صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

على وقع حادثة إستاد القاهرة.. السودانيون يمارسون العنصرية بينهم وهم في نظر بقية الشعوب لون واحد..!!

1٬247

كورة سودانية -أبوعاقله أماسا

* أشد ما يؤلم في العنصرية ليس ذلك الإحساس الذي يعتري المنعوت، بل يتألم الإنسان الحق للذي يتفوه بتلك الكلمات، أو حتى الإيحاءات والتصرفات، إذ كيف للإنسان.. وقد خلقه الله وميزه بالعقل.. أن يحتفي بلونه وعرقه وهو ليس من أشياءه ومكتسباته التي اكتسبها بمهاراته الشخصية مثلاً؟.. كيف يتعالى الإنسان على الآخر لمجرد أنه أبيض اللون، أو لأنه من قبيلة كذا ويتملكه الإحساس بأنه مميز وأفضل من غيره؟
* السودانيون.. أو لنقل جزء منهم.. لكي نكون دقيقين في التناول، أدمنوا ممارسة العنصرية لدرجة أن بعض المجتمعات قد أبرمت إتفاق تصالح مع كلمة يا (عبد) ولا يجد فيها حرجاً، بعضهم يعتقد أنها باللون، وآخر يأخذها بالجهات والأقاليم، وجزء آخر يعتقد أنها بالقبائل، والأكثر إدهاشاً أنها مورست على مستوى الأحزاب السياسية الكبرى والتي يفترض أنها تمثل الطبقات المستنيرة من المجتمع السوداني، وحتى الأحزاب العقائدية لم تسلم منها، وإن كان هنالك رمز في هذا الفعل فلنا في الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني نموذج.. وما من أحد صاحب تجربة معهم إلا وتفيض كنانته بالمواقف والذكريات الأليمة.. والعنصرية موجودة في مجتمعاتنا بلا استثناء.. في مدارسنا وأنديتنا وأحياءنا وفرقاننا وكل مؤسسات الدولة..(عنصرية وعنصرية مضادة).. وبعض من مظاهرها أصبحت في نظر الناس (عادية) من فرط تكرارها، وما من أحد منا وإلا يختزن آلاف المواقف، خاصة في الأندية والإستادات التي تعبأ في أحيان كثيرة بالجهلاء من كل حدب وصوب، وعن نفسي أحاول كثيراً أن أتسامى وأترفع لقناعات إيمانية راسخة في نفسي بأن الإنسان بشكله ولون بشرته ولسانه وقبيلته خلقه الله لحكمة أرادها، فجعل بعضنا أبيض وأسود وأصفر وخاطف للألوان وخليط منها، وخلق بعضنا جميل المنظر ومقبول الهيئة، والبعض الآخر دون ذلك.. وأياً كان شكلك ولونك وقبيلتك فاللحود ستضمك يوماً ما ويأكلك الدود..!!
* عندما نتحدث عن عنصرية في السودان فهي قطعاً ليست كما مورست في جنوب أفريقيا خلال نظام (الأبرتيد) ولا كما كانت في الولايات المتحدة سابقاً، وإنما تمارس بصورة ناعمة، قد تكون سلوكاً فردياً ولكنه يطغى حسب الظروف، وإذا أردنا التأكد علينا متابعة سلوك بعض الناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي لنتأكد أن هذا الفعل لم ينج منه حتى المتعلمين..!
* هذه مسلمات، ولكن.. كما تدين تدان، فنحن نتصالح مع كلمة عبد و(ياعبيد) هذه في ملاعبنا وأنديتنا لدرجة أن بعضهم يستخدمها بشكل مقزز ونحاول إدانتها في المستويات الأعلى، وقد كتبت من قبل أن من أسباب تعقيد أزمة المريخ أن أحداً من قياداته التأريخية قال أمام مرأى ومسمع من الشباب: (ما بنخلي المريخ للعبيد الغرابه ديل)، وكانت النتيجة أن حدث أكبر إصطفاف قبلي وعنصري في تأريخ الرياضة السودانية ومازال نادي المريخ يعاني من ويلاتها..!!
* كم الألفاظ العنصرية المتداولة في إستاداتنا ومدرجاتنا لاتقل عن التي رأيناها في إستاد القاهرة ليلة مباراة الأهلي والهلال، فقط الفرق يكمن في أن هذه جماعية وبتناغم وعندنا تقال بشكل مختلف، وكلها مستهجنة ومذمومة.. مهما كانت جغرافيتها وتأريخها، وفي السعودية كانت هتافات جماهير الهلال في وجه جماهير الإتحاد (نيحيريا.. نيجيريا) صنفاً من العنصرية البغيضة لفظاً وإيحاءً.. فلم يراعي جهلاء الرياضة أن من بين زملاءهم بشرات سمراء.. بالضبط كما لم ينتبه جهلاء المدرجات الأهلاوية أن أصل الحضارة المصرية سمراء وأن الجنوب المصري كله أسمر ونوبي وهم الأصل في الحضارة..!!
* ما حدث في إستاد القاهرة مدان ومستهجن بموجب القوانين الرياضية وستلحق بالنادي الأهلي عقوبات تأريخية بدون شك… إلا إذا تراخى مجلس الهلال وتنازل عن حقه، ولكن.. يتوجب علينا أن نحاسب أنفسنا ونراجعها ونجتهد في محاربة العنصرية في أنديتنا وإستاداتنا.. فما حدث في إستاد القاهرة دليل على أن العالم ينظر لكل السودانيين على أساس أنهم سحنة ولون واحد.. فإما كلهم عبيد.. أو كلهم أحرار.. فالمسألة ليست بالمزاج.. وعلينا ألا نقرأ الآخر وننظر إليه في قالبه النمطي السخيف هذا.. فهنالك بعد جمالي في الإنسان أياً كان لونه وقبيلته…!!

قد يعجبك أيضا
7 تعليقات
  1. Mutaz يقول

    مقال مفترض يوصل لأكبر عدد من السودانيين …

  2. نزار يقول

    نحن عبيد القاسط ومحررين المماليك ومبسوطين وبنضحك علي تعليقات جماهير النادى المشكو ونستغرب لماذا هم معقدين بمثل هذه الهتافات وما الذي عقدها فيهم حتي خرجت من افواههم وما اللون الاسود فام العرب هاجر سوداء من افريقيا تاتي لم تعرف غير السواد الا من بعد الكسندر وتحرير المماليك والمؤرخون حددوا ان السودان من الشعوب الاصيلة بالعلم والتوثيق فان كانوا عرب لن يعلوا علي السواد وان كانوا مماليك لن يعلوا علي السواد الا المسار القانوني لادارة الهلال فهو للمحافظة علي اخلاق الرياضة حتي لا تنجرف الجماهير لمعتركات فيها من يعرف مقامة وفيها من لاويعرف اصله وحقيقته العلمية الموثقة بالمؤرخين والعرف فضل الله عليه مستريح

  3. صلاح الدين يقول

    الجماعة شابكننا .. جزور المشكلة و حل جزور المشكلة… أها ياها دي جزور المشكلة ..

  4. جاغوم يقول

    كاتب عنصري ومعقد كمان
    قل خيرا او اصمت انت كصحفي لما زرت السعودية الناس احتفلوا بك وكرموك ولكن يبدو انو الفي القلب في القلب

  5. عبدالملك عصتم يقول

    اماسا الكل يعرف بانك انسان ذو خلق عالي لكن اليوم الدهشة تملكتني وانت تكتب عن شي اندثر منذ عصور الظلام والشعب السوداني نموذج للنعايش السلمي اما الالفاظ النقيتة هءه لا تصدر الا من جاهل زايضا من يؤكد بان هاتف جماهير الاهلي انه حقيقي ف يا اخي الميديا فيها الفبركة وغالبا غالبا مقاطع مفبركة تلغرض منها معلوم لذلك اراك اليوم استعجلت وفتحت باب لا يتناسب مع الطرح الراهن للتوافق والعيش في سلام اجتماعي هءا رايي مع كل التقدير والاحترام مع عشمي ان لا يعمم سلوك حفنة من البشر جاهلة يعمم على تاجميع .

  6. عباس ا يقول

    نعم هذا صحيح، بعض السودانين او كمًا يدعون أنهم اولاد عرب فوجئوا عندما خرجوا من السودان ونعتوا بنفس اللفظ الذي كانوا ينعتون به اخوانهم في السودان، اخذوا يبكون وبعضهم قال انه سيغير ديانته. المطلوب تغيير العملية التعليمية في السودان

  7. صلاح يقول

    مقال أقل ما يوصف بأنه إصطياد في الماء العكر، ويبدو أن الكاتب وجدها سانحة لتفريق ما بداخله، وكأنما هو يقول لنا، تستاهلوا العملوه فيكم الحلب المعفنين.!!
    إتركوها فإنها منتنة.!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد