صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

رؤوفا وصنداي وتعال بجاي.. هلال قيافة في سماء سيكافا

114

 

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

“انتصار الهلال ليس هدفًا في الشباك، بل شمس تشرق على وطن بأكمله.”

الانتصارات الكبيرة لا تأتي صدفة، بل تُصنع في الملعب حين تتكامل الإرادة مع الشجاعة، وحين يُترجم العطاء إلى فرحة جماهيرية تُشعل المدرجات. ثلاثية الهلال في مرمى الجيش الرواندي لم تكن مجرد أهداف، بل كانت إعلانًا صريحًا أن هلال هذا الموسم مختلف، وأن الصورة التي طال انتظارها بدأت تتضح، وأن الفريق في طريقه ليكون استثنائيًا بكل المقاييس.
منذ صافرة البداية كان الخصم عنيدًا، فرض كلمته في الشوط الأول واعتقد أنه قادر على تطويع الهلال، لكن ريجكامب قرأ المباراة كما يقرأ كتابًا مفتوحًا، عرف أين يُدير الدفة ومتى يفتح الأشرعة للرياح. تبديلاته كانت ضربة معلم، قراراته أشعلت النيران في مرمى الروانديين، وتحولت المعاناة إلى احتفال، والجراح إلى ضماد شافٍ.
لكن البطولة الحقيقية كانت لأقدام لاعبين آمنوا بأن القمصان الزرقاء لا تُهزم بسهولة، وأن جمهورهم يستحق أن يغادر الملعب مبتسمًا. ومن بين هؤلاء برز السوبر صنداي، مهاجم من طراز خاص، لا يتسرع ولا يرتبك، يساند ويصنع ويسجّل، يسكت كل الأصوات ويملأ المدرجات بالهتاف. لم يكن صنداي مجرد لاعب، بل كان الإجابة على سؤال طالما حيّر الهلالاب: أين هو المهاجم الحاسم؟ جاءهم في ثوب “سوبر” يزرع الطمأنينة قبل أن يهز الشباك.
وإلى جواره كان القائد رؤوفا ب، رجل يعرف معنى الشارة على كتفه، يقود بالهدوء، يُلهم بالثقة، ويمد زملاءه بطاقة تجعلك ترى الهلال كتلة واحدة تتحرك في انسجام. لم يكن غريبًا أن يُصنع من حضوره روحًا إضافية، وأن يتحول إلى أيقونة في الملعب تحرك الحماس وتمنح ريجكامب نفسه ما يحتاجه من أمان واطمئنان.
الأجنحة النارية أحمد سالم والجان كلود رسمت المشهد، والتفاهم بين أبناء النادي وأصحاب الخبرة أضاف على اللوحة خطوطًا من الجمال. ومع هذا الخليط المدهش بدا الهلال فريقًا متكاملًا، جاهزًا لأن يكتب فصول البطولة المقبلة بروح جديدة وصورة أقوى.
ريجكامب كان شجاعًا، صريحًا منذ يومه الأول، جاء بعقد موسم واحد، لكنه في كل مباراة يُثبت أنه مدرب بطموح لا يشبع، يعرف كيف يكسب ويكسر، لا يلين ولا يتهاون. الرجل بنى فريقًا متعدد الخيارات، رسّخ أن لا مكان للمتخاذلين، وأن كل من يعطي سيجد نفسه أساسًا في التشكيلة، وكل من يتراجع سيجلس في المقاعد الباردة.
هلال اليوم ليس مجرد فريق يستعد لسيكافا، بل هو مشروع بطل كبير. جماهيره رأت أمس ما كانت تنتظره منذ سنوات: شراسة هجومية، انضباط دفاعي، وقائد ملهم، وسوبر هداف، ومدرب لا يخاف التحدي. إنها رواية جديدة، رواية كتبت بثلاثية نارية رفعت سقف الأحلام، وجعلت الجميع ينتظرون المشهد التالي بشغف لا ينتهي.
**كلمات حرة**
* صنداي لم يكن “مهاجمًا”، بل كان “الهدية المؤجلة” التي وصلت في موعدها.
* رؤوفا ب قائد يذكرك أن الشارة لا تُمنح.. بل تُنتزع.
* ريجكامب لا يضحك للإعلام، لكنه يبتسم حين يرى الأهداف في الشباك.
والكلمة الأخيرة؟
**”الهلال حين ينتصر، يغيّر المشهد كله، فيضحك الوطن وتزهر الأرواح.”!**

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد