوطني، وطيلة هذه المسيرة الحافلة لم أسجل له تصرفاً عدوانياً يستحق أن نطلق عليه لفظة أهوج، لذلك بحثت عن أسباب أخرى قد تكون بعيدة وغير مقبولة للناس وقتها، سألت مل من كان حول الفريق قبل المباراة، ووقفت على كل الحقائق، ووصلت إلى ما يشبه اليقين في قصة وأسباب موت المهاجم النيجيري.
* تذكرت هذه التفاصيل قبل أيام وأنا أتابع خير سقوط أريكسن الدنماركي القوي على أرضية الملعب أثناء مباراة فريقه في أمم أوربا، وبعد التأكد من نجاته بدأت أتابع التقارير وأقرأها بشغف وتركيز، ومن بين التقارير غير المؤكدة أن اللاعب تناول نوعاً من مشروبات الطاقة وكان ذلك سبباً من أسباب الأزمة القلبية، ورغم أن هذه المزاعم والتحليلات غير رسمية ولم تستند إلا على صورة إتضح فيما بعد أنه لا علاقة لها بالأمر وأن أصل المعلومة هي أن اللاعب شريك في مصطنع مشروبات الطاقة الدنماركي ذاك ويشارك في الدعاية للمنتج..!!
* لم أطلع على التقرير النهائي لأسباب أزمة وسقوط كريستيان أريكسن الدنماركي، ولكنني أخذت هذه المعلومة لأعود لحادثة سقوط النيحيري إيداهور على أرضية ستاد المريخ ومفارقته الحياة، وهنالك معلومة مهمة للغاية تغافل عنها الناس في تحليلاتهم وتناولهم للحادثة، وهي أن نجوم المريخ في تلك الأيام كانوا يتناولون مشروب (ريد بول) المعروف بأنه من مشروبات الطاقة، وكنت مقتنعاً بيني وبين نفسي أن السلوك خطير للغاية وأنه قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب، خاصة وأن هنالك تنبيه صغير مطبوع على جانب بعض علب مشوبات الطاقة هذه بأنه لا ينبغي تعاطيه قبل أو بعد أو أثناء التدريبات والمباريات، وقد لا يكون مفيداً للرياضيين من الأساس.
* سألت أكثر من مسؤول حول الفريق وأفادني أقربهم للاعبين أن بعضهم كان لا يستسيغ طعم ريدبول هذا وكان يشبهه ببعض أدوية نزلات البرد والأطفال فلا يشربونه، ولكن النيجيري يشربه بنهم شديد، بل ويجمع حصص زملاءه الآخرين ويحملها في حقيبته…ولكن.. كل التقارير بما فيها تقرير وفاة اللاعب إيداهور وإفادات طبيب الفريق وقتها لم تشر إلى ما تناوله اللاعب أو حتى يلمح لأسباب ما وراء الهبوط الحاد في ضغط كسبب للوفاة.. لذلك لم يكن التقرير شافياً وكافياً بقدر ما أثار غموضاً على غموض الحادثة…!
* إليكم هذا الرأي العلمي الخاص بمشروبات الطاقة: (ويؤدي تناول مشروبات الطاقة إلى الكثير من الأخطار، بينها زيادة معدل ضربات القلب وارتفاع مستوى ضغط الدم وخفقان سريع في القلب والشعور بالأرق والجفاف).. هذه القصاصة منشورة في ذيل تقرير من التقارير الكثيرة التي نشرت عن حالة اللاعب الدنماركي، وأشارت بأصابع الإتهام لمشروب الطاقة.. أما أنا فأزداد يقيناً بأن أسباب إنهيار النيجيري إيداهور إستمرت وماتزال غامضة، وأن كل التقارير لم تشر إلى ما تناوله اللاعب قبل المباراة، ولكنني أود أن أنبه إدارات الأندية عندنا بضرورة الإستعانة بخبراء التغذية، لأن خطأ واحد يمكن أن يجعل مليارات الجنيهات هباء منثورا، ونحن كشعب معروفون بالتلقائية والهمجية في السلوك الغذائي، وواجب على الأندية الآن ومع التطور العلمي أن تراقب السلوك الغذائي للاعبيها… ألا هل بلغت… اللهم فاشهد..!!