مقبول مني لدرجة التماهي.. أن اشيد بالكاردينال وانا في منبر من منابر المعارضة الهلالية، ولكن غير مسموح لي أن اكتب عنه وانا في صحيفة الهلال، هذا هو الدور المرسوم لي من فئة لا تملك عندي غير نسبة صفرية من الإحترام.. أيامها كنت انا الصحفي المناضل الذي يُرضي مزاج الكثيرين.. ويكتب ما يستهويهم.. واليوم أصبحت ذلك الكاتب الذي يكتب عنه كل من هب ودب، ولكن من وراء حجاب.. وفي الحالتين تأكدت لدرجة اليقين بأنني أصيب نجاحا يغيظ أقواما ويرضى آخرين.هذا المكتوب.. مجرد مقدمة لما سأكتبه لاحقا عن تلك الدعوة الكاردينالية الفاخرة التي قدمت لي واستضافتها العاصمة المصرية القاهرة.. لا أدري علاقة هذه العاصمة ببيع المواقف في السياسة والأدب والرياضة والاقتصاد.. ولكن ما أريد أن أقوله هو أنني أملك مواقفي كلها.. ليس لأحد شيئ بطرفي أخشى أن يأخذه مني.. ولكن..بتاريخ 17 أغسطس 2016 كتبت عن “الديكتاتور في الهلال” وقلت: سألت نفسي.. وكثيرا ما احاسبها عندما تعجزها الاجابة… لماذا نطالب الاخ اشرف سيد احمد الكاردينال رئيس نادي الهلال الحالي بأكثر مما هو متوقع منه.. ونريده كفاحا.. ان يكون الانموذج الامثل في الادارة الرياضية.. ؟! لماذا نفعل ذلك ايها السادة ونحن نعلم بأننا في بلد تغني.. (ذكرياتنا مهما كانت برضو ترديدا بيألم)..الرجوع الى الماضي يشير.. للاسف الشديد.. الى ان الهلال على مر تاريخه البعيد والقريب.. لم يقدم التجربة الادارية المثال… الا في الديكتاتورية والتسلط وتغليب فرضية حكم الفرد.. لان اغلب اداريي تلك الايام والايام اللاحقة… كانوا من اعداء (مكان الفرد تتقدم قيادتنا الجماعية..)لم يحظ الهلال بالاداريين المفكرين القادرين على البقاء في درجة مفاهيمية واحدة مع السيد الرئيس.. لذلك غالبا ما يكون الرئيس هو الذي يفكر وحده ويخطط وحده ويصدر القرارات وحده ولا يستحي من القول (الفول فولي زرعته وحدي وسأحصده وحدي).. او كما قالت الدجاجة.. او كما قال السيد الكاردينال.. بينما يقوم بقية اعضاء المجالس في الهلال بدور (المريدين) الذين يعبرون عن اعجابهم بالرئيس في الفارغة والمقدودة لدرجة ان ونستهم في مناسبات الافراح والاتراح لا تتجاوز محطة الريس قال لي…. والريس ضرب لي… مع ان الريس هذا.. في كل اتصالاته واقواله المنثورة على قارعة الطريق بفعل هؤلاء (الدراويش) لا تتعدى تكاليفه لهم بيا فلان اغشى معاك الاتحاد جيب الخطاب… او يا علان تعال ودي الخطاب.نحن لم نعش كل المراحل في الهلال.. ولم نكن في مكامن التفاعل.. انا شخصيا لم ار الراحل الطيب عبد الله.. رحمة الله عليه.. الا في دكة البدلاء الهلالية في ذاك اللقاء الشهير الذي جمع الهلال بالترجي التونسي ذات نهار.. وعلمت لاحقا من بعض المقربين.. وفيهم احياء بيننا… بان قرار اداء المباراة في الثانية ظهرا.. سمع به اغلب اعضاء مجلس ٩٩ في الاذاعة والصحف.. مثلما كان الكثيرون يسمعون بشطب اللاعبين في الاذاعة.. البابا معذور.. وكذلك الحكيم طه علي البشير وقاهر الظلام عبد المجيد منصور والارباب صلاح ادريس والامين البرير.. كلهم محل عذرنا.. لان الجمعيات العمومية الكسيحة التي يساق الناس اليها كما تساق النعاج.. لا تفرز لهم رجال (مفكرين) ونساء (مفكرات) بل ترفد المجالس ببعض أعضاء لا يصلحون الا للمراسيل والنميمة والمهام الصغيرة.وحتى الاخ الارباب صلاح ادريس عندما اراد ان يمارس الديمقراطية ويمنح بعض اعضاء مجلسه صلاحيات اصطدم بنيران صديقة في ملفات كثيرة.. اهمها ملف انتقال طمبل الى اورلاندو بتفاصيله الشهيرة.. وملف النيجيري كلتشي.. وملف المغربي عبد الكريم الدافي..الان يعيش الكاردينال التجربة الفاشلة ويغلق الصندوق على ثلاثة اعضاء… مع ان المتوقفين بعضهم عاش التجارب الادارية المختلفة في الهلال.. صحيح ان احمد عبد القادر نائب الرئيس الحالي لم يعمل مع اي رئيس منتخب حتى يدرك حجم الديكتاتورية وتغييب الاخرين… ولكن هشام محمد احمد الذي يدخل المجلس لاول مرة كان لصيقا بفترة الراحل الطيب عبد الله ويعرف ان النظام رئاسي و(ملاواة) الرئيس لا تجدي حتى ان كنت اعرف منه وافضل منه في كل شيء.. ولكن طالما انك لا تملك المال ولا تدخل يدك في جيبك لتدفع فيكفيك ان تستمتع بما يوفره لك الهلال من مكانة اجتماعية ويكفيك ان تدخل الى دور الرياضة بالمجان ولا تحتاج لشيء غير (عمة) نظيفة و(ملفحة) و(هاتف ذكي) في زمن لا يحفل كثيرا بالاذكياء.. !”نطوي ملف الذكريات الهلالية ونفتح تفاصيل تلك المقابلة التي كسرت عادات وتقاليد فترة “جس النبض” وتحسس الملعب وكيف دخلنا في الموضوع مباشرة.