صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كبش فداء باسم المعلم… والفشل باسم الإدارة!

16

العمود الحر

عبدالعزيز المازري

الإدارة تقتل الفريق، والمساعد يتحمل اللوم!

 

من المضحك المبكي أن نرى بعض الأقلام وجوقة التطبيل ترمي بسهام الفشل على خالد بخيت، وكأنه الآمر الناهي وصاحب السلطان المطلق داخل الهلال. الرجل لا يعدو أن يكون مساعداً ثانياً، مهمته تنفيذ ما يُطلب منه، لا صياغة التشكيلة ولا اختيار الخطة. فهل يعقل أن نهرب من أصل الأزمة لنلقي اللوم على ظلّها؟
الهلال خسر أمام سنغيدا في نهائي سيكافا، ومنحهم لقباً تاريخياً، رغم أن الأزرق كان يملك إمكانيات ضخمة وتسجيلات خرافية، ومحترفين يفترض أنهم يصنعون الفارق. ومع ذلك، وجدنا من يبرر للهزيمة بمنطق الأعذار الواهية، بل ويبحث عن “كبش فداء” جديد يبرئ به القطاع الرياضي من جرائمه.
لنضع الحقائق أمام الجميع:
* المدرب رجيكامب هو من قاد الفريق في ست مباريات، فاز على كتور والجيش، وتعادل مع الأهلي ومقديشو، وخسر في النهائي أمام سنغيدا. هذه حصيلته، وهذه أرقامه.
* القطاع الرياضي هو من جاء بالحارس فريد، الذي أثبت ضعفاً واضحاً، بينما تخلّى عن فوفانا المرتبط بعقد طويل، وهو بلا شك أفضل منه. فأين العقل في هذه القرارات؟ المدني وأبوعشرين أفضل بمراحل، ومع ذلك استُبعدوا!
* القطاع ذاته هو من عبث بالاستقرار الإداري في وقت حساس، فأبعد مدير الكرة، وتسبب في إرباك نفسي ومعنوي وسط اللاعبين.
* ثم تأتي الكارثة الكبرى: الشلليات داخل الفريق، وعدم التعاون، وهي ظواهر لا تنبت من فراغ، بل من بيئة إدارية مضطربة.
وفي وسط هذا الصخب أخذت أصوات جاهلة تُلقي التهم على خالد بخيت جهلاً بموقعه ومهامه. كثيرون لا يعرفون أصلاً ما هي صلاحيّات المساعد، ولا يدركون أن مدرباً استقدمته الإدارة بسجلٍ متواضع وسياساتٍ فكرية مهزوزة، لا يعتدّ برأي أحد، قد صار هو جوهر المشكلة. تواصلنا مع عددٍ من الذين عملوا مع هذا المدرب فلم نجد رأياً إيجابياً واحداً يشي بأنه صاحب بصيرة تكشف الطريق للهلال؛ بل جاء الصوتُ واحداً: هذا مدربٌ قد يدمّر الفريق إن تُرك له المجال بلا محاسبة.
كثيرون طالبوا مبكراً بالتدخل وإعادة النظر، لكن الإدارة أصمّت آذانها. هذا المدرب لا يلتفت لآراء خالد بخيت ولا لغيره، ويطير في سمائه الخاصة، ويُطالب اليوم بقطع رأس المساعد كحلٍّ سحريّ، وكأن إقالة من لا يملك قراراً ستعيد الاعتبار للنادي. إن من يطالبون بإقالة خالدٍ الآن ينسون ما قدَّمه الرجل للهلال عبر سنوات، وينسون أنه ابن النادي الذي قدّم آخر بطولةٍ ورباعيةٍ عظيمة. الدفاع عنه ليس جنحة؛ الجريمة أن يُترك هو ومن قبله أبٌ من أبناء الهلال ليُستنزفوا، بينما تبقى جذور المشكلة متجذرة في قراراتٍ إدارية خاطئة وسياساتٍ فنية معطوبة.
فهل بعد كل ذلك يجرؤ أحد أن يحمّل مساعد المدرب وزر الخسارة؟
المساعد في أي فريق محترف لا يضع التشكيلة ولا الاستراتيجية، دوره يقتصر على تنفيذ تعليمات المدرب، إعداد تقارير مساعدة، وتغطية الغياب المؤقت دون صلاحيات مطلقة.
فهل يعقل أن يُنسَب الإخفاق لشخص يملك نصف مقعد في الجهاز الفني، بينما نغض الطرف عن مدرب عنيد فشل في فرض شخصية للفريق، وعن قطاع رياضي يعبث بعقود اللاعبين، ويغرق في أخطاء كارثية؟
الحقيقة مرة، لكنها واضحة: المشكلة ليست خالد بخيت ولا غيره من أبناء الهلال الذين يقومون بدورهم، بل في إدارة القطاع الرياضي التي تحولت إلى “إمبراطورية” تفرض قراراتها دون حسيب ولا رقيب.
ومن أراد أن يبحث عن شماعة فليبحث في مرآته أولاً، قبل أن يعلّق فشله على كتف المساعد.
**من خلال استطلاع بسيط** أجريته عبر صفحتي على موقع التواصل، من بين (535) تعليقاً، صوّت (523) أي **97.7% تقريبًا** مع الإقالة المبكرة لريجيكامب، بينما (12) فقط تمسكوا باستمراره. الجماهير وضحت رأيها: الفشل واضح في تنظيم الفريق، وضع التشكيلة، قراءة المباريات، والجانب الدفاعي، والإدارة مسؤولة عن ذلك.
**كلمات حرة**
الدفاع عن ريجكامب جريمة في حق الهلال، والمستقبل سيكشف حجم الخطأ.
خالد بخيت ليس المشكلة؛ تركه ليستنزف حتى يرحل هو الجريمة الحقيقية.
من يستحق المحاسبة هو مدير القطاع، لا أبناء الهلال الذين يؤدون واجبهم.
مباراة الجامسوس ستكشف الورطة، واللوم على بخيت زي الزول البفتش الموية في الغربال!
**كلمة حرة أخيرة**
الراجي ريجيكامب يرجي العذاب

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد