أفياء
أيمن كبوش
زرقاء اليمامة في زمن العمي (2)
في اليوم التالي لما كنت قد عزمت علي الكتابة عنه ووعدت به.. جاء المقال في ذات الاطاري التناصحي الشفاف والذي احسب لدرجة اليقين انه غير مقبول وغير محتمل او مأمول لكل الذين يريدون ان يوقفوا عجلة التاريخ استغراقا في الصراع وحكايات الذي كان.
قلت ايامها وفي تلك المساحة الصغيرة التي املكها ولا املكها الاتي: “لماذا لم أعد اكتب في الرياضة ؟! ما الجديد الذي يحثني على أن أكون معتقلا في هذه الخانة؟!..
الإجابة هي ذاتها التي لا تختلف عن ما قلته للكاردينال عن هذا الوسط الميؤس منه.. يا اخي: “لو في زول قال ليك الهلال الذي نراه ونعرفه في بلد ملغوم ومأزوم ممكن يشيل كاس دوري أبطال أفريقيا أو الكونفدرالية.. يبقى كضااااب.. وغشااااش رسمي.. ولو في زول جاك وقال ليك ممكن تنال الإجماع من الأهلة وتلقى البقول ليك شكرا في الشوارع يبقى كضااااب وغشااااش رسمي.”
قلت هذا الذي قلته بكل وضوح ثم واصلت تقديم الاسئلة: “ماذا نريد من العمل العام في اهليته وديمقراطيته وتواصله غير هذا الحضور وهذه الهمة وذلك النشاط..؟! العمل الرياضي في خصوصيته التي نعلمها لا يخرج عن ذلك الحراك المجتمعي اليومي المجسد لفرضيات أن نلتقي وان نتنافس.. دون أن ننشد الكمال لأننا في دولة لا تعرف لذلك سبيلا، ثم أين هي القدوة واين هو المثال الذي يستحق أن يصبح راية يهتدي بها الآخرون..
لا شيء يستحق هذا الصراع ولا هذا القتال ولا شيء يستحق تلك الأحقاد.. توصلت لذلك وحدي وتوقفت عن الكتابة الرياضية تماما، اراجع مسيرتي واتعلم من تجربتي الطويلة الممتازة، وما قيمتها بالممتازة مرد نرجسية أو غرور.. لا سمح الله، ولكنني أحدث بنعمة ربي عليّ واموت احتفاء بتلك الشهادات العليا التي حصلت عليها من أربعة رؤساء لنادي الهلال، إضافة للقراء الذين احس بنبضهم قبل رد فعلهم.. ولكن.. كل هذا الحراك.. وكل تلك الأصوات التي تعلو ثم تهبط فهي لا تخرج من ذلك النشاط الإنساني الذي كان جميلا بتنافسه وتسابقه وشعبيته.. قبل أن يتحول إلى “ونسة سودانية” مكررة.. ومعادة.
قلت للكاردينال.. لا تترك الهلال الا لمجلس منتخب.. ولا تستقيل لإرضاء من قالوا للبابا الطيب عبد الله استقيل يا ثقيل، ثم قالوها للارباب.. هذه مسيرة طويلة من العطاء والصراع الذي سينتهي كله أو جله إلى “ونسة”.. هذه “ونسة” يا كاردينال.. كل الذي يجري حولك.. خلفك.. وامامك.. مجرد “ونسة” في مقهى الهلال المفتوح على كل ناصية.. متى مللت منها اذهب.. ولا تلتفت للخلف.
ما الجديد في حياتنا الرياضية اليوم منذ مارس من هذا العام وحتي تاريخ اليوم.. نفس المشاهد والصور هي ذاتا.. حكايات مكررة وبطولات مدعاة وشخصنة غير مبررة.. الا يستحق ان نطلق علي ما نقوله ما قالت به زرقاء اليمامة التي قالت رأيت شجرا يسير.
اخيرا
اشكر الاخوة في ادارة بنك فيصل الاسلامي علي الاحتفاء الذي وجدته بينهم بتسهيلهم للخدمة وتبسيطهم للاجراءات من فتح الحساب الي تنشيطه ثم تحريكه بضغطة زر.. اشكر الدكتور الشيخ احمداني الذي جعل كل ذلك ممكنا واشكر ادارة البنك العملاق.