زفة ألوان
صفحة ضد الهموم
إعداد / يس علي يس
===
قصة قصيرة
الموت لا يطرق الأبواب
الجبارون.. الأتقياء.. المساكين.. الأثرياء.. الفقراء..
كلهم يرقد هنا بلا حول ولا قوة.. يتوسدون هذا السكون فوق الأرض، وذلك العالم المائج تحته، وبقدر ما ينشرّ الخيال لا يملك من فوقها إلا أن يرفع يديه إلى السماء ويتمتم في سره بالرحمة لأؤلئك بعد أن يلقي التحية على هذا الصمت وينبئهم أنهم السابقون ونحن اللاحقون..
كان يوم الجمعة بالنسبة إليه مساحة لزيارة من ارتحلوا عن الدنيا من المقربين، وطوال سنوات يستيقظ باكراً لزيارتهم وليشق هذا السكون الرهيب ليصل إلى قبور صار يحفظ مكانها وشواهد يمر بها تحمل الاسم والتأريخ ويسأل المارين الرحمة..
هناك حيث ينقطع كل شيء مع بعض الاستثناءات والتي اختار أن يكون واحداً منها صدقة جارية لا يملك أكثر منها ليقدمها لروح والده باستمرار، يجلس دائما باتجاه رأسه ويحكيه الكثير مما فاته من هموم الدنيا ونوائبها التي لا تنتهي أبداً.. ينتظر أن يطلق أبوه ضحكته الواثقة وأن يرد عليه ولكن يذهب عشمه أدراج الرياح ويبقى ليحدث الصمت والوحشة والأمنيات الصادقة بالرحمة والمغفرة لكل أؤلئك الراقدين..
أبي.. أنا ناصر.. بلغت الخامسة والعشرين من العمر الآن، مضت عشرة أعوام منذ أن أمسكت يدي بقوة، ودموعك تنساب على جانب وجهك، مازلت أذكر همهمات اللسان تلك، والحروف المهترئة التي كنت تجاهد لتقولها لي وأنت توصيني بأمي خيراً، وبإخوتي خيراً، أذكر تماماً ساعة أن اختلطت دموعك بابتسامك وأنت ترى تجهمي وحسرتي التي كنت أقاوم فيها الدمعات لأنك ربيتني على أنني رجل، وعبارتك الدائمة لي حين تضربني أمي، أو يصيبني شيء “الرجل لا يبكي يا ناصر” وتحتضنني بكل هذا العنفوان فأنسى في حضنك كل شيء، عشرة أعوام مضت يا أبي وابنتك الكبرى تزف إلى زوجها في غيابك، كنت أتأمل الحضور جميعاً وأنظرك تأتي في جلبابك وتجلس إلى جانب المأذون لتكمل المراسم بتلك الابتسامة، وتتلقى التهاني هاشاً باشا كالعهد بك، أقف أنا إلى جانبك بهدوء محب لوجودك، كان عمي هناك، ولكنني لم أشعر إلا بك، سامحني أبي فقد بكيت بدموع قاهرة للمرة الأولى منذ أن ارتحلت، ظننت أنني أصبحت رجلاً كفاية ولم أكن أدرك أن الوجع صالح للتخزين واستخراجه في الجرح المناسب، وكان وجعي أكبر أيها العزيز..
ارتحلنا من منزل الإيجار القديم، حين انفجر المخزن العسكري خلف منزلنا وقريباً من الحي السكني، مازلنا أبي نغلف الموت في وسط الأحياء السكنية وننتظر وقوع الكوارث ثم نفكر بعدها في الحلول، ورأينا الموت يضيء سماءنا ذات ليلة وفي ظل حكايا مجهولة التفاصيل كادت أن تقصر مسافة اللقيا، بتنا الآن على شفا غفلة لنلحق بالسابقين، لم يعد هناك أمان في هذا المكان أبي، كل شيء معبأ للموت، حتى الابتسامات المنصوبة على حواف الطريق صارت خطيرة جداً، السيارات التي تنهب الطريق بإصرار، الأغذية المعبأة في علب سرطانية، المشروبات المضغوطة بعدم الضمير، حتى هواتفنا وخطاباتنا صارت أحزمة ناسفة تقضي على كل شيء حين غفلة..
الموت لا يطرق الأبواب أبي.. صار يخترقنا كسيف ويمضي، أنظر إلى أولئك المجتهدون لتجهيز مقبرة، كلهم لا يدري أحدهم متى يعدون له واحداً كهذا، ولكنه يبقى الحقيقة التي تقهر أعظم الناس، أنظر أبي إلى هذا التساوي الجميل في الموت، لا احد يدفن إلا تحت هذا التراب، وفي هذا المكان فقط، فالموت لا يوزع فيه شقق فاخرة أو خطة سكنية محددة، هنا ترقد العشش والقصور، يرقد المال والعدم، ترقد الحسنات والسيئات، ولا أحد يحاسب أحداً إلا مليك مقتدر عادل، لهذا فإننا في زمن صار فيه باطن الأرض خير من ظاهرها..
بدأ ناصر يثبت شاهد القبر، ويعيد ترتيب التراب، ثم ينهض ببطء وينفض يديه من الغبار وينظر إلى القبر طويلاً، ثم يرفع كفيه بدعاء طويل لأبيه، ويمسح به وجهه ثم يشق القبور عائداً، وكعادته يشتري الصحف اليومية ثم يذهب إلى البيت في انتظار الجمعة القادمة، وربما كانت هذه الأخيرة..!!
===
مصطفى سيد أحمد.. كل العصافير التي تعرف تماً مصطفى.. تعزف سلاماً يا بلد
كانت أغنياته ترسم فجراً في كل ظلمة.. وكان العكازة التي يتوكأ عليها المساكين..
و”كل العصافير التي تعرف تماماً مصطفى.. تعزف سلاماً يا بلد.. ذاك اللي حباك اختفى.. “، كان مصطفى بصيص الضوء، والنفاج الذي يتسرب منه أوكسجين الحرية في ظل الكبت العنيف، ومصادرة الحناجر والأصوات، كانت أغنياته ترسم فجراً في كل ظلمة، وألحانه تغازل الدم في الأوردة، وتمنح الحياة لليباس من حولنا، ونحن نتسنم أغنياته، ونتحسس الطريق في “عمانا” الذي تفرضه العصابات، ونبتسم رغم الوجع والقهر، وندرك أن الصباح آت، طالما أن هنالك صوت يحدو المسير من دوحة العرب، صوت موجوع وموجع، مهموم بالوطن والناس والتراب والغلابة، كان صوت مصطفى سيد أحمد..!!
كان مصطفى، العكازة التي يتوكأ عليها المساكين الذين أعلن الانحياز إليهم منذ صرخته الأولى، ومنذ أن صدح صوته مغنياً، كان مصطفى ناقداً ونقاداً، شاعراً رقيقاً وثائراً كأنه الريح، ظل ينفخ من منفاه نار الثورة ويغذي أوراها، ويبني الحلم الآتي من أقبية الخفايا، ويغني للبت الحديقة، ذاك الحلم الذي ظل يراوده ويدغدغ أحلام شعرائه الذين اختارهم بعناية، فشكلهم وشكلوه، وبناهم وبنوه، حتى أصبحوا أيقونة النضال الصادق، والجهاد الكبير ضد الطغاة ولأجل المستضعفين..!!
كان مصطفى يناجي الوطن الحبيبة، والحبيبة الوطن، لتكون “يا سر مكتوم في جوف أصداف” مساحة للإبحار ما بينهما، ولغزاً أنيقاً وبيناً نسج شعراً، وحيك لحناً، وقدم أغنية لا تملك حيالها إلا أن تمضي باختيارك صوب الشارع مزهواً بالحماس، ومملوءً بالثورة، حتى وإن كان الرصاص ملء السمع والأبصار، فالأغنية عند مصطفى “مظاهرات” لا تعرف التراجع، وقيم وأهداف ومباديء لا تعرف التردد ولا التراجع..!!
مصطفى الذي وصفه كل من عاشروه بالهدوء، كان يحمل هذا الوطن بين أضلعه، لا يكاد يفكر في جديد إلا وكان هذا التراب جزءً منها، فله في كل فكرة “زكاة وطن” يدفعها راضياً وكأنه كان يعوض رحيله القسري وبقائه بعيداً عن ود سلفاب والخرطوم بهذه “الزكاة” ، لذلك كان يغني وترى المليون ميل مربع حين كانت على زجاج نظارته..!!
هل رأيتم الحزن يوماً يظهر على زجاج نظارة..؟؟
النظارة يستخدمها الكثيرون من أجل إخفاء المشاعر والإنفعالات، ولكنها فشلت مع مصطفى حين غنى “ولا في إيدا جواز سفر” تلك التي أبدع فيها ابن حليوة البار “القدال” وزادها مصطفى بريقاً باللحن والأداء، لتكون الأغنية جواز سفر لتلك العصافير الحانية لتدخل كل مكان بلا استئذان..!!
مصطفى الذي شكل ثنائية رائعة مع كل شاعر غنى له، كان يتوج كل شاعر بالجمال، ويقدمه للناس، ولعل حميد بكل قامته وألقه وبريقه، وجد في شمس مصطفى ما يجعله صباحاً جديداً ليكون بدوره “تمرقي صبوحة للجيران قدح فوق إيد وفي إيد المي”، وكأننا مثل “شفع العرب الفتارى .. البيفنو الشايلها إيدن ويجرو بارين القطارة” نجري خلف مصطفى سيد أحمد ونتلقف كل جمال، فلا هو ينضب ولا نحن نتعب حتى بعد رحيله بسنوات طويلة..!!
مصطفى اختار مدرسته لوحده ثم طفق يختار شعرائه وأغنياته منهم، يظل ينقب كل حرف، وكل فكرة، حتى قدم الرومانسية في أبهى صورها والرمزية كأجمل ما يكون، وتنوعت مدارس غنائه ما بين الوسط والشمال ليصبح ملكاً متوجاً بكل الإيقاعات الرائعة، ويكون مصطفى سيد أحمد الذي عرفه الناس، عبقرياً بجدارة، وسامياً بتواضع، وبسيطاً كرسول..!!
وها نحن نقف بعد سنوات طويلة في هذا المقام، نتذكر كيف كنا نتلقف مناداته تلك “يا بت يا نيل”، ثم تملأنا الأماكن بالإلفة ونملأها بالضجيج، ونهدي الوطن ما بين الضلوع..!!
وذاك جيل قاوم فكرة اليأس والانتحار بأغاني مصطفى، وظل ينتظر هذا الشروق في عز العتمة، وصنع هذا الصباح الجديد من خيوط شمس “وضاحة” وعلمي عيوني السفر” وحاجة فيك” “وواقف براك” و”عز المزار”، وآخر شعاع” و”البت الحديقة” ، غرقت في ضو النهار”، وغيرها مما بنى به مصطفى الوجدان السليم للثورة السودانية..!!
رحل مصطفى وهو يوصي على الوطن، وتراب الوطن..!!
وها نحن الآن نعايش “صحو الذكرى المنسية..!!
مصطفى.. مساحات الأسى الفي عيونّا تتفجر مدينة وناي..!!
شايلة السقا وعطشانة
أغاني الطمبور.. عوالم لا تملك حيالها سوى التصفيق في عالم اللا وعي الجمالي
أغنيات الطمبور تحمل الكثير من المعاني العبقرية والصور الحياتية اليومية والمشاهد الدرامية؛ لعبقرية الكلمة والاحساس والتصوير في ديار الشايقية؛ وهم الذين نشأوا ما بين نيل ونخيل وصحراء وجروف؛ فشكل هذا الخليط من الطبيعة انسانها، وجعل من التصوير اللفظي ما يفوق عدسات أبرع المصورين؛ عبر اسلاك الالة الشعبية الحنينة وحناجر تشق عنان السماء حدتها فترسم الجمال والطرب حين تحمله النسمات في هدوء الليل ؛ وهو ما صوره مجنون القرير عمار قطبي ” ترن النسمة نفحة.. مكندكة بالربابة.. تهز شوقي البيوقد .. حنين ذكرى وصبابة”..!!
عبقرية الطمبور لم تقابلها عبقرية اعلامية لتمنح هذا الفن مكانته؛ ولترسل للعالم اجمع عن كيف تتنوع الالحان والاغنيات في ايقاع واحد؛ وكيف تتغير الاحاسيس بذات الايقاع؛ فالدليب ايقاع يصلح للفرح والحزن معا، يمكن ان يكون مسارا لكلمات مثل ” يس غريب اغفرلو يا مولاي.. وانزلو منزلة عبدا تقي وصلاي”، وسكة لفرحة مثل ” جيت في فرحك اشارك بي رضايا ورغبة مني.. جيت امد ايدي البترجف.. لي ايادي ملاني حني”؛ وربما نسيت اللغة العربية في غمرة بهجتها ” الياء الحنينة” التي يستخدمها الشايقية كبديل للتاء المربوطة..!!
جيل وراء جيل كان فنانو الطمبور يقدمون هذا الجمال؛ النعام ادم؛ اليمني؛ يس عبد العظيم؛ محمد جبارة؛ محمد كرم الله؛ عبد الرحمن عجيب؛ ود المساعيد؛ ولكن كان صديق احمد هو المدخل الى الناس من اوسع الابواب فقدم الاغنية الشايقية حتى اعتادت عليها اذن سكان الوسط؛ فكانت اجمل الحلوين؛ صابر جرا؛ بي بشيشكن يا عيوني؛ نار عويش؛ تمن شقاي والكثير من الاغنيات الاخرى في معية العملاق شيخ العاشقين عبد الله محمد خير والدابي وابنعوف وغيرهم من عمالقة شعراء الشمال ..!!
هذا بالتأكيد دون نسيان لفضل النعام ادم او عثمان اليمني او كل من قدم نفسه مغنيا ومدندنا بتلك الالة الساحرة..!!
انتشار سوق الكاسيت منح اغنية الشايقية براح اكبر؛ ولكن التدشين والمبادرة كانت من الشامخ ” صديق أحمد” والذي قدم البوم ” حبل الصبر” ووجد قبولا ورواجا كبيرا في سوق الكاسيت ثم تلاه بعد ذلك البقية فكان عبد القيوم الشريف وطارق العوض وجعفر السقيد ويعقوب تاج السر وثنائي العامراب حتى ظهر مجدد الغناء بالطمبور محمد النصري الذي يمثل محمود عبد العزيز الشمال..!!
قبول الناس للغناء الشايقي وعمق مفرداته وجمال الحانه دفع الكثير من الفنانين للتغني باغنياتهم سواء من خلال البوم كامل؛ او من خلال عمل او عملين؛ فكانت حنان النيل وخالد الصحافة؛ والعديد من الفرق الغنائية التي ظهرت من حين الى اخر..!!
لا ننسى بالتأكيد تجارب العمالقة من الفنانين محمد وردي وكابلي ومصطفى سيد احمد وصلاح مصطفى وسيف الجامعة واخرين؛ وقد وظفوا الايقاع في الحان نصوص مختلفة، ولكن ثنائية وردي واسماعيل حسن؛ ومصطفى وحميد كانت ذات ثقل ملموس اغرت الاخرين لطرق هذا المجال وهذا الابداع المولود من بساطة الطبيعة ونقائها..!!
السباحة في بحر ” يا مولاي آه من غلبي وحدها” يحتاج لكل امكانيات وقدرات سلطان كيجاب ورشاقة ترجمان حتى لا تنجرف في بحر الجمال؛ وحتى لا تتوه في دوامة ” زي فرخ القطا الاماتو ركن وفرن”، لتقذف بك الصورة الجمالية الى عوالم لا تملك حيالها سوى التصفيق في عالم اللا وعي الجمالي..!!
ربما نظلم كثيرين بهذا السرد السريع لجنة من الجمال؛ والوان واصناف من الابداع؛ يسقط من ذاكرتنا اسماء كثير من المبدعين الذين اثروا الساحة؛ وآخرين قابعون تحت ظلال النخيل وبين السواقي واحواض الزرع المسورة باللوبية؛ يدندون ما بين الحفائر والجنابية؛ لا يعيرون الاعلام والظهور انتباها؛ ويكتبون انات السواقي برضا زاهد؛ وبعمق حكيم؛ وبلسان متنبيء؛ وحق لهم علينا أن نرسل سلاما عميقا لهم..!!
الطمبور صديقنا وعزنا وملجانا وكتين السنين تفتح بوابة احزانا.. مما قمنا نسمع فيهو لا ملينا لا ملانا .. زي ابل الرحيل.. شايلة السقا وعطشانة..!!
ريق الغناوي
نشف ريق الغناوي سكات..
وكت شافك مستفة ظن..
ولمن خطوتك رجعت..
رجع فاضي الفؤاد ممتن..
بلاها انا كم بنيت امال..
وكم شيدت فيني وطن..
زرعتو من الأماني حنين..
سقيتو أنا من دمايا زمن..
تكيت في طلتو الاحزان..
وضوت بالعديل شمسن..
وجاية الليلة حاضنة فراق..
تقول لي سلامة يا سمحن..
وأقبل وين بلاكي أنا..
واقابل تاني كيف جرحن..
موسم بيكي يا دنياي..
منو البيقدر يزيل وسمن..
وكل الحلوة كانت فيك..
وتاني متين أضوق طعمن..
منو البيمسك أيادي الريد..
يضم في لهفة إيد سفرن..
ويحضن خاطري المجروح..
وكت ينزف يزيد المن..
يحكي قصايدو للوجعات..
وللشنط المستفة حن..
ولي باكر بدونا مناي..
ولي أيام بدونا بقن..
بكي الشارع المشيتو معاك..
شكا الحرف الموجع حن..
سافري معاكي أنا وأيام..
وبرضو معايا آلام طن..
ياني وراكي..
يا طشيت..
يا ضليت..
شن الباقي في غيابك..
بعد ها الحال..
أخير الجن..!!
……
يس علي يس
24-4-2014 م
مزاميرُ الرحيل …!!
أريج محمد
كل شيء موجود في مكانه
ثمة تفصيلة واحدة
مفقودة
تحدث بداخلي
شعوراً
يشبه سيطرة الفراغ
على الروح
يشبه شمعة مطفأة
عبثاً يحاول الحرف إشعالها
يحاول بث الاشراق من جديد
في صباحاتي الباهتة
التي يسكنها
صوت الغروب
ويلونها بفرشاة
مغمسة في الملح
مفتونة أنا
ببث البهجة على الورق
يكلفني ذلك الكثير من الأرق
أبدو نضرة
وداخلي
يسكنه الذبول
فالقصيدة تشرب
ولا ترتوي
وأنا ضيعني الإلهام
فراشة من دون سرب
عجز النور عن اخماد عتمتي
وأجنحتي تكبر من
بعد كل سطر
أرهقتُ المسافات
ولم أصل
أبعد عن الواقع بقصيدة
وأقترب من الحلم بكلمة
لي وشوشة الزهر
بساط من أمنيات
لي زقزقة العصافير
مزامير الرحيل
لي تفصيلتي الناقصة
سفر بلا انتهاء
على خارطة الداخل
وشمعة تنتظر …
انا الموت آتى عليكم
فليس لهارب منى نجاء