صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

حتى يتعافى المريخ تماماً..!!

0

زووم

أبو عاقلة أماسا

حتى يتعافى المريخ تماماً..!!

* كنت في مقدمة المتشائمين عندما كتبت سلسلة مقالات بعنوان (الأسوأ في المريخ لم يأت بعد)، وذلك التشاؤم لم يكن بسبب إستحقار ما يقدمه البعض من جهود في خدمة النادي ولا إدعاء مني للمعرفة، وإنما هي حقيقة توصلت إليها بعد أن رأيت وعايشت تفوق الأخطاء والسلبيات وتغلبها على الممارسات الصحيحة والإيجابيات، وضاعت هوية المريخ مع المتكسبين والمدعين، وأصبح الأداء الإداري داخل النادي في إنحدار واضح ومخيف لدرجة أنها افتقرت للمسات ومؤشرات الأندية الكبيرة.. في طريقة التعامل مع الملفات الكبيرة، والمحافظة على المكتسبات وشخصية مجلس الإدارة والذي بدا عليه الهزال وأنهكته الإنقسامات ومعارضة الداخل، بدءً من سوداكال حتى وصل القاع في فترة عمر النمير التي خسر فيها النادي ما خسر.
* مجموعة الخيبات التي ألمت بالنادي في العشر سنوات الأخيرة وضعتنا على قمة الإحباطات، ولكننا لم نفقد الأمل في استدراك وإنقاذ ماتبقى، برغم يقيننا بأن المهمة ستكون صعبة للغاية ولن ينجح فيها إلا من يتسلح بالمعرفة والقوة والعزيمة، وأولى التحديات التي ستواجه مشروع إعادة البناء بعد وصول من يقود المشروع هو: كيف تقتنع القاعدة الجماهيرية والزملاء الإعلاميين بأن هذه الفترة تعد إستثنائية في تأريخ هذا النادي العملاق، فإما أن نصبر على الإصلاحات ونتمكن من وضع المريخ في مرحلة التعافي، أو نعود للشفقة والإستعجال واطلاق الأحكام الجزافية وعندها نفقد ما تبقى من المكاسب ونعود إلى محطة الصراعات وفقدان الهوية وبعدها يصبح مجرد ذكرى.
* كان الهم الأول يتلخص في كيفية إيجاد مجموعة تفكر أولاً في إنشاء جسر بين الواقع المأساوي والمستقبل الواعد، وبعد انتهاء الفترة الأولى للجنة سهل تأكد تماماً أن الأمور تسير بأفضل ما كنا نتوقع، وبالتالي إذا كانت رغبتنا أن نرى المريخ يتعافى علينا أن نقدم التنازلات ونقنن وضع المجموعة حتى تستطيع إستكمال برامج إعادة البناء على ذات النسق الذي بدأوا به، وهذا الأمر يتطلب تنازلات كثيرة خاصة من المجموعات ذات المواقف والآراء المسبقة.. ليس ضعفاً واستسلاماً منها ولكننا نظن حسناً في أنهم سيعتبرونها تضحيات من أجل عودة المريخ وتعافيه..!
* على مستوى فريق كرة القدم نذكر تماماً كيف تعاملت لجنة النمير مع مشاركة الفريق في الدوري الموريتاني، وكيف وصل اللاعبين هناك إلى حد الملل بسبب ضعف الإهتمام الإداري وضبابية الأجواء حول الفريق، فكانت النتائج تعبر عن حقيقة ما يجري.. إلى أن وصلنا حد المأساة خلال النخبة، عندما كان الفريق يعاني في الأكل والشرب وهو مقيم بأحد الفنادق بحاضرة نهر النيل، وكيف ساءت الامور لدرجة فكر فيها مالك الفندق في طرد البعثة قبل ساعات من لقاء القمة ولولا تدخل أحد قيادات نادي الأمل العطبراوي لحدثت الفضيحة..
* الآن إستعاد النادي شيئاً من هيبته وأصبح لديه فريقان يشاركان في دوريين مختلفين، الفريق الأول يشارك في الدوري الرواندي، بينما اختار الجهاز الفني للفريق الرديف أن يعسكر في مدينة بربر حيث الهدوء والسكينة وينفذ برنامجاً طموحاً لبناء فريق المستقبل الذي سيؤمن ظهر الفريق الأول، مع المشاركة ضيفاً في دوري الدرجة الأولى بإتحاد بربر.
* الفكرة في حد ذاتها دليل على جدية لجنة سهل ونائب الرئيس للشؤون الرياضية الأخ إبراهيم طه وأركان حربه في العبور نحو الهدف الأسمى وهو صناعة فريق قوي يستطيع أن نعلن من خلاله عودة المريخ الحقيقية لمنصات التتويج وطريق المشاركات المشرفة.
* الفريق الأول إستعاد روح الإنتصارات وسار في طريقها بقوة وثبات وانتصارات متتالية، وسط إهتمام إداري يليق بالمريخ، وإنحسار ظاهر لملامح الفوضى، وفي المقابل نجد أن محسن سيد ونور الدين عنتر ومعاونيهم يصنعون النجاح في أبهى الحلل بمشاركة أنيقة في دوري بربر بالفريق الرديف، ومن خلال أربعة مباريات إستدعى الجهاز الفني للفريق الأول ثلاثة لاعبين هم أبيض وميسي وأنور كبشور.. واستطاع الفريق أن يكتسب شخصية قوية إنتقل بها في النتائج والأداء مقترباً من المستوى المبهر بفوزين متتاليين على فريقين من أقوى فرق بربر هما ودنوباوي والنهضة العبيدية بخماسية في شباك كل منهما..!

حواشي
* إذا أراد المريخاب إنقاذ ناديهم وتجاوز عثرات وخيبات النادي عليهم تقنين وضع اللجنة الحالية برئاسة مجاهد سهل ومن ثم تثبيت أركان الجمعية العمومية بعضوية حقيقية غير محشودة وقبل ذلك تنقيح النظام الأساسي..!
* الفرق بين هذه المجموعة ومن سبقها أننا أصبحنا نرى حلولاً لمشاكل النادي لأول مرة في عشر سنوات كنا نهدر فيها طاقاتنا في الحديث عن المشاكل نفسها.
* كنا نتفاجأ كل يوم بمشاكل وتعقيدات جديدة في غياب الحلول على كافة المستويات وكانت المحصلة أن إختنق المريخ بالأزمات وبدأ الإنهيار..!!
* وجود مدير إداري يعرف كيف يتصرف وكيف يتعامل مع الأوضاع بحنكة أولى المحطات في طريق النجاح.. وقد يشكل نصف نجاح الجهاز الفني..!!
* أتوقع أن يكون إنضمام المهاجم عبداللطيف أبيض للفريق الأول إضافة حقيقية، فهو يمتلك قدرات بدنية وتهديفية مميزة يحتاجها الفريق بالفعل..!!
* الصاعد أنور كبشور رغم صغر سنه وحجمه يتفوق على العمالقة بالمهارة والسرعات والذكاء الخارق في التعامل مع الفرص..!!
* الموهبة فقط لا تكفي للإنضمام لفريق بقامة المريخ.. تأملوا معي سيرة ومسيرة اللاعب التوزه مع الفريق.. فقد تأكد أنه لاعب متمرد وغير منضبط.. وعدو نفسه وإستمراره في الفريق غير مفيد..!
* التوزه على النقيض تماماً مما كان عليه شقيقه (التكت)… فقد كان في قمة الإخلاص والإلتزام والإحترام.. وأذكر في بداياته أنه تعرض لإصابة منح على إثرها راحة لمدة إسبوع، ولكنه فاجأ الجهازين الفني والطبي بالعودة في أربعة أيام بعد أن أثبت أنه تعافى وجاهز للإنخراط في التدريبات..!!
* كل من يجلس ليتحدث عن فقر الكرة السودانية وانعدام المواهب لاعلاقة له بالكرة من الأساس.. أو أنه لم يفرغ نفسه ويتواضع للفرجة…!!
* المواهب (تكتشف) إكتشافاً.. ولا تأتيك في برجك العاجي…!
* بإمكانك أن تلتقط موهبة لفتت نظرك في حواري أم بده دار السلام أو التكامل في الحاج يوسف وتبذل فيها القليل من الجهد فتصنع منها نجماً يشار إليه بالبنان.. وهكذا تنتج أفريقيا نجومها وتصدرهم إلى أوروبا ليبهروا العالم..!!
* إداراتنا تريد أن يأتيها اللاعب من بيت أمه وأبيه جاهزاً ليحقق به البطولات.. لذلك نقول أن أولى مشاكل الكرة السودانية هي الإدارات..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد