صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

زنجبار تهتف.. صقور الجديان تحلق على أجنحة المجد تصنع الانتصار وتطارد التاريخ

160

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

صقور الجديان.. نشيد المجد من زنجبار

زنجبار تهتف.. صقور الجديان تحلق على أجنحة المجد تصنع الانتصار وتطارد التاريخ

ماكا هُويِّن سهل قيادَك…سيِّد نفسَك, مين أسيادَك؟ ديل أولادَك…ديل أمجادَك
..
يا لوطنٍ ينهض كلما أرادوا أن يكسروه، ويا شعبٍ يعرف أن الكبرياء لا يُشترى ولا يُستعار، ها نحن اليوم نكتب بمداد الفخر عن صقور الجديان، الذين خطّوا ملحمة كروية في زنجبار، وجعلوا من العرق والجراح جسراً للعبور، كما فعلوها بالأمس في نيجيريا، وكما تصدّروا على أبطال السنغال، ها هم اليوم يضعون الجزائر في خانة الدرس البليغ.
في زنجبار، حيث تتعانق أمواج المحيط مع زرقة السماء، ارتفعت راية السودان بأجنحة صقور الجديان، الذين جعلوا من المستطيل الأخضر مسرحاً للبطولة، ومن العرق والجراح حبراً يُكتب به تاريخ جديد. لم تكن المباراة مجرد تسعين دقيقة، بل كانت ملحمة وطنية امتدت حتى الأشواط الإضافية، فبذل الرجال القلب قبل الساق، وأثبتوا أن المجد لا يولد من رفاهية ولا من إعدادٍ مكتمل، بل من إرادة لا تعرف الانكسار.
نيلك أرضك زرعك…ناسك أصلك وفرعك…بحبك مما قمت…أحبك حتى الآن…أحبك يا سودان
همي أشوفك عالي…و متقدم طوالي…وما بخطر على بالي…غير بس رفعة شآنك…وتقدم إنسانك
كانت المباراة درساً في الصبر، فحين سجّل السودان أول الأهداف اهتزت المدرجات بصرخة الفرح، ثم جاء التعادل من صافرة حكمٍ لا نريد أن نعود إليها، إذ ليس الحكم من يصنع المجد، بل قلوب الرجال. امتدت الأشواط، وتوسّعت حدود التعب، لكن إرادة النجوم كانت أشد صلابة من التعب، وأقوى من الأنين.
وحين وصلنا إلى ركلات الجزاء، كان المشهد أشبه بوقفة أمة في امتحان، فإذا بمحمد النور – “أبو جـا” – يقف كالطود الراسخ، يمد ذراعيه كجناحين من فولاذ، ويصد ركلتين كانتا عنوان العبور.
رماتنا كانوا رجالاً: أربعة أهداف وركلة ضائعة، لكنها ضاعت كما تضيع قطرة في بحرٍ من العطاء. كل ركلة كانت رسالة، وكل هدف كان قصيدة وطنية مختومة بخاتم الدم والعرق.
وأمام أبو جـا، انتصب خط الدفاع كجدارٍ عظيم: الطيب الملك؛ أرنق؛ سيمبو؛ طبنجة؛ وياسر جوباك. وفي خط الوسط، كانت السمفونية: رؤوفا؛ صلاح عادل؛ ود الرشيد؛ وعوض زايد؛ ثم بوغبا. أما المقدمة، فكانت ناراً مشتعلة: موسى كانوتيه؛ مازن فيصل؛ وأسـد الأسد.
ولأن البطولات لا تُصنع باللاعبين وحدهم، فلا بد أن نرفع القبعات للمدير الفني كواسي أبياه، ولطاقمه الفني والإداري، وللجماهير السودانية التي عبرت البحار لتكون حاضرة، قليلة العدد عظيمة الأثر.
هكذا اكتملت اللوحة، من أبو جـا إلى أسد الأسد، ومن الجهاز الفني إلى الجمهور، كانوا جميعاً مرآة لوطن صابر، فأهدونا نصراً يليق بأمةٍ عظيمة.
وها نحن نترقب نصف النهائي أمام مدغشقر، والرجاء يشرق في العيون، وكأس البطولة يلوح كحلم قريب، كأنه وعدٌ مؤجل لشعبٍ صابر آن له أن يرى علمه يرفرف عالياً فوق المنصات.
*كلمات حرة*
* شكراً للصقور فرداً فرداً، أنتم لحن العزة وصوت الوطن.
* شكراً للجهاز الفني والإداري بقيادة كواسي أبياه، أنتم عقل الملحمة وميزانها.
* شكراً للجماهير التي حضرت رغم قلة العدد وضيق الظروف، فكنتم أنتم الروح التي تدفع الأجنحة للتحليق.
“إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ,,,فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ”
وقد بلغتم السماء.
أرفع صوتَك هيبة و جبرة..خلِّي نشيدَك عالي النبرة
خلِّي جراح أولادَك تبرا
*أما نحن فمع السودان، نكتب بمداد الفخر لا بمداد الأشخاص، ونقف حيث يرفرف العلم لا حيث يكثر الكلام.*

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد