العمود الحر
عبدالعزيز المازري
فلنجمع بين السوق والمنصّة يا عليقي… استثمار وكؤوس
العروض تنهال على لاعبي الهلال، وتتصدر أخبارهم الصحف المحلية والعربية، وهذا يعني شيئاً واحداً: أن اللجنة الفنية أحسنت الاختيار، وأن الموهبة الأفريقية متى ما وُجدت الرؤية الصحيحة تستطيع أن تتحول من لاعب مغمور إلى صفقة بملايين الدولارات.
لكن، ورغم تقديرنا لهذا التوجه، فإن الاستثمار وحده لا يكفي، لأن الأندية التي جعلت من الاستثمار هدفاً انتهت غارقة في أسواق البيع والشراء دون أن تضع بطولة في خزانتها. الهلال لا يحتاج أن يكون معرضاً للانتقالات، بل مشروعاً متكاملاً يجمع بين صناعة النجوم وتحقيق الذهب.
اليوم نرى صفقات تترى: جان كلود الذي جاء مغموراً فأصبح مطمع الأندية الكبرى، إيمي تندنق الذي أعلن التمرد بعد أن صُنع له اسم في الهلال، وغيرهم ممن تحولت عقودهم إلى موضوع على طاولة المفاوضات. هذه كلها أطماع وكلاء، لكن الهلال يملك الكلمة العليا متى ما أحسن إدارة الملف، ووضع محاميه السويسري في المقدمة لحماية الحقوق وردع كل من يظن أنه قادر على ليّ ذراع النادي.
وهنا لا بد أن نقولها صراحة: فليجمع الهلال بين الاستثمار والتفكير في البطولة، ولا يستبدل البطولة بالاستثمار أبداً، لأن كليهما إذا اجتمعا صبّا في مصلحة الفريق، أما إذا انفصلا فسنجد أنفسنا في نفس الدوامة، نبيع المواهب ونشتري أخرى، ونعود من جديد بلا إنجاز.
المطلوب أن نفكر بجدية: إن كان الاستثمار هدفاً مشروعاً، فلتكن البطولة هي الهدف الأسمى، لأن جماهير الهلال لا تفرح بملايين الدولارات في الحساب، بقدر ما تنتظر كأساً في المنصة. لا نريد موسماً ينتهي بالحضور والتصوير، ولا بخروج من نصف الطريق، ولا بدور مجموعات يُسوّق على أنه إنجاز.
الخطوة الآن في ملعب الإدارة، والكرة بين أقدام العليقي. إن أراد الاستثمار فليجمعه مع الاهتمام باللاعب الوطني، لأنه الرصيد الحقيقي للفريق، وهو الضمان الوحيد لاستمرار الهوية وسط هذا الزحام من الأجانب. الهلال فريق بطولات، لا شركة تسويق لاعبين، ولا وسيلة لوكلاء يستغلون عقوداً ويشعلون تمردات.
الموسم هذا امتحان جديد، والنجاح فيه ليس بجني الأموال، بل بكتابة التاريخ على منصات التتويج.
**كلمات حرة**
* تهنئة صادقة لصقور الجديان بالتأهل، ومباراة الجزائر صفحة جديدة لصناعة الأمل.
* بعض الإعلام لا يزال يبيع الوهم لجماهير الهلال… والنتيجة واحدة: ضياع بطولات.
* اللاعب الوطني إن وجد الاهتمام هو الاستثمار الحقيقي، لأنه لا يتمرد ولا يساوم.
أما نحن فمع الهلال وكرتنا السودانية… لا مع الأشخاص.