دور رئيس المريخ في الأزمات..!

زووم

دور رئيس المريخ في الأزمات..!

* لرئيس المريخ دور في استفحال أزمات النادي، سلباً وإيجاباً، ورغم أننا وصلنا معه حد التعاطف بسبب الظروف التي أحاطت بالمريخ في الفترة السابقة ولأسباب أخرى لا يتسع لها المجال إلا أنه يؤكد في كل مرة خطأ موقفنا، وأنه لا يستحق التعاطف، وهو كذلك يثبت تماماً أن الإرتهان لنظرية (من يدفع) أكثر ماهي إلا جريمة تنسج بمشاركة الجميع في هذا المجتمع، وهي في الأصل سلاح ذو حدين، ففي الجانب الأول ينصب إهتمام الناس بالقدرات المالية ويهملوا الجوانب الأخرى المكملة، والجانب الأقبح أن تجد الأغلبية في حالة (لهاث) مفضوح وراء كل من يملك المال، ومستعدين لتقديم المؤسسية كقربان على أبواب ذلك المعبد.

* سوداكال حطم كل تلك النظريات والتطبيقات وارتكب أخطاء فاضحة تدل على أنه أخذها من قصيرها ورسم لنفسه لوحة في منتهى القتامة والقبح، وبقدر ما أسهم بذلك الشكل السلحفائي في حل جزء من المشاكل القائمة، أسهم بذات القدر في إختلاق الكثير منها، بالتعقيدات التي في شخصيته، وطبيعته التي لا يستطيع أحد سبر أغوارها وفك طلاسمها.. ومثل هذا الغموض لا يتناسب مع شخصية قيادي في لعبة شعبية تتطلب رشاقة في الفكر ولباقة في التعبير وقدرات متعددة تجسر الطريق إلى قلوب الناس، سيما ونحن في وسط تمثل فيه العواطف ركناً أساسياً في مواقف الأفراد.

* واحدة من أهم الإشارات في شخصية سوداكال أنه لم يكن وفاقياً ولا حاسماً في الجوانب التي تتعلق بمجلسه، ولم يحتو مشكلة أو أزمة بحكمة الإداري المحنك، وأسلوبه منفر لزملاءه للدرجة التي لم يلتق به معظم أعضاء مجلس الإدارة حتى الآن.. فهل تتخيلوا أن رجل يرأس مجموعة من الرجال ولا يحرص على الإلتقاء بهم والتشاور معهم؟

* سوداكال يتمكن منه مقولة (الرأي والقرار لمن يدفع أكثر) لذلك تجاهل بعض زملاءه في مجلس الإدارة ومنهم من كانت له وقفات قوية في مجيئه رئيساً، ودافعوا عنه دفاع المستميت، وما مثال علي أسد ببعيد، والشاهد اليوم أن أسد ضمن المجموعة المناهضة لقرار إقالة مدثر خيري.. وفي الأوضاع الطبيعية والمعقولة أنه يعتمد على مجموعة مستشارين لإتخاذ مثل هذه القرارات.. ولكن القرار في حد ذاته من القرارات الإنفعالية والإنفرادية التي أحدثت شرخاً، بل صدعاً عظيماً في مجلسه.

* سوداكال لم يعقد إجتماعاً متكاملاً لمجلسه حتى الآن لكي نقول أن هنالك قضايا تناقش وقرارات تصدر بشكل مؤسسي وقوي يستحق الدفاع عنه، بل هنالك نقاشات محدودة ومبتورة تتم في قروب المجلس على الواتساب وليست كافية لإضفاء الصفة الشورية على القرارات.. فقد كتبنا من قبل عن إجتماعات إستمرت حتى ساعات الصباح الأولى على أيام محمد إلياس محجوب لإتخاذ قرار واحد، أو مناقشة تقرير مالي أو إجازة تقرير رحلة خارجية، ولكن من عيوب مجالس الإدارات الأخيرة وخاصة سوداكال وصحبه أنهم (يستسهلون) الأمر، ويتركون إنطباعاً بأن إدارة نادي المريخ لا تختلف عن إدارة أي فريق في روابط الهامش، حيث التعامل على سجية البشر.

* سوداكال يعيش بطولة واهمة يضخمها له من هم حوله عندما يحدثوه بأن من سبقهم بنوا أمجادهم وقبولهم بشراء مواقف الرجال، وأنه نجح في الحرب على (المصلحجية) و (الأرزقية) وقطاع الطرق واللصوص والهمباتة في المريخ، وكان ذلك هاجساً يعيشه، ومبعث شكوك حول كل من يحيط به، وأن كل من يخاطبه إنما يرمي لتحقيق مصلحة ذاتية.. وكان ذلك حاجزاً كبيراً بينه والآخرين.

* سوداكال فشل في بعض الأشياء التي كان النجاح فيها بالمجان، وعلى سبيل المثال كان أمامه أن يكسب كبار المريخ ويعقد معهم جلسات وجلسات لتقويم الأوضاع في النادي، وإطلاعهم على حقيقة الأوضاع والصعوبات حتى يميز الناس مافشل فيه المجلس وما فشل فيه مجتمع المريخ، لأن الأغلبية ممن يعارضونه يبنون مواقفهم على أساس أن الأوضاع في النادي آخذة في السوء، وهنالك حقائق مهمة جداً غائبة.. ولو كان الأمر يخص أي رئيس آخر يملك قدرات في إدارة الملفات لعقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية واللقاءات بهدف تجسير الهوة بينه وبين الجمهور.. ولكنه يدير المريخ وكأنما هو شركة خاصة.. لذلك سوف تستمر الحواجز بينه والآخرين في تطاول مستمر حتى تنعدم الرؤية تماماً.

* كل ما أصبحنا نرجوه وننتظره من مجلس سوداكال أن يفتح باب العضوية.. السداد للعضوية القديمة واكتساب الجديدة.. على الأقل ليترك أثراً يذكره الناس.. وبه يمكنه إنقاذ ما يمكن..!!