: راى حر
صلاح الاحمدي
رحل الباشا مهندس خالد بابكر ابراهيم الانسان
شئ غريب جدا الذى يصيبناعندما يغيب اخ وصديق صدوق من حياتنا اننا نشعر ساعة غياب هذا الصديق وكاننا قفدنا بغيابه –بعض انفسنا –او بعض اجسادنا .نشعر كاننا تحولنا الى طائر اصابت جناحه طلقة غادرة اطلقها صائد ماهر فقدا قعيدا ذليلا .
لا يملك لا ان يبقى لصيق الارض لا يبارحها بينما الارض ليست مقامه ولا مكانه –
نشعر كاننا ركاب سفينة ضاع منه فجاة الملاح والمجداف ولم يعد امامها ما تفعله غير ان تخبط خبط عشؤائى فى ظلمات البحر بغير بوصلة بغير بدر بغير دليل .
فى امس غاب فجاة واحد من حياتنا الذي عشرناه عشرةالايام واحد من ابناء بري الذى ظللنا لصيقا بنا في اجمل الايام اليوم فقدناه كما نفقد بعض نفوسنا وبعض اجسامنا وبعض كياننا وبغياب هذا الصديق ورجل البر والاحسان صاحب البسمة الوديع الجميل . الباش مهندس خالد بابكر ابراهيم
ولقد قصدت فى هذه كلها الاوصاف عامدا -لان صديق الكل
نافذة
كل نفس ذائقة الموت هذه حقيقة مؤكدة ولكن مثل هذا الانسان الشفاف العذب الذى عشقه الكل ..مستحيل ان يموت بدواخلنا .نعم تموت منهم اجسادهم ونعم تصعد الى بارئها ارواحهم .ان ذكراهم تبقى حية لا تموت تبقى في فلذات اكبادهم !
نافذة اخيرة
كان رقيقا هينا لينا سهلا وكنت كلما نظرته يمشى تذكرت الاية الكريمة التى تقول وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذ خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ’فقد كانت قدماه لاتكاد تلامسان الارض فهل تراه كان يقصد عندما اختار ان لايضرب الارض بقدميه وهو يمشى ان يكون واحده من عباد الرحمن الذين اشار الله اليهم فى الاية الكريمة ام انه بفطرته ودون قصد كان واحدا منهم
لقد كان خالد فى حياته العامة والخاصة في مجال عمله صاحب الكل يعشقه الكل خاصة حين قدومه وهو يحي الكل
امس توشحت بري بثوب الحزن وانت ترحل بعيدا عنها الي دار خير من دارها مع الصديقين والشهداء اثر علة لم تمهلك بان تنزل ارض الوطن
سوف تظل ذكراك دوما لكل من كنت تحسن اليه من الاسر المتعففة التي اصابها الحزن المرير حين انقطعت عنها من خلال كل وسائل الاتصال خفق قلبها واصبح كل منهم يخمن ماذا اصاب هاتف خالد لم يرد قرابة الثالثة اسابيع
رغم انك بعيد في قاهرة المعز لم ينقطع عمل الخير لهم
احتار الكل واصابته الدهشة
جاء اخر الشهر وهذ الموعد الذي تفوح بركاتك ودعمك لهم
قصد بعضهم مكتبك حتي يتفقدك ويعرف ماذا حصل لك ولماذا انقطعت عن السؤال عن كل اسرة علي حدي
نزلت عليهم الصاقعة وذرف الكل دموع الوداع عليك رجل صالحا داعما رجل خير ومحبة حبيب الكل
هناك أشخاص لا يتكررون أبدا، وأشخاص كالعمر ، يأتون مرة واحدة غير قابلة للنسخة،
وصديق منذ عرفته باق على العهد مخلص، وأشخاص صُدفة ابتسموا في وجوهنا كلحظات الجبر التي لا تعاد دون مقابل أو أجر. أكاد أجزم بأن الذين قالوا: إن كل شيء قابل للعوض، أرادوا فقط أن يتجاوزوا، تعبوا فأرادوا الراحة، وخسروا ففكروا في الربح، وذاقوا مرارة الكسر فأملوا في حلاوة الجبر،
لكن من يعوض أو دمعة بعد فراق وهجر؟ من يعوض الأيام التي نُهبت ، والأحلام التي سُرقت ، والأماني التي كانت مؤكدة والمتفق على تحقيقها؟ من يعوضنا عن وجود غائب باتت الحياة بعده ليست بحياة؟
من يعيد للقلب براءته بعد غزارة الخذلان؟ من يسترجع روحا انتهك شغفها ، أو عيناً استبِيح قهراً دمعها ، أو جسداً نزعت منه العزيمة والإصرار؟!! مشفق أنا على الذين يقولون إن الحياة لا تقف على أحد وحياتهم من داخلهم واقفة تماما، وما يزالون رغما عنهم عالقين، مشفق انا على من يقولون انهم اعطونا مساحة كبيرة نحن لا نستحقها، و من لا يرو اننا نشبههم وأقل بكثير من طموحاتهم، و لكني على يقين تام بأن الذين ينتظرون العوض ، يأملون أن يكون من الله كافيا شافيا لما ولى وذهب. فعوض الله إن أتى بعد عناء وتعب غسل الاوجاع، ولن يبقي من وجعهم أثر. فاللهم عوضهم بعوضك الذي ليس كمثله في العالمين ..
.
.
. وداعا ايها الفارس
ريع الفواد فما يحن ولا يعى
… لما نعوك فخلت انى من نعى
ماتت على فمى الحروف صريعة..
وفقدت من هول المصيبة ادمعى..
خالد هل حقا ذهبت مفارق.. ابدا
…وهل غادرت غير مودع؟
فرحة لمن قبل الرحيل تكحلت عيناه بالوجه الودود الاروع.
ياغافلا عما يجوش باضلعى..
اعلمت ان النارفيها ترتعى
.. الديك انى لا تفارق مضجعى..
صور تورقنئ وتقلق مضجعى..
ان يحجبوك عنى ظالما
.. هذا الثرى..فالروح والذكرى معى…..
انى اكاد اراك مؤتلق السنى…
ويكاد صوتك ان يرن بمسمعى….
. فقد كنت تجزع ان مضى لك صاحب..
. واراك فى لقيا الردى لم تجزع…
. اكرهت ان نجد الحياة خديعة….
فهجرتها..اين الذى لم يخدع …..
ام ضاق صدرك بالنفوس صغيرة..
ا نت الكبير وسعت ما لم يوسع….
ام رحت –شانك فى الريادة كاشفا…
فى الليلة الظلماء كل مقنع ….
وعلوت فوق الموج تعبر برزخا…..
من يقرب من شطه لم يرجع ……
ومضيت تخترق الغيوب لعالم ..
. كان الغرام لفكرك المتطلع …..
وهفوت للنور المجنح فى الذرى…..
فصعدت للملا الاعز الارفع…….
ماذا وراء الموت؟
حدث-انت من …..
ساق الحديث فلم يزد او يدع..
هل فى لقاء الموت راحة متعب..
وسكون مضطرب وسلوة موجع.
… كلنا قادمون..هذا النزير يهيب بنا
… عجل فهيئ فى جوارك موضعا .
………
.
كثر حول نعشك خشع
يمشون تحت لو ائك السيسار
خطوا بادمعهم علي وجه الثري
للحزن اسطارا علي اسطار
غلب الخشوع عليهم فدموعهم تجرى بلا كلح ولا استئشار
قد كنت تحت دموعهم وزفيرهم
ما بين سيل دافق وشرار اسعي فياخذني اللهيب فانثني
فيصدني متدفق التيار
لو لم الذ بالنعش او بظلاله
لقضيت بين مراجل وبحار
حين الفي الجموع تبكي
انتحابا
ظن يا خالد ان يري مهرجانا
فراي ماتما وحشدا عجابا
لم تسق مثله الأقدار
يوما كانوا لأهلها اربابا
خضب الشيب شيبهم بسواد
ومحا البيض يوم الخضابا
واستهلت سحب البكاء علي الوادي فغطت خضراءه واليبابا
: *اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقاً. اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه. اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال. اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه. اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود. اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”. اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم. اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً. اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك. اللهمّ انظر إليه نظرة رضا.. أمين