صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

صقور في سماء التحدي

45

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

صقور في سماء التحدي

الساحة الهلالية والمريخية هذه الأيام تضج بأخبار الصفقات، مدربون يأتون ويرحلون، محترفون تتسابق الأندية على توقيعهم، شركات راعية ترفع لافتاتها، وأكبر صفقة لا يزال الأهلة يترقبونها. لكن هذا كله مؤجل اليوم، لأن الحديث واحد، والحدث واحد، واللون واحد: صقور الجديان.
اليوم نرتدي الجلابية والعمامة والملفح، نرفع علم السودان عاليًا بألوانه الزاهية: خضرته الخصيبة، حمرته المضمخة بتضحيات، بياضه الناصع بنقاء قلوب أهله، وسواده الذي يعكس بشرته الأصيلة. وفوق كل ذلك نيله وناسه، بحنانهم وعراقتهم، رغم قسوة الأيام. تحت هذا اللواء يدخل صقور الجديان مباراتهم المصيرية أمام الجزائر في زنزبار، ربع نهائي أمم أفريقيا للمحليين.
لقد تصدر منتخبنا مجموعته، فاز على نيجيريا برباعية تاريخية، وتعادل مع بطل النسخة السابقة السنغال، فأثبت أن الحلم السوداني ليس مجرد كلام، بل قوة وإرادة على أرض الملعب. واليوم يقف لاعبونا أمام الجزائر، وصيف البطولة الماضية، بلا خوف ولا تردد. لأن المستحيل لا يسكن في قلوب من يعرفون قيمة الوطن.
مدغشقر تنتظر الفائز في نصف النهائي، لكننا لا نفكر في الثلاثاء القادم، بل في هذا السبت وحده. لأن كرة القدم لا تعترف إلا بمن يضع كل ما عنده في 90 دقيقة. والمدرب كواسي أبياه يعرف أن المعركة لا تُحسم بالخطط وحدها، بل برجال يقاتلون، بحراس يصمدون، بلاعبين يحولون العرق إلى نصر.
المدافع مصعب مكين قالها بوضوح: نحن في قمة الاستعداد البدني. والحارس محمد النور أبوجا أكد أن طموحهم أكبر من مباراة واحدة، وأنهم يقاتلون من أجل العبور. هذه ليست تصريحات عابرة، هذه عهود ومواثيق ستختبرها أرض الملعب.
يا صقور الجديان، أنتم اليوم لا تمثلون أنفسكم وحدكم، أنتم تمثلون كل بيت سوداني ينتظر ابتسامة وسط الظروف الصعبة. أنتم تجسدون تاريخًا وأصالة وهوية. العبوا كما عهدناكم: بروح لا تلين، بعزيمة لا تنكسر، وبإيمان أن السودان يستحق أن يُرفع اسمه عاليًا.
النصر لا يُهدى لمن يتمنى، بل يُصنع لمن يملك الإرادة ويقاتل حتى النهاية. واليوم… السودان كله ينتظر هديته منكم.
**كلمات حرة: **
* اليوم لا أهلة ولا مريخ، اليوم كلنا صقور.
* الجزائر قوية، لكن قوة الإرادة أقوى.
* من زنزبار إلى دار السلام… الحلم يبدأ الآن.
* السودان يستحق فرحة جديدة، فاصنعوها يا صقور.
**أما نحن فمع الهلال، ومع السودان، لا مع الأشخاص. **

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد