8 يونيو 1943، في مدينة كادوقلي، ولد الفنان الراحل المقيم زيدان إبراهيم ، وكان والده إبراهيم زيدان موظفاً حكومياً كثير التنقل بحكم وظيفته الحكومية من موقع لآخر، فنشأ زيدان متنقلاً وحيداً بين والديه، حيث لم يكن له أخوة، إلى أن توفي والده في العام 1956، وبعدها عادت الأسرة إلى مدينة أمدرمان .
برزت موهبته في سن مبكرة من مراحله الدراسية الأولى، برع في تلحين الأناشيد المدرسية، تعلم عزف العود في وقت مبكر أيضاً، والتحق بالجمعيات الموسيقية كعازف، وعندما تم تخييره بين المدرسة والفن، فكان خيار الفن هو الأول بالنسبة له .
لأن صوته جميل وطروب لُقب بـ (العندليب الأسمر) من قبل الناقد التجاني محمد أحمد، بدأ كغيره مردداً لأغنيات الغير، إلى أن قدمه الأستاذ أحمد الزبير عبر برنامجه في الإذاعة السودانية “أشكال وألوان” وغنى فيه زيدان أولى أغنياته الخاصة وهي أغنية “مشاعر”.
توالت عمليات ظهوره بعد ذلك وبرز اسمه في الساحة الفنية، حيث بدأ يتعامل مع عدد من الشعراء والملحنيين منهم السني الضوي وود الحاوي والموسيقار علاء الدين حمزة.
فنان محترف
تم إجازة صوته في العام 1963 عبر اللجنة المختصة بالصوت في الإذاعة السودانية، وكانت تضم اللجنة وقتها كل من برعي محمد دفع الله، حسن الزبير، وذو النون بشرى، حيث تمت إجازة صوته كمغن محترف به، الأمر الذي يعني إمكانية نشر أعماله عبر الأثير في الإذاعة السودانية.
في الليلة ديك
من أشهر أغنياته الخاصة أغنية “في بعدك ياغالي” للشاعر عوض أحمد خليفة، وأغنية “في الليلة ديك” وهي من كلمات الشاعر بابكر الطاهر شرف الدين، و “باب الريدة وانسدا” التي صاغ كلماتها التجاني حاج موسى.
فنان بدرجة إنسان
جمعته علاقة مميزة مع الشاعر عبدالوهاب هلاوي، حيث حكى هلاوي في إحدى لقاءته الصحفية عن أن زيدان اعتاد الجلوس أمام المنزل بحي العرضة جنوب، ويضيف كنت وقتها طالباً في المرحلة الثانوية، وذات مساء ألقيت عليه التحية ووضعت في يده ورقة، وكانت قصيدة “فراش القاش، وبتبدل مع الأيام، ولو تعرف” ويقول هلاوي وقتها كنت أسكن مع عمي في ذات الحي، وزاد، كنت شديد الخوف أن أسأل زيدان عن رأيه في القصائد التي قدمتها له.
ويضيف، فإذا به يفاجئني بعد فترة بأن إحدى القصائد قد اكتمل تلحينها وكانت أغنية “فراش القاش” ويعتقد هلاوي أن لحن الكلمات أضاف لها الكثير، خاصة وأن الراحل صاغ لها مقدمة لحنية موسيقية مختلفة.
ويزيد هلاوي بيننا الكثير من الذكريات التي كلما طافت بمخيلتي غالبت دموعي، فهو فنان بدرجة إنسان مكانته لا زالت شاغرة حتى هذه اللحظة.