صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

عندما يضحك إسحاق

48

القراية ام دق
محمد عبدالماجد

عندما يضحك إسحاق

(1)
#يشهد_الله اننا كنا نكتب في العهد البائد هروباً من (الايقاف) و (يحتجب لظروف فنية) عن (الطماطم) عندما تكون القبضة الامنية شديدة – وكنا بعد كل خطاب للرئيس المخلوع لا نجد سبيلاً للتعليق عليه، نكتب عن (فستان) رانيا يوسف الذي ظهرت به في اخر المهرجانات السينمائية.
كانت الكتابة ممنوعة عن الرئيس ونوابه، واخوانه وابناء اخوانه.. وابناء ابناء اخوانه– زوجته الاولى والثانية واهل بيته وخفير مزرعته التي تنتج (العنب)، وكلب المزرعة.
لم يكن امامنا غير الكتابة عن (ابوالقنفد) اذا اردت الكتابة عن الحريات – وإلّا وجهت لك نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة مواد تتصل بتقويض النظام وتصل عقوبتها للاعدام.
ما كان لنا سبيل للكتابة عن (سن الرئيس المكسورة)، إلّا اذا اعتبرنا ذلك (لحلحة) وشقاوة حميدة من السيد الرئيس وبطولة تحسب ليه في تاريخ السودان الحديث تضعه الى جانب عبدالقادر ود حبوبة وعلي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ.
(2)
الآن يكتب اسحاق احمد فضل الله والطيب مصطفى والرزيقي وتبيدي بلغة كانت يمكن ان ترمي بصاحبها (خلف الشمس) ان وجهت للحكومة السابقة بالطريقة التى تحدث من اعلام الانقاذ الآن.
البلاد تمر بمنعطفات خطيرة ، واستقرار البلاد وامنه يتعرض لحملات ممنهجة من انصار النظام البائد حين كان انتقاد (حكم كرة قدم) في فترتهم يمكن ان يحسب عليك تهديداً لاستقرار البلاد ، فقد تمت مصادرة صحيفة رياضية من المطبعة من قبل جهاز الامن والمخابرات بسبب الكتابة عن (جقور كوبري المنشية).
عندما كان يضبط دبلوماسي (اسلامي) في الخارج ممثلاً للسيادة السودانية في حالة تحرش – كان اسحاق احمد فضل الله يعتبر ان ذلك التحرش (مؤامرة) يريد بها ضرب الاسلام.
وعندما كان يقع مسؤول في الحزب الحاكم في ولاية البحر الاحمر في قضايا اخلاقية – كان اسحاق فضل لله يرد ذلك (للمؤامرات).
وعندما حدثت نفس التجاوزات الاخلاقية من قيادي (وطني) في ولاية النيل الازرق قال اسحاق انها (مؤامرة) تستهدف قيادات المؤتمر الوطني.
ضربت (سوناتا) في سواحل البحر الاحمر في بورتسودان من قبل العدو الاسرائيلي فكان ذلك عند اسحاق (مؤامرة).
ارتفاع الدولار (مؤامرة) – ارتفاع البصل (مؤامرة) – تأخر اقلاع طائرة سودانير (مؤامرة) – انقطاع التيار الكهربائي (مؤامرة) – حمى الكنكشة (مؤامرة).
كل هذه الاشياء كان يعلق عليها اسحاق احمد فضل الله على انها (مؤامرات) يراد بها ضرب السودان.
فساد الانقاذ وتجاوزات قياداتهم .. عماراتهم الشاهقة.. سياراتهم الفارهة ، واموال السودان المنهوبة منهم – كلها كانت عند اسحاق (مؤامرة) يراد بها الاسلام.
(3)
يكتب اسحاق فضل الله الآن بشيء من الغبطة والسرور على كل الاحداث والمؤامرات التى تحيط بالسودان.
امن الوطن واستقراره الآن لا يهم اسحاق في شيء – فليذهب ذلك الى الجحيم بعد ان سقطت حكومة الانقاذ.
اسحاق يكتب امس : (ومشاهد رأس السنة ..الاغتصاب في الطرقات ..والنهب .. مشاهد يراها السودان لاول مرة في حياته) – يقدم اسحاق ذلك بسعادة كبيرة بعيداً عن حسبته السابقة التى كانت ترد (طنين البعوض) للمؤامرات على الوطن.
نسي اسحاق فضل الله عبدة الشيطان في شارع النيل عند بزوغ الشمس…. نسي عروض الازياء الفاحش في الصالات المغلقة في الخرطوم .. نسي اسحاق ان ما يحدث الآن من بعض العامة كان يحدث من قيادات في الحكومة السابقة.
ترك اسحاق ابادة (300) الف في دارفور – اعدام (28) ضابطاً في رمضان – وفصل الجنوب – وافراغ حلايب و ..و…وفساد يشيب له الولدان وكتب عن مشاهد رأس السنة.
اغتصاب فتاة في شوارع المنشية في منتصف النهار من قبل احد المارة في العهد البائد كان عند اسحاق (مؤامرة) رخيصة.
احداث بورتسودان – احداث غرب دارفور – سقوط طائرة الجنينة عند اسحاق هي قصور من الحكومة وفشل من (قحت) وحتى 11 ابريل 2019م كان فيضان النيل يعتبره اسحاق فضل الله (مؤامرة) على البشير.
(4)
بغم /
المؤامرة على السودان الآن ليست في احداث الجنينة وبورتسودان ومشاهد رأس السنة، ولكن في (الاحتفاء) بذلك – واعتباره (بطولة) للنظام البائد

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد