صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

علي عبدالله أبوعشرين..الدخول خلسة.. والخروج بمهرجان 

2٬717
تقرير كورة سودانية
أبوعاقله أماسا
* كما تفعل الأندية العريقة التليدة في بناء أمجاد اللاعبين، دخل الحارس علي عبدالله أبوعشرين كشوفات المريخ عبر (كوة ضيقة)، لم تكن هنالك قناعة بقدراته، وتشكيك بالصوت العالي في أحقيته الدفاع عن ألوان المريخ، وترجم كل ذلك في قرار إعارته للشرطة القضارف، وبعد موسم جيد، كان من المفترض أن يعود تلقائياً لكشوفات المريخ، ولكن الفنيين في القلعة الحمراء كانوا يستبعدون سطوع أي نجم في هذه الوظيفة يكون بمقدوره إزاحة الأوغندي جمال سالم، رغم أخطاءه وكبواته  والإعتصامات التي كان يفرضها على النادي، وسطع كذلك نجم الحارس الشاب منجد النيل الذي انضم في صفقة هادئة من أسود الجبال، ولكن المريخ كان يبحث عن حامد بريمة في كل حارس يفاوضه ويضمه، ولكن.. رأي الأغلبية فيه كان متحفظاً تجاه أبوعشرين، لذلك أعيدت إعارته للأمل عطبرة، فلعب موسماً مميزاً أعاده إلى خيارات المريخ.. فأفسحوا له المجال في كشوفات الفريق بعد إصابة عصام عبدالرحيم وخروجه عن الخيارات، وفشل محمد مصطفى في إقناع المدربين.. فكانت بداية قصة جديدة لحارس تسرب إلى كشوفات المريخ خلسة.. وخرج منه بمهرجان قياسي إنتقل به إلى الهلال في موسم كورونا..!
البدايات..
من الثورة الحارة (٤٠)
* وروابط محلية كرري إلتقطته أعين اللواء مكي عبدالقادر رئيس نادي النسور الأم درماني، والمعروف بأنه أحد أميز الكشافين والفنيين في العقدين الأخيرين، وانضم إلى الفريق الذي كانت تدفعه طموحاته للصعود إلى الأعلى، من الدرجة الثالثة إلى الثانية إلى الأولى ثم الممتاز في أربع سنوات وكان مشواراً أشبه بالإعجاز، وعملاً يجب أن يتوقف عنده كل من يريد أن يقتحم مجال العمل الرياضي ليتعلم.
المهم علي أبوعشرين كان ضمن أبطال هذه الرحلة المميزة لفريق النسور.. تطورت قدراته مع الإرتقاء السريع للفريق، وتقدم مستواه مع تقدم المنافسات التي يشارك فيها حتى بدأ يفرض إسمه بقوة في قائمة النجوم البارزين في الدوري.
بطل بن بطل
* والشيء من معدنه لا يستغرب، فالحارس الذي شق طريقه البطولي نحو النجومية قد لا يعرف جمهور كرة القدم أن والده كان في يوم من الأيام بطل الجمهورية للمصارعة، عندما تدرج من الجبال الثمانية متخطياً كافة مراحل التصفيات حتى النهائيات في الأبيض حيث فاز بالكأس.. ووثقت له الأغاني الشعبية تلك البطولات بأهازيج ما زالت تردد في جبال النوبة الغربية وهو فخر لعشيرته (الفوي) والجبال الثمانية في هذه الرياضة.
كبوات في مسيرة أبوعشرين
* واحدة من أسباب إعتراض بعض المريخاب على انضمامه لفريقهم أنه شارك في مباراة الأمير البحراوي أمام الخرطوم الوطني بالدوري الممتاز موسم ٢٠١٦.. تلك المباراة الكارثية التي ولجت فيها شباكه ثمانية أهداف، وكان الأمير وقتها مترنحاً وقد فاحت منه روائح الهبوط إلى الأولى، عندما تعاقد مع الحارس أبوعشرين في واحدة من المفاجآت.. قياساً بمستوياته مع النسور.
زكريا حيدر.. البعبع
* في موسمه الأخير مع النسور في الدوري الممتاز، إهتز عرش أبوعشرين في عرين نادي النسور، وولجت مرماه أهداف سهلة، وبدا شارداً في كثير من المباريات، وكانت النتيجة الطبيعية أن يخسر مكانه لصالح الحارس اليافع زكريا حيدر، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى انتهى عقده وغادر إلى الأمير.. وقد يكون ذلك هو السبب في إنحسار العروض عنه من الفرق الكبيرة وقتها.
البطولة العربية.. قدمته في حلة جديدة
* بعد انتهاء مشوار إعارته إلى الأمل العطبراوي، كان القرار الصادر في المريخ هو الإستغناء عن خدماته، ليكون الحارس الوحيد الذي دخل كشوفات الفريق ومكث موسمين معاراً دون أن يدافع عن ألوان الفريق، ولكن ثمة إجتماع وشورى جمع بين علي أسد الذي كان يشغل منصب رئيس القطاع الرياضي ومدرب الحراس المميز عبدالعزيز كنه، وكان السؤال المطروح عن جدوى استمرار علي أبوعشرين في كشوفات المريخ.. وأهمية إفادة مدرب الحراس (كنه) في تقرير مصير اللاعب.. وهل يشطبه المريخ أم يبقيه؟.. فجاء رأي المدرب أنه مؤهل ليكون من أفضل حراس المرمى في الساحة.. ما لم يكن الأفضل على الإطلاق… وكان القرار ببقاءه.
النجاة من مقصلة الشطب مرتين
* كان رأي الأغلبية في لجنة تسيير المريخ برئاسة جمال الوالي أنه لايستحق الإنضمام للمريخ، بل ذهب أكثر من عضو إلى أبعد من ذلك وقرروا شطبه من الكشوفات، وواجه رئيس لجنة التسجيلات وقتها عوض رمرم تقريظاً وتوبيخاً في ذلك فكان القرار الوسطي هو إعارته خلال ساعات من دخوله كشوفات المريخ.. وهو القرار الذي أثار سخرية البعض حول سبب التسجيل ومن ثم الإعارة السريعة، وترجم البعض ذلك وعزوه إلى التخبط في التسجيلات.. فنجا من الشطب.. وكانت تلك هي المرة الأولى التي نجا فيها من الشطب من كشوفات المريخ، والمرة الثانية بعد عودته من الإعارة إلى الأمل وأنقذه مدرب الحراس عبدالعزيز كنه..
أبوعشرين.. قوي ويعشق كرة القدم ومهذب
* ما ينبغي أن يكتب ويقال عن علي عبدالله أبوعشرين بعد إستعراض كل هذه المحطات في مسيرته، أنه شخص بسيط ومهذب وقوي الإرادة في ذات الوقت.. لذلك تغلب على كلالصعوبات التي واجهته في مسيرته الرياضية ليبلغ ماهو عليه الآن.. وليس هنالك ماهو أفضل أن يكون الحارس الأول للمنتخب الوطني.. وقد يكون من اللاعبين النادرين الذين تدرجوا ومروا بكل المستويات في كرة القدم.. الروابط الدرجات الأربعة تتويجاً ببطولة الممتاز مع المريخ واللعب للمنتخب.
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد