مذاق الحـــــروف..
لا صوت يعلو فوق صوت السوق هذه الايام ، والحديث عن الاسعار يتسيد كل المجالس والوسائط علي السواء، هو حديث لا مفك منه ولايمله الناس علي الرغم كثرة تكراره وتداوله بينهم ،وعلي الرغم من أنه لا يفضي في الغالب الي أي شئ ،إلا أن الحوجة له تظل قائمة بنفس قدر حوجة الناس للسلع التي تتسامي عليهم وتزيد من قيمتها كل يوم. المعاناة أصبحت واقعا معاشا– هذه حقيقة لاتحتاج للكتابة بغرض التعبير عنها – ، والغلاء صار شبحا مخيفايهدد الجميع – باستثناء بعض فئات قليلة تستطيع التغلب عليه ، وفئات أقل – ربما – كانت هي المتسبب فيه .
هذه الاحاديث حول الغلاء وارتفاع الاسعار يتناولها المتناولون من زوايا مختلفةكل حسب رؤيته وحسب ما يهدف اليهمن تناوله لها ، فانقسم الناس وفقا لذلك التباين وكانوا أزواجا ثلاثة : أولهم أصحاب المعاناة الحقيقية من الفئة المطحونة من أبناء الشعب الذين أرهقتهم لقمة العيش وخارت قواهم في سبيل الحصول عليها ، والذين مثلت لهم الزيادات الاخيرة في الاسعار تحديا حقيقيا في إمكانية بقائهم علي قيد الحد الأدني من الحياة الكريمة التي تمكنهم فقط من سد رمقهم وأسرهم دون الحوجة الي استجداء الناس ومد اليد .
ثم فئة ثانية تتحدث عن أخطاء وممارسات سياسية واقتصادية قادت الي هذا التدهور المريع ، وهي تناصح باصلاح ما يمكن إصلاحهقدر المستطاع سواء بالاسعافات الأولية العاجلة أو عبر خطط يمكن الخروج من خلالها من هذه المنعطفات الخطيرة .
ثم الفئة الاخيرة من أصحاب الاغراض والاجندات الخاصة وأمزجة الصيد في أعكر المياه ، ممن يحاولون استغلال ما يعانيه الناس بغرض جرهم اليأهدافهم دون النظر الي حقيقة وأصل تلك المعاناة -بل دون النظر الي عواقب ما يمكن حدوثه اذا استجاب لهم هؤلاء وانجرفوا الي حيث يطالبونهم به .
هذه الفئة الاخيرة لا تملك الحلول لما يعاني منه الناس ، وهي تعتقد – خطئا –أن مجرد نزول الناس الي الشوارع ومطالبتهم بزوال حكم الانقاذ كفيل بأن يحل البركة في الأسواق ، وجدير بأن ينزل عليهم المن والسلوي ليأكلوا منه رغدا كيفما يشاؤون، وهو طرح نتوقع النقيض له تماما اذا تم التجاوب مع الدعوات اليه، قياسا علي تجارب كثيرة شهدناها بالمنطقة .
أما الفئة الثانية ، فتعتقد أن تغيرات سياسية معينة من شانها أن تعمل علي اعادة الاوضاع الاقتصادية الي ما كانت عليه – علي أقل تقدير – وهي نفسها تنقسم الي قسمين : الاول منها نال حظه من قبل وقدم نماذجا لم تكن مرضية بحال وقادت بدورها الي وصول من يحاولون الان ابعادهم الي مقاليد الحكم بالبلاد ، أما القسم الثاني فمنهم من قضي نحبه– سياسيا – ، ومنهم من ينتظر .
نقول ، الفئة الاولي هي الاحق دون شك بالاهتمام ، لأن استمرار الضغوط عليها بهذا القدر سيحولها دون شك الي متابعة أهواء الفئة الثالثة، فالجوع لا عقل له ولا منطق، وهي الفئة التي تستحق أن تبذل كل الجهود بواسطة من في يده الامر بهدف تخفيف الأعباء عنها ، وهي جهود لا يجب أن تقتصر بأي حال علي مرحلة توفير بعض السلع باسعار أقل من خلال بعض المنافذ التي لن تستطيع تلبية كل الاحتياجات ولا تغطية كل المستهدفين من المحتاجين والله المستعان ،
مذاق الحروف
عماد الدين عمر
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app