عقب نشر مقالي (مصر أم المصائب) منتصف الأسبوع الماضي، ذهبت بعدها إلى إحدى المؤسسات لإتمام إجراء حكومي، فوضعت هاتفي في الصامت حتى أكمل ذلك الإجراء.
وحين خرجت من المؤسسة وجدت مجموعة من المكالمات، وأحد الأرقام التي رجعت اليها قلت: مرحبا منو معاي ..؟؟، قال لي: الاستاذة سهير عبد الرحيم؟ قلت: نعم، قال: كيف حالك ان شاء الله كويسة؟ قلت: الحمد لله … بس معليش منو معاي ماعرفتك؟
قال لي: معاك عبد النبي المستشار الاعلامي للسفارة المصرية، وكنت قد التقيتك في فندق كورال في برنامج خيمة الصحافيين في رمضان الماضي واعطيتك كرتي، قلت له: مرحبتين حبابك تذكرتك، قال لي: معليش انا اتصلت على رقمك بالخطأ لكن كويس سمعنا صوتك، واهو فرصة نناقش مقالك، لأنه الكلام الكتبتيهو صعب أوي أوي أوي.
قلت له: لم أكتب الا رداً على تطاول اعلامك وافراد شعبك على الشعب السوداني، كل الدول اتخذت اجراءات احترازية بعدم دخولكم ولم تستطيعوا الرد، لا على السعودية وقطر والامارات والكويت وغيرها، ولكن بمجرد ان اتخذ السودان نفس الموقف انطلقت الشتائم يا بوابين يا عبيد وغيرها من الاساءات العنصرية.
قال لي: ولكننا كنخب قد وقعنا على ميثاق الشرف بين اعلامي البلدين وما يحدث مجرد تفلتات، قلت له: حين نشتم تكون تفلتات وحين نرد ينبغي ان نراعي الميثاق، هذا رغم ان عمرو اديب وتوفيق عكاشة لم يتركوا اساءة على وجه الارض لم يتم توجيهها الى الشعب السوداني.
ما ينبغي قوله وبعيداً عن (ضربت ليك بالغلط) او ضغطت رقمك سهواً، فإن الحملة الشعواء التي انطلقت ضدي من قبل المصريين مردها الى انهم لم يتعودوا ان يرد عليهم احد، تعودوا على انكسار بعض الاقلام الرخيصة التي تسوق لعبارات على شاكلة وحدة وادي النيل وبنشرب من مية واحدة وترهات الاشقاء.
المصريون تعودوا على مر الحكومات على ان يتعاملوا مع السودانيين بفهم الاتباع والسودان هو الحديقة الخلفية لمصر، وذلك رغم تاريخ البذل والعطاء والإيثار الطويل من قبل السودان ليس ابتداءً بالحروب التي قاتلوا فيها في الخطوط الامامية قبل الجنود المصريين وإغراق اراضي حلفا لينعم المصريون بخيرات السد العالي، وصمت حكوماتنا المذل في عدم تفعيل اتفاقية الحريات الأربع من قبل المصريين.
كل ذلك من غير شكر ولا عرفان، بل على العكس ظلت الحكومات المصرية المتعاقبة تتعامل مع السودان بنظريات استخباراتية بحتة تعُلي من مصالحها وليحرق السودان بأهله. ويكفي أن وزير خارجيتهم وسفيرهم ضباط في المخابرات المصرية.
والآن وبما أن المصريين قد بدأوا الازدراء بكيف يحظرنا السودان بسبب (كورونا) فالحمد لله انها سيرة وانفتحت.
سنفتح كل الملفات، اتفاقية الحريات الاربع، حلايب وشلاتين وابو رمادة، سد النهضة، التعدين العشوائي، التجارة في الحدود، السودانيون في السجون المصرية، تهريب الوقود، غشهم في تصدير الفواكه والخضروات باسم السودان، لعلمهم ان العالم يقاطع منتجاتهم المسقية من مياه الصرف الصحي.
خارج السور:
هاتفني ذلك الاعلامي المأجور قائلاً: سهير خفي على المصريين شويه، قلت له أتعجبك أساءتهم لوطنك؟ أجابني لا طبعاً، لكن يااخ نحنا عندنا شقق في مصر ومصالح لا نستطيع محاربتهم..!!
] حلايب سودانية.